بقلم: الدكتورة سميرة بيطام* على مرور أيام ونحن نتابع تطورات فايروس كورونا الذي اتى على الخضر واليابس حتى مع الدول التي تزعم التقدم ربما فيه جانب سياسي لتبرز الدول فيه تنافسها لقيادة العالم فتتضارب الأرقام والاحصائيات في عدد المتوفين ودد المصابين وعدد المتعافين في الجزائر الغالية الأرقام في هبوط ونزل كموج صاعد للسماء ونازل بقدرة قادر رب العباد من نزل علينا هذا الوباء فحتى لو كان من صنع بشر عمالقة في علم الفايروسات يبقى القدر قدر الله والقضاء قضائه حتى لا نجهل كثيرا وحتى نؤمن من انه لن يصيبنا الا ما كتبه الله لنا حتى تقوى عقيدتنا ولا نخشى الموت أبدا وكما قلت في احدى مقالاتي السابقة الموت موجود بكورونا او بغيرها . ما يُلاحظ على المنظومة الصحية في الجزائر أنها لا تريد التغيير نحو الأفضل وتفضل البقاء في مكانها رغم بعض المجهودات التي تسعى للتقليل والتخفيف من حدة ضرر جائحة الكورونا والبدء باللجنة العلمية التي فيها على حد علمي بروفيسور في أمراض الكلى السيد رياض ميهاوي أتساءل عن سبب وجود تخصص في غير موضعه المرض هو فايروس وكان الأجدر أن يكون الأخصائيون في أمراض المناعة وعلم الفايروسات وخبراء في البيولوجيا هذا اذا أردنا وضع استراتيجية حقيقية لمجابهة الجائحة . ثم صيدال كانت نائمة لسنوات عديدة أو نوموها بمنوم حتى لا تنتج دواء محلي وطني ولا نلجأ للاستيراد من الخارج ونبقى بذلك في تبعيتنا لفرنسا والمُلاحظ انه في جائحة كورونا صيدال فتحت عينيها لتنتج البراسيتامول وأدوية أخرى وكان الإنتاج يكون لظرف وينقطع لظرف آخر وهو ما لم تشهده دول العالم كلها لماذا؟ لأن المؤسسات الحساسة والمهمة في أي دولة تبقى تنتج على سائر الفضول والسنوات وترتفع وتيرة اناج لقاح او دواء اذا نزل وباء او حلت بالبلاد طارئة يجب احاطتها بالعناية اللازمة وهو ما يُفسر أن المنظومة الصحية كانت مقيدة ولا تتحرك ولا تنتج ولا تبدع الا في ظرف من الظروف فالشكر الأول والأخير للكورونا التي بدأت تُوضح بعض الأمور التي لم نكن نعرفها . هذا من جهة من جهة أخرى الجزائر ولادة ولديها علماء فكورونا تتساءل لماذا لم يتم تغيير تنصيبهم في الأماكن التي يستحقونها بحسب تخصصهم العلمي . بالإضافة الى الاعتماد على دواء الكلوروكين كعلاج وحيد في الجزائر في حين الكورونا لا زالت تبحث عن علاج حقيقي وفعال وبغير مضاعفات جانبية والمعروف أن دواء الكلوروكين يترك مضاعفات جانبية مثل اضطرابات في نبضات القلب خاصة للمسنين يعني لو كانت المنظومة الصحية قد قامت بواجبها منذ سنوات خلت واعتمدت على علمائها لكانت الآن في سباق مع تحليل الحمض النووي لمعرفة الشفرة الوراثية للحمض النووي للكورونا ضف الى أن اعتمادنا على الخارج في احضار الكمامات والدواء يُظهر عدم قدرة المنظومة الصحية على تحقيق الاكتفاء الذاتي من اللوازم الطبية واللواحق على الرغم من الأموال الضخمة التي ضُخت في ميزانية وزارة الصحة من سنوات خلت فلماذا لم يتحقق الاكتفاء طيلة تلك السنوات خاصة وأن الكمامات مثلا لم تُستعمل في جائحة من قبل يعني كنا في استغناء عنها فمن المفروض الآن يكون المخزون منها موجودا في جائحة الكورونا. من جهة أخرى لم يتم لحد الساعة تغيير بعض المسؤولين في وزارة الصحة الذي يتربعون على عرش التسيير من سنوات ولم يقدموا نفعا واضحا للعباد الكفاءات موجودة والخبرة موجودة فلتفتح وزارة الصحة الآن أبوابها أمام الشباب المبدع بشرط أن يكون ناضجا ووطنيا ويتم اختياره بمقياس الوطنية حتى ينطلق قطار البناء بغير تعطل وبغير شكوك في الإخلاص والوفاء لوطن يريد أن ينهض من كبوته ويستمر في البناء أو لسنا في ميلاد الجمهورية الجديدة ومخاضها انتهى بعد انتخابات 12 ديسمبر ؟ فماذا بقي اذا ؟ بقيت الجرأة والشجاعة لدى صانعي القرار في أن يضعوا الكفاءات بميزان الخبرة والوفاء للوطن لأن العالم يستعد ربما لحرب قادمة وعلينا أن نكون في طليعة الاستعداد لأي طارئ عالمي وكورونا كانت بمثابة الصفعة القوية لنا لنستفيق من غفلتنا ونفتح الأبواب التي كانت مُغلقة بالأمس بالظلم والتهميش والحقرة الجزائر تحررت بعد انتخابات شهر ديسمبر وعلينا أن نعي جيدا أننا في مرحلة حساسة جدا وهي مرحلة البناء للحفاظ على استمرارية وطن واستمرارية شعب واستمرارية مصير فاذا كان بالأمس المتزمتون لا يسمعون لنصائحنا كورونا ستجبرهم للاستماع لأن عصر الهروب للأمام قد ولى وعصر أن تضع النعامة رأسها في التراب قد ولى الآن عصر الصراحة والمصارحة والعمل الجاد نعم الآن يجب أن تنتج صيدال دوائها لتحقق اكتفائها الذاتي من الأدوية والآن يجب أن يتغير اسم باستور الى اسم شهيد ثورتنا الباسلة والآن يجب أن تُفتح مخابر عبر كل ولايات الوطن لا نخاف جوعا أو حربا أو فاقة بالعكس المحنة تعلمنا التصرف بسرعة وبحكمة دون تهور ولا نخشى نقصا في مال أو مرضا مميتا الآن من يجب على شبابنا أن يعرف أن الهروب في قوارب الحرقة انتهى لا خيار لهم سوى البقاء في وطنهم والعمل الجاد من أجل اعلاء صرحه عاليا بدل وضع اليد على الخد والعيش في هاجس كورونا كورونا ما هي الا فايروس وما هي الا سبب كان بمثابة بلاء لنا من الله لنستعيد قيمنا وهويتنا وأخلاقنا وعزيمتنا الحقيقية بعيدا عن أي تبعية كفانا تبعية الآن يجب على الجزائر أن تصدر دوائها للخارج وتصنع كماماتها وحقنها وتحقق لها سيادة حقيقية والى كل جزائري أن يعي جيدا أن الله ناظر الينا في سلوكاتنا وتعاطينا مع ابتلائه بالشكر والحمد والرضى والاقتناع ليرفعه عنا بدل أن نبقى نحسب احصائياتنا ونعد موتانا ..هذا ليس بعمل المؤمنين حقا بأقدار الله ..علينا العمل الآن في عصر الكورونا والتجند صفا وراء صف لبناء الوطن ليس لنا وطن غيره ولن ترحمنا دول ان نحن ضعفنا أو سلمنا بالأمر الواقع علينا تغيير الواقع الحالي الى واقع كله أمل وتفاؤل وخير وثقة في الله أنه سيرحمنا لا محالة ولكن علينا أن نتغير للأفضل حتى يتغير حالنا. أرجو أني وفيت ووضحت الحكمة من فايروس كورونا في الجزائر فهو يبحث له عن علاج في قلوبنا وفي عقولنا وفي الغاء أي تبعية حتى نجد نحن له العلاج ولا ننتظر أن تحضر لنا طائراتنا من الخارج الدواء والكمامات ..كورونا تقول للجزائر : أخرجي شبابك ليبدع وطبيبك ليعالج وجيشك ليدافع وشرطيك ليحفظ أمنك وممرضك ليحقن الحقن وعالمك ليخترع الدواء ..كورونا تقول لنا : اتحدوا يا جزائريين الآن والتفوا حول وطنكم فان وجدت فيكم ايمانا وقوة وتوحدتم رحلت الى الشعوب الضعيفة لأنخر حضارتها او أموت في هواء الجزائر ضعفا وخسرانا.. كورونا تقول لنا : أنتم أحفاد بن مهيدي وحسيببة وعميروش تملكون من الايمان ما يكفي لتطردوني من بلد الشهداء بدعائكم وايمانكم أني محنة ستتحول الى منحة ان أحسنا فهمها واستغلال هذا الظرف في الابداع والصلاة والدعاء بدل عد الاحصائيات والخوف. نحن شعب لا يخاف بل يقبل مقادير الله بصبر وعزيمة وتغيير نحو الأفضل فلنتغير الآن في عصر الكورونا ..الآن وليس غدا حتى يتغير حالنا للأفضل بإذن الله وبشرط أكرره دائما : الايمان والعمل والصرامة والإخلاص وفرز الجزائر من كل خائن أو عميل يريد أن يتقوقع أو يختبىء ..لا وجود للخونة في عصر الكورونا في ظل الجزائر الجديدة . فليطمئن كل زملائي في قطاع الصحة أن كورونا راحلة بشرط أن نواجهها بالإيمان القوي بالله أنه لن يصيبنا الا ما كتبه الله لنا.