تغزو الأسواق وتهدّد بنقل عدوى كورونا احذروا الكمامات المزيفة.. كثر الطلب على الكمامات مع الانتشار العالمي لوباء كورونا وعرفت فوضى من حيث التصاميم والتسويق وغابت عنها المعايير والشروط حتى أنها باتت تجارة مربحة لدى كثيرين وأضحينا نراها تُروّج في غياب الشروط والمعايير الصحية مما يهدد بانتقال عدوى الفيروس الخبيث وانعدام الفائدة المرجوة منها بل انقلابها إلى نقمة حقيقية. نسيمة خباجة أصبحت الكمامات الواقية التي يمكن استخدامها في المجالات الطبية والصناعية سلعةً مرغوبة بالنسبة للمستشفيات والمراكز اصحية التي تسعى لحماية أطقمها الطبية في مواجهة مرض كوفيد-19 وبالنسبة أيضاً للأشخاص العاديين الذين يسعون لإيقاف انتقاله الامر الذي ضاعف من الإقبال عليها. كمامات تُباع على قارعة الطرقات انتشرت الكمامات في كل مكان وانتعشت تجارتها بعد الطلب المتزايد عليها في الجزائر على غرار دول أخرى التي دخلها الفيروس الخبيث بحبيث أصبحت تجارتها عشوائية في ظل انعدام شروط بيعها واحترف شبان بيعها على قارعة الطرقات وسط الغبار مما يؤثر على صلاحية استعمالها فالتعقيم هو من بين الشروط الواجب توافرها لكي تكون الكمامة صحية وصالحة للاستعمال. وتؤكد مصادر واسعة الاطلاع أن هناك مئات الآلاف من الكمامات المزيّفة انتشرت بالأسواق في الوقت الذي يصارع فيه العالم أزمة فيروس كورونا وأوضحت أن هذه الكمامات المزيفة تُصنَّع في المصانع الاستغلالية غير المعقمة والتي كانت تُستخدَم من قبلُ في صناعة حقائب اليد وسراويل الجينز المزيفة. كما أضافت تقارير أن المنتجين يضعون على ما يصنعونه علامات تجارية مزيفة لشركات مستلزمات طبية معروفة مثل شركة 3M كما يقومون بتزوير العلامات التجارية كما اكدت بعض التقارير أن هناك عاملِين في مصانع النسيج التركية يخيطون كمامات طبية في ظروف يقول عنها الأطباء إنها غير معقمة ودون المعايير وصادرت الشرطة التركية الثلاثاء الفارط مليون كمامة واعتقلت خمسة أشخاص في مداهمة لمصنع استغلالي يصنع إمدادات طبية غير مصرح بها في إسطنبول. و قال أحد العاملين بهذه الصناعة وهو مسؤول مشتريات الكمامات الطبية من أجل صناعة الإلكترونيات: إنهم يستخدمون برنامج فوتوشوب أو ما يشبهه لإعداد الشهادات الخاصة بهم . وأضاف: إنهم يستعينون أيضاً بصُناع صناديق ليصنعوا عُلباً عليها علامات تجارية كأنهم يبيعون قمصان نايك المزيفة! ولأنه لم يعد أحد يشتري القمصان بدأوا تصنيع الكمامات . معامل غير مرخصة تصنع كمامات حذَّرت منظمة الشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول) جميع الدول التي مسها الفيروس القاتل في الأسبوع الماضي من زيادة في الكمامات المزيفة والمستلزمات الطبية الأخرى ووصفوا عمليات في 90 دولة نتج عنها 121 اعتقالاً ومصادرة ما قيمته 14 مليون دولار من مستلزمات طبية قد تكون خطيرة .إذ قال يورغن ستوك الأمين العام ل الإنتربول : لن يوقف المجرمين شيءٌ عن جني الأرباح . وأضاف: التجارة غير الشرعية في السلع الطبية المزيفة في أزمة صحية عامة تظهر عدم اهتمام تام بصحة الناس أو حياتهم . فقد أصبحت الكمامات عنصراً أساسياً في معركة العالم ضد فيروس كورونا بالإضافة إلى أنها الرمز الأوضح على الجائحة التي غيَّرَت الحياة جذرياً حول الكوكب. يشتكي العاملون بالقطاع الطبي حول العالم من أنه ليس لديهم ما يكفيهم. ويقول الأطباء والممرضات من إيران وايطاليا والولايات المتحدة إنهم مجبَرون على إعادة استخدام الكمامات التي عادةً تُلقى في القمامة بعد كل مريض. وتسعى الحكومات المحلية والوطنية جاهدةً للحصول على مزيد من الكمامات. لكن في الجزائر لم نقف على مشكل الندرة بسبب الحملات التطوعية المكثفة في توفير الكمامات والعمل على موافقتها للشروط والمقاييس الضرورية من اجل حماية مستعمليها. كمامات مزيفة تشكل خطراً يزيد التعقيد المتعلق بالكمامات المزيفة التي قد تشكل خطورةً من التحديات التي تواجه العاملين بالقطاع الطبي والزعماء السياسيين. ومِن بين مَن يحذرون من الخطر أيضاً صناع المستلزمات الطبية والسماسرة الشرعيون القلقون بشأن سمعتهم وانتشار المرض. ربما تشكل الكمامات المزيفة تهديداً لسلامة العاملين بالمجال الطبي لأنها غير مصنوعة بالمواد الصحيحة أو في بيئة معقمة. ربما تفتقر إلى المواصفات التي قد تمنع الفيروسات أو البكتيريا من دخول المجاري التنفسية وفقاً لما يقوله خبراء الصناعة. كما قالت أحد المصادر من داخل الصناعة: الكمامات التي لا تلاقي متطلباتِ كثافة المادةُ المصنوعة منها قد يمر الفيروس من خلالها إلى الأنف أو الفم . بينما قال أحد مديري الصناعة الطبية إن بعض الكمامات المزيفة التي تنتجها شركات النسيج أفضل من لا شيء . وقال إنها طالما تتوافق مع المواصفات الأساسية باستخدام 3 طبقات من المادة وتزن نحو 60 غراماً فستكون على الأغلب كافية لمنع دخول فيروس كورونا الذي ينتقل عبر الرذاذ. وأضاف أنه على الأقل ما زلنا بحاجة إلى مزيد من الدراسات. وما نستخلصه ان لكل زمان حيل للنصب والاحتيال وجمع المال والثراء وكانت الكمامات في زمن كورونا سبيلا لذلك في انتظار ما ستحمله الينا الايام القادمة من مفاجأت كما ان الحذر هو ضروري جدا لعدم السقوط في تلك الفخاخ والمخاطرة بالصحة.