يخطئ كثير من الناس حينما لا يعد العفو وكف الأذى من مكارم الأخلاق وهو أسماها وأرقاها بل وأعلاها فإن كل من تحلى بالعفو سمي و حسن خلقه ولا ريب وبهذا عرَّف كثير من السلف حسن الخلق ومن ذلك قوله الحسن البصري رحمه الله : ((حسن الخلق الكرم والبذل والاحتمال)) وثبت عن ابن المبارك أنه قال : ((هو بسط الوجه وبذل المعروف وكف الأذى)) (أخرجه الترمذي ) ويقول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله : ((حسن الخلق أن تحتمل ما يكون من الناس))(أخرجه البيهقي في الشعب والألباني في الترغيب ) وقال بعض أهل العلم : ((حسن الخلق كظم الغيظ لله وإظهار الطلاقة والبشر إلا لمبتدع أو ضال والعفو عن الزالّين إلا تأديباً...)) بل كفى بقوله عليه الصلاة والسلام قبل ذلك شاهداً يا عقبة ألا أخبرك بأفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة ؟ تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك (أخرجه أحمد والحاكم ) وقد صرح به فقال عليه الصلاة والسلام أبا هريرة عليك بحسن الخلق قلت وما حسن الخلق ؟ قال : تصل من قطعك وتعفو عمن ظلمك وتعطي من حرمك ( أخرجه البيهقي في الشعب وفيه انقطاع بين الحسن وأبي هريرة رضي الله عنه قال العراقي في الإحياء 2/1758 : أنه من رواية الحسن عن أبي هريرة ولم يسمع منه . والحديث السابق يشهد له فهو حسن ) . فلهذا فإنه يجلو ويحلو للمُغضب أن يستحضر أجر حسن الخلق وبذلك يسلو فيتذكر أنه أكثر ما يدخل الناس الجنة وأنه أثقل ما يوضع في الميزان يوم القيامة وأنه سبب القرب من الأنبياء والدنو منهم . وقال تعالى : ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (سورة المؤمنون الآية رقم (96) ) .