يعتبر العناد من اضطرابات السلوك الشائعة لدى الأطفال حيث يمر معظمهم بها خلال تدرجهم في النمو وقد يستمر هذا النوع من السلوك لدى بعض الأطفال ليصبح عادة مترسخة لديهم وهنا قد يتحول الأمر إلى مشكلة تحتاج إلى تدخل أخصائي نفسي لمساعدة الوالدين على التعامل معها وعلاجها فالعناد قد يعد صفة طبيعية يعبر بها الطفل عن ذاته واستقلاليته ويبدأ في الظهور في نهاية العام الثاني وبداية العام الثالث من عمر الطفل وذلك نتيجة إدراكه انفصاله عن الأم وإحساسه بذاته وميله للاستقلالية. وقد يصبح العناد مشكلة لو تعاملت معه كمرب بطريقة سلبية واعتبرته تحدياً واستفزازاً لك. أسباب استمرار العناد لدى الطفل ذ يلعب العامل الوراثي دوراً في تحول سلوكيات العناد لدى الطفل إلى صفة دائمة نسبياً فإذا كان أحد الوالدين يتصف بالعناد فإن انتقال هذه الصفة إلى بعض الأبناء يصبح أكثر احتمالاً. ذ تلعب طريقة تعاملك الخاطئة مع سلوكيات طفلك العنيدة دوراً أساسياً في استمرار تلك السلوكيات. فعندما تستعمل أسلوب الصراخ والضرب والتهديد لإجبار طفلك على الإذعان لطلبك والتنازل عما يرغب فيه. فإن الموقف يتحول إلى معركة الكل فيها خاسر حيث يصبح الطفل أكثر ميلاً للعناد نظراً لشعوره بالإحباط والخوف. ذ هدف الطفل هو الحصول على حبك واهتمامك. فعندما تركز انتباهك على سلوكيات طفلك العنيدة باللوم والأوامر والتوبيخ وتتجاهل سلوكياته الإيجابية قد يزداد عناداً ليلفت نظرك إليه. ذ التساهل المفرط تجاه سلوكيات طفلك العنيدة بتلبية جميع طلباته رغبة منك في تحاشي صراخه وإصراره يجعل تلك السلوكيات أكثر حدة وتصبح أسلوبه الناجح لتحقيق جميع رغباته. ذ عندما يتحول اهتمامك عن طفلك بسبب قدوم مولود جديد أو انشغالك عنه لأسباب أخرى. في مثل هذه الحالات قد يشعر بعدم تقبلك له فيسوء طبعه ويزداد عناده. طرق للتعامل مع الطفل العنيد ذ إياك أن تفقدي أعصابك في مواقف عناد طفلك لأنك ستسيء له دون أن يتخلى عن عناده. فللصراخ والضرب والتحدي نتائج سلبية تؤدي إلى انكسار الطفل وتحطيم ثقته بنفسه ومن الأهمية استعمال الحكمة والصبر معه. ذ امنحي الطفل العنيد خيارات قدر المستطاع ليشعر باستقلاليته وبقدرته على اتخاذ القرار على سبيل المثال: هل تفضل أن تشرب عصير البرتقال أم عصير الموز؟ وبعد أن يختار اشكريه بقولك: شكراً أو اختيارك جيد . وإذا عرض عليك اختياراً ثالثاً اقبله أن كان ممكناً وإن لم يكن ممكناً أعد خياراتك عليه مرة أخرى. إذا تحداك طفلك ولم يرغب في خياراتك كرري ما قلتيه له من خيارات وإذا استمر في رفضه قولي له: أنا سأختار نيابة عنك وفي نفس الوقت حافظي على هدوئك وحيادك واثني عليه أن وافق. أن غضب وأصّر على عناده تجاهليه إلى أن يهدأ وقدمي له الخيارات مرة أخرى. أن رفض مرة أخرى استخدمي وسائل وضع الحدود التي سبق ذكرها. ذ اثني على سلوكيات الطفل العنيد الإيجابية الدالة على تعاونه ورغبته في المطاوعة. وتجاهلي أحياناً عناده أن لم يكن مضراً. ذ عندما ترفضي طلباً للطفل العنيد حاولي أن توضحي له الأسباب التي جعلتك ترفضين طلبه بطريقة قريبة لفهمه خاصة عندما يكون رفضك لطلبه فيه حرمان له من رغبة ما وأنه يمكنه استبدال طلبه بآخر تتفقان عليه. ذ لا تنعتي الطفل العنيد بالعناد كي لا تعززي وجود هذه الصفة فيه. ولا تقارنيه بأطفال آخرين لا يحملون هذه الصفة كي لا تزعزعي ثقته بنفسه. ذ أشعريه بالحب والحنان فهو يحتاج منك إلى التقدير والتعبير العاطفي. ذ امنحي طفلك العنيد الفرصة ليعبر عن شعوره ومطالبه ويبدي رأيه. ذ لا تبدي قلقك من هذه الظاهرة كي لا تتحول إلى مشكلة معقدة. ذ أفهمي طفلك العنيد أن الأم والأب هما صاحبا السلطة في تربية الأبناء والكلمة الأولى والأخيرة لهما. ذ لا تتوقعي من طفلك العنيد التغير السريع فلا بد لك من تبني سياسة النفس الطويل مراعياً في ذلك الجانب الإيجابي للعناد كالميل للقيادة والإبداع.