في المحن منح وذكرى لمن أراد أن يتذكر حافظ على نفسك وعائلتك.. ابق في المنزل مساهمة: الشيخ قسول جلول* كورونا درس عملي لمراجعة الذات ومحاسبة النفس فبالتوبة والاستغفار والرجوع إلى الله عز وجل فنحن مجتمع مسلم يسعنا الإيمان بالله ويواسينا التعلق بالله وقلوبنا تخشع من ذكر الله وأفواهنا تمتلئ وتنطق بأسماء الله الحسنى وصفاته لسنا من الدول المادية التي تفر إلى المادة يصيبها الهلع والخوف الشديد وإنما نحن المسلمين نفر من قدر الله إلى قدر الله نأخذ بالأسباب ونتقيد بالتعليمات والتوصيات (نبقى في بيوتنا) وطمأنة الإيمان في قلوبنا... قُل لَّن يُصِيبَنَا اِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّه فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ 51سورة التوبة. ألم يقولوا يتجدد الإيمان بالله كل 100 عام 1520 مرض الجدري 1620 مرض غامض 1720 الطاعون 1820 كوليرا 1920 الأنفلونزا الإسبانية 2020 كورونا .. إنها ارض الله يفعل بها ما يشاء الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه..فلقد أعاد هذا الوباء الفتّاك البشرية كلها إلى إنسانيتها إلى آدميتها إلى خالقها إلى أخلاقها. *درس جمع العوائل ثانية في بيوتها بعد طول تفرق وفراق .. *درس من الإسلام علّم البشرية كيف تعطس كيف تسعل كيف تتثاءب كماعلمنا اياه رسول الله صلى الله عليه وسلم. *درس دفع الناس إلى الدعاء والتضرع والاستغفار وترك المعاصي والمنكرات .. *درس أعاد البشرية إلى عبادة الله بدلاً من عبادة التكنولوجيا التي صارت لمعظم البشرية رباً من دون رب الأرباب .. *درس - عملياً - كيف يمكن للبلاء الرباني وبأضعف جندي من جنده ان يكون رادا البشرية إلى حقيقتها وسببا في توبتها وجعلها تستغفروا الله وتطلبوا منه العفو والعافية وفي ذكرى الإسراء والمعراج عضة وعبرة نعتبر من البلاءات والاختبارات التي تعترض المؤمن وكيف يلجأ إلى الله عز وجل وكيف نوظف عقيدتنا للوقاية من مرض كورونا الوبائي لنا في سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم ونحن في أشهر الحرم رجب شهر وقع فيه الإسراء والمعراج ولكن قبل هذا توالت على رسول الله قبيل حادثة الإسراء والمعراج الحوادث والأزمات الكثيرة فإلى جانب ما كان يلاقيه من عنت وعذاب الكفار لهوتصديهم لدعوته وإنزال الأذى والضرر به وبمن تبعوه فَقَد نصيرًا وظهيرًا له هو عمه أبو طالب وكذلك فَقَد شريكة حياته وحامية ظهره السيدة خديجةالتي كانت له السند والعون على تحمُّل الصعاب والمشقات في سبيل تبليغ دعوته السامية فكلاهما مات قبيل حادثة الإسراء والمعراج ولذا سمي هذاالعام عام الحزن . ومن هنا كان إنعام الله على عبده ورسوله محمد بهذه المعجزة العظيمة تطييبًا لخاطره وتسرية له عن أحزانه وآلامه ثم ليشهد فيها من عجائبالمخلوقات وغرائب المشاهد. ماذا قال في الطائف؟ صدقوا أنه ما من دعاء ينطبق على المسلمين اليوم كهذا الدعاء (( اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا رب المستضعفين )). فحن ضعفاء من مرض كورونا ولا قبل لنا به فأنت الشافي وأنت العافي . حكمة ذلك والله اعلم أنَّ الإنسان الذي أسري به هو بشرٌ مثلُكم وهو محمدبن عبد الله- صلى الله عليه وسلم - وليخبرنا الله تعالى لو أن نبيكم رفعإلى السماء أو مشى على الماء أو طار في الهواء فهو عبد يتشرف بنسبته إليّ وليثبت لنا أن العبوديةَ له هي أسمى المراتب التي يصلُ إليها الإنسان فالعبوديةُ لله عزّةٌ ما بعدها عزّة.. وعطاء ما بعده عطاء. إذن الحق سبحانه وتعالى يريد أن يلفتَ أنظارَنا إلى (أنّ العبودية له هي أعلى وسامينعم الله به على الفرد قال تعالى: ﴿ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوح إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا﴾ [الإسراء: 3] وقال عن أيوب عليه الصلاة والسلام: ﴿إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴾ [ص: 44] ومن أسباب رفع الآفات والمصائبِ الاستغفارُ فإن الاستغفار مرضاة للرب ومنجاة من سخطه قال الله -عز وجل-: (وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) الأنفال:33. ومن لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب وقال سبحانه: (( لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) النمل:46 ومن أسباب دفع المصائب -عباد الله-التوبةُ إلى الله -عز وجل- قال الله -عز وجل-: (فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْراً ) [التوبة:74] وقال سبحانه: ((إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) البقرة:222] وقال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة. فتوبوا إلى ربكم واستغفروه (يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً إلى أَجَل مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْل فَضْلَهُ ...)هود:3 فاكثروا من الدعاء لرفع البلاء آمين.