قال علي رضي الله عنه: (حسن الخلق في ثلاث خصال: اجتناب المحارم وطلب الحلال والتوسعة على العيال)، وقال ابن المبارك: هو بسط الوجه وبذل المعروف وكف الأذى، وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: حسن الخلق ألا تغضب ولا تحقد، ويقول الإمام ابن عيينه: (والبشاشة مصيدة المودة، والبر شيء هين: وجه طليق وكلام لين)، فحسن الخلق هو كظم الغيظ لله وإظهار الطلاقة والبشر إلا لمبتدع أو للفاجر والعفو عن الزالين إلا تأديبا وإقامة لحد، وكف الأذى عن كل مسلم ومعاهد، إلا تغير منكر وأخذ بمظلمة لمظلوم من غير تعد الصلة بين حسن الخلق والإيمان والعقيدة: للأخلاق صلة وثيقة بالإيمان والعقيدة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (أكمل المؤمنين إيمانا، أحسنهم خلقا) صحيح الجامع للألباني، قال ابن القيم يرحمه الله: (الدين كله خُلق، فمن زاد عليك في الخُلقِ زاد عليك في الدين). الترغيب بحسن الخلق رغّب الرسول صلى الله عليه وسلم أمته بالتخلق بالخلق الحسن وذلك بإظهار عظيم أجره وثوابه: فقد رغب في حسن الخلق فبين بأن صاحب الخلق الحسن من أحب الناس إليه يوم القيامة وأقربهم منه مجلسا، فقد قال عليه الصلاة والسلام: (إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقا) حسنّه الترمذي، كما أخبر بأنه أكثر ما يدخل الجنة عندما سئل عن أكثر شيء يدخل الجنة فقال عليه الصلاة والسلام: (فأكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق) صححه الترمذي وقال غريب، كما أخبر عليه الصلاة والسلام أنه من أكثر الاعمال تثقيلا للميزان فقال عليه الصلاة والسلام: (وما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلقٍ حسن)، كما أخبرنا أن العبد ليدرك به درجات العباد المخبتين لربهم فقال عليه الصلاة والسلام: (إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجات الصائم القائم) رواه أبو داود، وأخبر عليه الصلاة والسلام أن من حسن خلقه كان من أحب عباد الله لله سبحانه وتعالى فقد قال الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه: يا رسول الله من أحب عباد الله إلى الله؟ قال: (أحسنهم خلقا)، كما أخبرنا بأنه خير ما أعطي الإنسان، فقد سئل صلى الله عليه وسلم «ما خير ما أعطي الإنسان؟ قال: خلق حسن. كيف يحسن العبد خلقه يكون ذلك باتباع إمام المرسلين لأنه خير من حقق هذا المقام فقد قال الله عز وجل عنه: (وإنك لعلى خلق عظيم) فهو القدوة في هذا الجانب قال تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)، فعلى المسلم أن يدرس سيرته في كل جوانب حياته ليعلم كيف كان تأدبه مع ربه ومع الناس ومع أهله وأصحابه وغير المسلمين، ومما يعين على حسن الخلق مجالسة الأتقياء لأن الإنسان يتأثر بمن يجالسه ويخالطه، أن يذكر نفسه بعظيم ثواب وأجر هذه الخصلة التي قل من يحوزها وتمرين النفس عليها فالعلم بالتعلم والحلم بالتحلم، والإستعانة بالله وكثرة الدعاء والتضرع إليه.