تتعرض بساتين الإجاص والتفاح بولاية تيزي وزو حاليا لخطر حقيقي مصدره "النار البكتيرية" التي يمثل إحدى أخطر الأمراض التي تصيب هذا النوع من الأشجار المثمرة بفعل هجوم البكتيريا "ايروينا اميلوفورا" المعروفة بخاصيتها الجرثومية الحادة حسبما استفيد من مفتش الصحة النباتية بالولاية· وتم الإبلاغ عن أولى هجمات النار البكتيرية بحقول تادميت وذراع بن خدة حيث عاينت فرق الصحة النباتية أعراض العدوى المتمثلة في سواد الأغصان التي تبدأ بالذبول قبل أن تجف لتتبعها الأوراق حسب ما أوضح ذات المصدر· وقد أخذت عيّنات تم إرسالها إلى المخبر المركزي للمعهد الوطني لحماية النباتات بغرض تحليلها يضيف المصدر· وذكر السيد رداوي أن "طريقة انتشار هذا المرض تكون من أعلى الشجرة وصولا إلى قاعدتها" مع تأكيده بالرغم من ذلك عن عدم وصول الأعراض المعاينة حاليا إلى مرحلة الخطر، بحيث يمكن حصر انتشار البكتيريا إذا ما اتخذت التدابير اللازمة في وقتها· وواصل توضيحه لطرق العدوى بالقول أن النار البكتيرية "تلجأ إلى السبات الشتوي بكل مواقع الأغصان التي أصابتها الأمراض خلال السنة الماضية لتشرع في التكاثر السريع مع حلول الربيع حيث تخرج من الأنسجة المريضة في شكل قطرات تميل إلى البياض أو الاحمرار، وهي نفس القطرات التي تحملها الرياح والطيور والنحل وحتى الإنسان من خلال عمليات تلقيم الأشجار بوسائل غير معقمّة ليتم انتشار العدوى على نطاق واسع· أما عن طريقة مكافحة هذا المرض الطفيلي "الذي لا يوجد له علاج حاليا" حسب ذات المصدر فإنها تتم أساسا باعتماد أصحاب البساتين لعدد من الإجراءات الوقائية لتجنب وصول العدوى إلى البساتين غير المصابة بحيث يتم قطع الأغصان على بعد متر واحد تحت أعراض الاحتراق إلى جانب تعقيم وسائل صيانة الأشجار وحرق كل الأغصان المقطوعة وغيرها· ومن جهتها أفادت مديرية المصالح الفلاحية أنه تقرر خلال شهر جوان الجاري تنظيم لقاء تحسيسي حول أخطار النار البكتيرية ووسائل الوقاية منها· من جهة أخرى، أقدمت مفتشية الصحة النباتية على عملية واسعة النطاق تستهدف معاينة بساتين الإجاص والتفاح بالولاية بهدف إعداد خريطة للمناطق المصابة بالعدوى ليتم عزلها وأخذ التدابير الضرورية لفائدتها· للعلم فإن ولاية تيزي وزو تتوفر على حوالي ألفي هكتار من الأشجار ذات البزور من ضمنها ألف هكتار من أشجار التفاح و900 هكتار من أشجار الإجاص فيما يمثل الباقي ثمار أخرى ذات بزور على غرار الزعرور والسفرجل·