** أنا متزوجة منذ ست عشرة سنة، علاقتي بزوجي طيبة والحمد لله، ومشاكلنا طبيعية تحدث في كل بيت، ولكن في الآونة الأخيرة أشعر بنفور شديد من زوجي وصل بي الأمر أن لا أنام معه في غرفتنا الخاصة، ولكن بدون هضم لحقوقه الشرعية، وذلك بسبب الشخير، ورائحة كريهة تنبعث منه، لمحَّت له عمّا يضايقني، وسبب عدم نومي في الغرفة، ولكنه لم يقم بعرض نفسه على طبيب، ولم يهتم لأمري؛ لأنه مثل ما يقول أني إنسانة أسعى لراحته وسعادته، وعدم نومي معه لا يمثل مشكلة بالنسبة له طالما أقوم بدوري على أكمل وجه.. فهل يعاقبني ربي لأني أبتعد عنه فترة النوم فقط؟ وكيف أروض نفسي على تقبله بالرغم أني والله حاولت مرارا ولكني فشلت؟ أرشدوني ماذا أفعل؟ * الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: أختي الكريمة، ذكرتني قصتك بقصة إحدى النساء التي رفعت دعوى خلع على زوجها بسبب رائحته الكريهة التي صبرت عليها مدة تفوق الثلاثين سنة، ولكنها ذات يوم فقدت صبرَها وقررتْ التخلص من هذا الزوج الذي تحملته خلال السنوات الماضية لأجل أبنائها. ذكرت لك هذه القصة حتى تحمدي الله عز وجل أن ما يعاني منه زوجك هو أمر جديد وطارئ، وهو قد ينتهي بمجرد طلب العلاج، ولكن مشكلتك تكمن في قبول زوجك الذهاب إلى الطبيب، لهذا أنا أنصحك من أجل هذه الغاية إتباع الخطوات التالية: 1- السعي مجددا من أجل إقناع زوجك بعرض نفسه على الطبيب، فقد تكون مشكلته بسيطة تحتاج إلى زيارة لطبيب الأسنان، أو لطبيب متخصص بالأنف والأذن والحنجرة.. فإذا اقتنع بالأمر فهذا جيد، أما إن لم يفعل فما عليك إلا الصبر فترة من الزمن، وأنا أعتقد بأن هذه الفترة لن تطول؛ لأن ما يعانيه زوجك من أعراض صحية قد تلزمه بالذهاب للطبيب رغما عنه. 2- استشيري أحد الأطباء من دون معرفة زوجك بهذا الأمر، فإذا وصف لك غسول فم مثلا أو بعض العلاجات التي يمكن أن تقومي بها في البيت احضريها معك واجعليها أمام نظر زوجك، على اعتبار أنك تستخدمينها أنت، فلعله إذا رآها أمامه استعملها فتخف المشكلة بعض الشيء. 3- حاولي من جديد النوم في الغرفة مع زوجك، وحتى ولو فعلت هذا الأمر من وقت لآخر، ومع الوقت ستعتادين على صوت شخيره، ويمكنك أن تتفقي معه على إيقاظه من النوم إذا أزعجك شخيرُه حتى يبدل طريقة نومه، إذ إن نوم الإنسان على الظهر قد يزيد من صوت الشخير. ويمكنك أيضا أن تديري له ظهرك حتى لا تشمي رائحة فمه، أو يمكنك أن تنامي على الأذن التي يكون سمعها أكثر من الأخرى، وهكذا.. حاولي أن تحتالي على الأمر حتى تعتادي عليه.. علما بأن نومك في الغرفة مرة بعد أخرى قد يجعله ينتبه إلى أن خروجك منها هو أمرٌ خارج عن إرادتك، وإنك تتمنين لو تعودين إليها كما في السابق، فعسى إن فعلت ذلك أن يلاحظ الجهد الذي تبذلينه؛ فيفكر عندئذ بالذهاب لطلب العلاج. 4- يمكنك أن تنامي في غرفة مستقلة، إن كان هذا الأمر لا يزعجه ولا يزعجك، وإن كنت لا أنصح بهذا الأمر، لأن هذا الفعل قد يساهم في وجود هوة بينكما قد تكبر مع الوقت، كما أن اعتياد كل منكما النوم منفردًا، يزيد من مشاعر الأنانية وحب الذات على حساب التضحية والعطاء من أجل الآخر.. كما أن الواحد منكما قد يتعرض في الليل إلى كوابيس أو إلى أي عارض صحي، ووجود الآخر أمامه قد يساعده وينقذه.. فهل ستتحملين أن يصاب زوجك بسوء وأنت بعيدة عنه؟ أخيرا، أنصحك أن تصبري قليلا حتى يبادر زوجك إلى طلب العلاج، وأذكرك هنا بقول الإمام علي رضي الله عنه: "أفضل الأعمال ما أكرهت عليه نفسك". وفقك الله.