الدول الغربية وجهاً لوجه في زمن كورونا ** شهد التنافس بين الدول في ظل نقص الإمدادات الطبية حول العالم من أجل مواجهة فيروس كورونا الذي أودى بحياة 60 ألف شخص حتى الآن موجة جديدة من التزاحم على الكنز ولعل ما أجج هذا التنافس إعلان منظمة الصحة العالمية أنها فتحت الأبواب لارتداء الكمامات من قبل جميع الأشخاص بعد أن كان الأمر مقتصراً على المصابين بسعال أو حمى أو يعانون من مشاكل تنفسية. ق.د/وكالات يبدو أن أزمة وباء كورونا لن تحدث فقط تغييرا جذريا في الأوضاع الصحية والاقتصادية والسياسية للعالم بل إنها تفسد ود العلاقات بين القوى العالمية الكبرى. إذ فجرت أزمة كورونا حربا وتهافتا غير مسبوقين بين دول غربية على استيراد الكمامات وأجهزة التنفس الصناعي لمواجهة المرض بل واتهمت دول دولا أخرى بالاستيلاء على شحنات معدات طبية كانت موجهة إليها. فقد ذكرت سلطات العاصمة الألمانية برلين أن الولاياتالمتحدة استولت على مئتي ألف كمّامة طبية كانت قد اشترتها برلين من أجل استخدامها في مكافحة فيروس كورونا. وقال سيناتور الشؤون الداخلية في حكومة ولاية برلين أندرياس غييسل في بيان إن الولاياتالمتحدة استولت على مئتي ألف كمامة طبية من نوع FFP-2 بالعاصمة التايلندية بانكوك كانت قد اشترتها ولاية برلين لمواجهة وباء كورونا. وانتقد المسؤول الألماني استيلاء الولاياتالمتحدة على الكمامات واصفا ذلك بأنه قرصنة مطالبا الحكومة الفدرالية الألمانية بدعوة الولاياتالمتحدة للالتزام بالقوانين الدولية. *منظمة الصحة تفتح الباب يذكر أن منظمة الصحة العالمية شرعت أبواب الكمامات التي كانت مغلقة إلى حد ليس ببعيد ومقتصرة على من يعاني من أمراض أو سعال وما شابه. إذ أوضحت المنظمة أنها لا تزال تعتقد أن استخدام الكمامات الطبية لابد أن يقتصر بشكل أساسي على العاملين في القطاع الطبي لكنها فتحت الباب لاستخدام الكمامات محلية الصنع أو أي غطاء للفم على نطاق أوسع كوسيلة للحد من انتشار كورونا. وقال مسول كبير في المنظمة للصحافيين إن هناك احتمالاً في انتقال العدوى عن طريق الجو للفيروس الذي أصاب الآن أكثر من مليون شخص في جميع أنحاء العالم لكن العامل الأساسي لا يزال الأشخاص الذين يعتقد أنهم يعانون من أعراض المرض ويقومون بالعطس والسعال مما يؤدي إلى تلوث الأسطح وانتقال العدوى إلى غيرهم من الناس. إلى ذلك أوضح الطبيب مايك رايان كبير خبراء الطوارئ في المنظمة قائلاً لا بد أن نحافظ على الكمامات الطبية من أجل العاملين في الصفوف الأولى لكن فكرة استخدام أي غطاء للفم لمنع السعال أو العطس.. في حد ذاتها ليست فكرة سيئة أبدا . *فرنسا وأمريكا وفي فرنسا قالت رئيسة إقليم إيل دو فرنوس فاليريا بيكريس قبل أيام إن الأمريكيين حصلوا في الأنفاس الأخيرة على شحنة من الكمامات كانت قد طلبتها سلطات الإقليم وذلك بعدما ضاعف الأمريكيون المال للجهة المصنعة. وصرح مسؤولون فرنسيون في إقليمين آخرين على الأقل بأن مشترين أمريكيين حصلوا على شحنات كمامات صينية الصنع كانت موجهة لفرنسا وجرى الأمر بالنسبة لإحدى الشحنات في مدرج مطار صيني قبل أن تقلع الطائرة باتجاه فرنسا. غير أن مسؤولا بارزا في الإدارة الأمريكية صرح لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الحكومة الفدرالية لم تشتر من بكين أي شحنات كمامات كانت موجهة لباريس. وفي السويد اتهمت شركة مولنليك الطبية السلطات الفرنسية بمصادرة ملايين الكمامات والقفازات الطبية التي استوردت من الصين لصالح إيطاليا وإسبانيا. وأوضحت الشركة في بيان على موقعها بالإنترنت أنها استوردت ملايين الكمامات من الصين وكانت متجهة عبر فرنسا إلى كل من إسبانيا وإيطاليا إلا أن السلطات الفرنسية وضعت يدها عليها بعد قرار باريس منع تصدير المنتجات الطبية. ووصف المدير التنفيذي لشركة مولنليك ريتشارد تومي تصرف باريس بأنه غير متوقع ومزعج لأبعد الحدود وقالت وزارة الخارجية السويدية أمس في بيان إنها تتوقع من السلطات الفرنسية الإفراج عن المعدات الطبية التي صادرتها. *أوكرانياوالصين كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن النائب البرلماني الأوكراني أندريي موتوفيلوفيتس قوله إنه سافر إلى الصين الشهر الماضي لتأمين شحنة كمامات لبلاده إلا أن المسؤولين القنصليين الأوكرانيين وجدوا عند ذهابهم إلى المصانع المتعاقد معها أن مسؤولين دبلوماسيين من دول أخرى مثل روسيا وأميركا وفرنسا يحاولون الحصول على الطلبيات التي تقدمت بها السلطات الأوكرانية. وأضاف البرلماني الأوكراني في تدوينة على حسابه بفيسبوك دفعنا استعجالا للطلبيات مع مصنعين صينيين ولكننا لم نوقع عقودا وكان بحوزة الآخرين -يقصد الدول الأخرى- أموالا جاهزة للدفع وبالتالي علينا النضال للحصول على شحنة أخرى . وفي سلوفاكيا قال رئيس الوزراء بيتر بيليغريني قبل أيام إن حكومته تعلمت الشهر الماضي درسا مفاده بأنه عندما يتعلق الأمر بشراء شحنات كمامات فإن النقد هو سيد الموقف. وأخبر المسؤول السلوفاكي كيف أن حكومته جهزت أموالا بقيمة 1.2 مليون يورو لشراء شحنة كمامات من مصنع صيني وأعدت طائرة حكومية خاصة لنقل الشحنة إلا أن تاجرا من ألمانيا سبقهم إلى المُصنع الصيني وحصل على الشحنة بعدما دفع أموالا أكثر. وبسبب التهافت الكبير على شراء الكمامات وبقية المعدات الطبية الضرورية لمواجهة كورونا وعدم توفر الكثير من دول العالم -ومنها دول متقدمة مثل فرنسا وأمريكا- على قدرات إنتاجية كبيرة توازي حاجاتها الضخمة للمعدات المذكورة فقد نشأت في الفترة الأخيرة توترات بين دول أوروبية عقب مصادرة حكومات لتجهيزات كانت موجهة لدول أخرى. *التشيكوإيطاليا ففي الشهر الماضي اشترت السلطات التشيكية من مهربين آلاف الكمامات التي كانت موجهة لمستشفيات إيطالية قبل أن تعرف لاحقا أن تلك الكميات كانت هبة من السلطات الصينية لنظيرتها الإيطالية.