بين راضٍ عن الإجابة التي قدمها في الورقة عن أسئلة أول امتحان، ومتشائم من النتائج الأخيرة، هكذا كان اليوم الأول لامتحان شهادة البكالوريا التي انطلقت رسميا، أمس، بمختلف المراكز المخصصة للامتحان على المستوى الوطني، غير أن ''معشوقة الجماهير'' أخلطت حسابات بعض المترشحين المهووسين بكرة القدم ممن يستعجلون انتهاء فترة الامتحان دون المبالاة بالنتائج لضمان متابعة أفضل قصد معرفة الفريق الذي سيتوج بكأس العالم· عقارب الساعة تشير إلى الحادية عشر والنصف صباحا، المكان بالتحديد، ثانوية عمر راسم الواقعة وسط العاصمة، حيث تجتمع حشود المترشحين أمام المدخل الرئيسي للثانوية وعلى طول الرصيف، بعد انقضاء المدة المحددة رسميا للامتحان، اقتربت ''الجزائر نيوز'' من بعض المترشحين، حيث كان الحديث يدور حول الإجابة الصحيحة لأسئلة الامتحان الأول الذي كان في مادة اللغة العربية، واختلفت انطباعات المترشحين حسب الشعب، وتفاوت درجة التعقيد في هذه المادة بين المسجلين في قسم الأدب والفلسفة باعتبارها المادة الرئيسية ذات أعلى معامل، ولأن موضوع الامتحان كان يدور حول الشعر الجاهلي أول درس من البرنامج الدراسي، ومنهم من يرفع شعار ''من درس طوال العام ينجح''، لتتوالى بعدها التطمينات الأولية عن ما قدمه في ورقة الإجابة، تجد بعضهم منهمكين في حساب عدد النقاط المتحصل عليها في المادة استنادا إلى سلم التنقيط والإجابة المتوقع أن تكون صحيحة بعد أن يروي الشعور الذي خالجه عند تسلمه ورقة الأسئلة في الساعات الأولى من الامتحان، وعلى النقيض من ذلك، يدور حديث المترشحين عن ما يجري في عالم كرة القدم، علما أن الإنشغال بهذه الأمور ليس استثناء على فئة الذكور، بل يتعداها ليشمل الإناث كذلك ولا يكاد يختلف الوضع كثيرا في باقي الثانويات انطلاقا من ثانوية الإدريسي بساحة أول ماي وابن الناس وأبي القاسم الشابي· التدخين أثناء الامتحان يسقط من قائمة الممنوعات والمياه لمواجهة التوتر يختلف الوضع النفسي لمترشحي شهادة البكالوريا من مترشح إلى آخر، وإن وصف الامتحان بالمصيري، فإن التوتر النفسي الناجم عن التفكير الدائم في طبيعة الأسئلة والتعامل معها يبقى هاجس العديد من المترشحين، وبالرغم من أن وزارة التربية حددت إجراءات لضمان سير الامتحانات في ظروف حسنة عن طريق تحديد قائمة من الضوابط التي يجب التقيد بها سواء من طرف المترشحين أو هيئة التأطير المشرفة على الامتحان، غير أن حالة المترشح ميساوي بثانوية عمر راسم الذي أكد أنه تمكن من كسر القاعدة بعد إلحاحه المستمر على الأساتذة المشرفين على حراسة الممتحنين في القسم البالغ عددهم 25 تلميذا، فقد تمكن من الخروج من قاعة الامتحان بالرغم أن هذا الفعل يدرج في قائمة الممنوعات من أجل أن يتمكن -حسبه- من تدخين سيجارة بعد أن فلتت، كما قال، أعصابه جراء التفكير في إيجاد الجواب الصحيح لأسئلة الامتحان، ومن بين الحالات التي تم تسجيلها خلال اليوم الأول من الامتحان، اعتماد الأساتذة الحراس على تطمين المترشحين المتوترين نفسيا، حيث تفيد تصريحات أحد المترشحين أن ما ميز القسم الذي امتحن فيه هو خروج عدد من المترشحين أثناء الامتحان من أجل غسل الوجه واليدين نتيجة الضغط النفسي والتوتر من الامتحان· اللغة العربية امتحان عادي والمفاجأة غدا في امتحان الفيزياء والرياضيات ''امتحان اللغة العربية بالنسبة لي هو امتحان عادي، لكنني متخوفة من امتحان مادتي الفيزياء والرياضيات اللتين برمجتا اليوم، خاصة وأن العام الجاري اتسم بالإضراب وطبيعة الشعبة تستدعي فهم الموضوع جيدا قبل الإجابة، لذلك فإن المفاجأة بالنسبة لنا ستكون في اليوم الثاني من الامتحان، أي اليوم، ومصيرنا يتحدد بهذه الامتحانات'' هي شهادة مترشحة أجرت أول امتحان بثانوية ابن الناس، حيث لم تخف المتحدثة مخاوفها من المواد الرئيسية التي تعتبر بأنها ستحدد مصير نجاحها من عدمه في ظل الظروف التي ميزت الموسم الدراسي، فالحشو في الدروس يستدعي التركيز وتمرين الفكر على محاولة فك شفراتها يشكل هاجسا بالنسبة للمترشحين يضاف إلى الضغط النفسي الذي يعيشه المترشح في هذه الفترة· البداية بامتحان اللغة العربية والنهاية بالمونديال هي عبارة وردت على لسان أحد المترشحين بشعبة الأدب واللغات الأجنبية الذي لم يخف شغفه بانتهاء امتحانات البكالوريا- وإن كان اللقاء الودي الذي جمع الفريق الجزائري والإماراتي، أول أمس، لم يرفع من معنوياته-، إلا أنه لم يخف ترقبه واستعجاله لانتهاء امتحان شهادة البكالوريا ولا يهم في ذلك سوى أن يجيب على ما يمكن الإجابة عنه ليتمكن من متابعة أخبار الفرق الكروية المشاركة في هذه الدورة محاولا التوفيق بين شغفه بالكرة وامتحان الفصل الذي يعد مدخلا للتعليم العالي والبحث العلمي·