"كان امتحان مادة العربية سهلا لكنه طويل وفي متناول الجميع ونتمنّى أن تكون بقّية الامتحانات في المواد الأخرى سهلة أيضا"، "سهرنا الليالي لنحصل على النّجاح"، "تنظيم محكم وإجراءات أمنية مشدّدة في اليوم الأوّل من امتحان شهادة الباكالوريا"·· هذه بعض العبارات التي ردّدها المترشّحون الذين اِلتقت بهم "أخبار اليوم" أمس، في الوقت الذي شهدت فيه مديريات التربية في عدد من ولايات الوطن حالة من اللاّ استقرار أمام اعتصام عدد من المقتصدين احتجاجا على عدم منحهم تعويضات مادية أثناء مشاركتهم في الامتحانات الرّسمية· كانت الساعة تشير إلى العاشرة صباحا عندما اقتربنا من مدخل ثانوية "بوعلام دكار" الواقعة بحي "فاريدي 2" بالقبّة، في العاصمة، وما لفت انتباهنا لدى وصولنا إلى مركز الامتحان هو تواجد بعض الأولياء الذين جاءوا لانتظار خروج أبنائهم بفارغ الصبر وعلامات التوتّر بادية على وجوههم، كما لاحظنا تواجد بعض المترشّحين الذين كانوا يبدون جدّ متفائلين في اليوم الأوّل من الامتحان، ولمّا تقرّبنا منهم أخبرتنا إحدى المترشّحات في شعبة علوم الطبيعة والحياة بأن الامتحان كان في متناول الجميع، خاصّة وأن أسلوب كلّ من البشير الإبراهيمي ومفدي زكريا بسيط ويمكن تحليله بسهولة، في حين علّق مترشّح آخر أن أسئلة الامتحان طويلة جدّا وتستدعي دقّة وتريّث في الإجابة مقارنة بالعام الماضي باعتباره يجتاز الامتحان للمرّة الثانية، في حين أعربت مترشّحة عن تضايقها من المشرفين على الامتحان الذي تأخّروا في توزيع الأسئلة لأزيد من 20 دقيقة عن الوقت المحدّد، ما أدّى إلى توتّر أعصاب المترشّحين وزيادة نسبة الخوف من مصيرهم المجهول التي اعتراهم منذ مدّة· وفي المقابل، أعرب مترشّحو شعبة علوم الطبيعة والحياة عن قلقهم من امتحان مادة الرياضيات المبرمج اليوم· نفس الانطباع ساد المترشّحين من شعبة العلوم الإنسانية والآداب الذين اجتازوا الامتحان بثانوية "عروج وخير الدين بربروس" بساحة أودان بالعاصمة، والذين أبدوا ارتياحهم من امتحان مادة اللّغة العربية واصفين إيّاه بالبسيط مقارنة بالسنة الماضية، وقد اختار معظمهم الموضوع الثاني الخاصّ بالنصّ النثري لصاحبه فؤاد حروق لأنه الأسهل باعتبار أن الموضوع الأول صعب وطويل في الوقت نفسه، معربين عن قلقهم من امتحان الرياضيات المقرّر إجراءه في المساء· ومن جهة ثانية، أوضحت لنا بعض المترشّحات أن مصير المترشّحين في شعبة العلوم الإنسانية والآداب سوف يتحدّد اليوم مع امتحان مادة "التاريخ والجغرافيا" ويوم غد مع مادة "الفلسفة" التي تشكّل نقطة استفهام لجميع المترشّحين لعدم إلمامهم بسلّم التنقيط، إلى جانب أن الإجابة ليست محدّدة كباقي المواد، ممّا يوقعهم في فخّ الخروج عن الموضوع والحصول على أدنى نقطة كما هو شائع· ** أهالي المترشّحين يقاسمون أبناءهم الخوف والقلق والمثير للانتباه أمام أبواب مراكز الامتحانات الحضور المكثّف لأولياء المترشّحين الذين كانت علامات التوتّر والقلق بادية على وجهوهم وكأنهم المعنيون بهذه الامتحانات المصيرية، تقرّبنا منهم فلمسنا خوفهم وترقّبهم لما يحدث بالداخل، ومنهم من كان لسانه لا يتوقّف عن الدعاء بالنّجاح لابنه ولجميع المترشّحين، وكان هذا حال سيّدة في الأربعينات أكّدت أنها لم تنم منذ أسبوعين، حيث عكفت على السّهر على راحة ابنتها وتوفير لها جوّ مناسب للمراجعة خوفا من أن تنتابها صدمة مثلما حدث لها السنة الماضية عندما تعثّرت في النّجاح، وأن وجودها اليوم كنوع من التحفيز والتشجيع وإعادة الثقة لابنتها· مواطن آخر صرّح بأنه اضطرّ إلى أخذ عطلة من عملة حتى يتسنّى له إيصال ابنته إلى مركز الامتحان الذي يبعد عن المنزل، وأن قلقه جعله يفضّل أن يبقى منتظرا إلى أن تنتهي من الامتحان، وأن حاله حال بقّية أولياء الأمور·