** زوجي لا يواظب على الصلاة، وهو يدخل على مواقع فاضحة، وأنا عرفت ذلك، ولكن لا أدري كيف أكلمه، وماذا أقول له؟ أرشدوني.. * الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: أهلا ومرحبا بك أختي الكريمة، وأسأل الله تعالى أن يتقبل منك حرصك على صلاح زوجك وبيتك. كنت أود منك -أختي الفاضلة- أن تذكري لنا تفاصيل أكثر عن زوجك، وعن طبيعة العلاقة بينكما بشكل عام، وعن مرات دخوله لهذه المواقع، فهذا ضروري في فهم طبيعة المشكلة وكيفية التعامل معها، لكن على العموم سأجتهد في الرد عليك في ضوء ما ذكرت في السؤال، وتعالي نفكر في الأمر سويا ونضع بعض الاحتمالات. ومن هذه الاحتمالات -أختي الكريمة- أن دخول زوجك لمثل هذه المواقع ربما يكون غير مقصود، وهذا يحدث في بعض الأحيان أثناء استخدام الإنترنت، فربما يفتح المرءُ موقعا من المواقع يبحث فيه عن أمر فيجد نافذة أخرى تقتحم عليه جهازه دون إذن منه، وبها بعض الصور الفاضحة وغير ذلك مما لا يرضي الله تعالى، وفي هذه الحالة ربما يكون تجاهل هذا الأمر مع زوجك والتغافل عنه، مع العمل على وضع برنامج للحماية من هذه المواقع هو الحل، وينتهي الأمر عند ذلك الحد. أما إذا كنت على يقين من أن زوجك يدخل هذه المواقع عن عمد، ومستمر في ذلك، فسيحتاج الأمر إلى معالجة أكثر عمقا، ولا بد أن تبدأ هذه المعالجة بالبحث عن الأسباب الحقيقية التي تدفعه لذلك الأمر. وقد ذكرت في سؤالك أن زوجك لا يواظب على الصلاة، وربما يكون هذا مؤشرًا على ضعف الوازع الإيماني لديه، فيدخل هذه المواقع وهو فاقد لهذا الوازع الذي كلما نمى في نفس المسلم دفعه إلى تجنب كل ما يغضب الله تعالى في سر أو علن. ومن هنا عليك -أختي الكريمة- أن تكوني عوناً لزوجك على المحافظة على الصلاة، وعلى تقوية الوازع الإيماني لديه من خلال الاشتراك معه في مشاهدة بعض البرامج الدينية، أو من خلال حضور بعض مجالس العلم، أو من خلال إرسال بعض الرسائل التي تحث على الفضائل على هاتفه المحمول، أو من خلال الاشتراك معه في بعض الأعمال الخيرية التي تفجر طاقات الخير في النفس، أو من خلال الحديث المباشر اللطيف المهذب معه حول بعض الفضائل خاصة فضائل الصلاة.. إلى غير ذلك من الوسائل التي يفتح الله عليك بها. مع مراعاة احترامه والتلطف معه، وخفض الجناح له، وعدم الاستعلاء عليه، واختيار الوقت والأجواء المناسبة التي يُرجى استجابته فيها. ومن زاوية أخرى عليك أختي الكريمة أن تراجعي طبيعة علاقتك بزوجك وخاصة الجنسية، واسألي نفسك: هل يدخل هذه المواقع بحثا عن متعة وإثارة لا يجدها معك؟ وأجيبي عن هذا السؤال بكل موضوعية، ودون تجمل أمام نفسك، فإن وجدت تقصيرا في ذلك فعليك أن توفري له الإشباع الكافي الذي يساعده على التوقف عن دخول هذه المواقع. كذلك ربما يكون للفراغ دور في دخول زوجك لمثل هذه المواقع، فإذا كان زوجك يعاني من فراغ فساعديه على شغل وقته بكل نافع مفيد له ولأسرتك وللمجتمع.. من زيارات للأقارب والأصدقاء والاشتراك في الأعمال التطوعية والخيرية.. إلى غير ذلك مما يشغل وقته. المهم -أختي الفاضلة- أن تبحثي عن الدوافع الحقيقية وراء هذا السلوك من زوجك، وأنت أقدر الناس على تحديدها، ثم تعملي على معالجتها بكل لطف وحنكة ودون الدخول في صدام مع زوجك. أما عن الحديث مع زوجك حول هذا الموضوع فأعتقد أن هذا يتوقف على طبيعة علاقتك به، وعلى طبيعة الحوار بينكما، وبناء على ما تتوقعينه من رد فعله.. وهل سيجد كلامك اللطيف المهذب استجابة منه أم أنه سيزيده عنادًا وجرأة.. أنت وحدك تستطيعين تحديد ذلك، فإن وجدت أن الحديث معه سيجد قبولا فانصحيه بكل حب وود ولطف واحترام وتقدير، ودون أن تنقصي من قدره، وإن وجدت غير ذلك فأُفضل ألا تفاتحيه في الأمر، وتهتمي بالأساليب غير المباشرة. وقبل ذلك كله أوصيك -أختي الفاضلة- أن تتوجهي إلى الله تعالى بالدعاء بأن يصلح لك زوجك، وأن يكون له عونا على المواظبة على الصلاة، وأن يبعده عن كل شر وسوء، فالقلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في قوله: "إِن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يُصرِّفه حيث يشاء" رواه مسلم. أسأل الله تعالى أن يهدينا وزوجك إلى كل خير وهدى، وأن يدخلنا جميعا في عباده الصالحين.