بعد ارتفاع محسوس لعدد قتلى حوادث المرور مطلع 2020 كورونا يكبح مجازر الطرقات شهد الثلاثي الأول من العام الجاري ارتفاعًا محسوسًا لقتلى حوادث المرور بالتزامن جرى تسجيل انخفاض في عدد الحوادث والجرحى خصوصًا خلال شهر مارس الذي شهد أكبر تراجع في مؤشرات الأمن عبر الطرق يبدو أن الحجر الصحي بفعل تفشي كورونا سببه المباشر حيث تراجعت تنقلات الجزائريين لاسيّما بين الولايات وهو ما انعكس إيجاباً على صعيد مخاطر الطرقات. وذكرت المندوبية الوطنية للأمن في الطرق في حصيلة جديدة أنّ الثلاثة أشهر الأولى من السنة الحالية شهدت 5143 حادث مرور على المستوى الوطني (المنطقتان الحضرية والريفية). وحسب ما نقله موقع الإذاعة الوطنية فقد لفت معدوّ الحصيلة إلى أنّه مقارنة مع الفترة ذاتها من سنة 2019 انخفض عدد الحوادث ب301 حادث مرور كما سجل عدد الجرحى تراجعًا ب 7.16 بالمائة حيث بلغ عددهم 6923 جريحًا. في المقابل عرف عدد القتلى ارتفاعا ب09.10 بالمائة حيث تمّ تسجيل 743 قتيلاً بسبب حوادث المرور بزيادة 62 قتيلاً مقارنة بالثلاثي الأول من السنة الأخيرة. وأبرزت الحصيلة أنّ الإفراط في السرعة نقص الحيطة والحذر وعدم انتباه الراجلين لا تزال أسبابًا رئيسية في وقوع حوادث المرور مشيرة أنّ العوامل الثلاثة السالفة الذكر شكّلت ما يقارب 40 بالمائة من أسباب وقوع الحوادث في وقت لا يزال العامل البشري مهيمنًا بواقع 96.97 بالمائة وجرت الإشارة إلى عاملي المركبة والطريق اللذان شكلا 01.36 بالمائة و01.67 بالمائة على التوالي كأسباب مباشرة في وقوع الحوادث. وركّزت الحصيلة على أنّ الشباب الفئة الأكثر تورطًا في الحوادث خصوصًا الفئة العمرية ما بين 18 و29 سنة التي تسببت في 28.36 بالمائة من إجمالي الحوادث بواقع 1459 حادثًا. ولاحظت الحصيلة أنّ نصف ضحايا حوادث المرور تقلّ أعمارهم عن 29 سنة حيث لا تزال الطرقات تحصد عدد هائل من أرواح الشباب والأطفال حيث وصل عدد الضحايا (أقل من 29 سنة) إلى 294 قتيلاً وهو ما يعادل 41.94 بالمائة و3778 جريحًا أي بنسبة 55.15 بالمائة من مجموع الضحايا خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية. العاصمة في الصدارة تبقى الجزائر العاصمة الولاية الأكثر عرضة لحوادث المرور حيث احتلت الصدارة ب259 حادث مرور في الثلاثي الأول من السنة الحالية وجرى ربط هذه الحصيلة بحجم حظيرة المركبات لولاية الجزائر العاصمة (15.75 بالمائة من إجمالي مركبات الحظيرة الوطنية) وبسعة شبكة طرقها (2.364 كيلومترًا) كما تعتبر الولاية الأكبر من حيث الكثافة السكانية وحجم التنقلات. وشهدت ولايات المسيلة وسطيف وبسكرة وقوع 476 حادث مرور وهو ما يعادل 09.26 بالمائة من إجمالي الحوادث الجسمانية التي تم تسجيلها على المستوى الوطني علمًا أنّ الولايات الثلاث تعتبر مفترق الطرق الرئيسي الرابط بين مناطق الوسط الشرقي والجنوبي للبلاد. ومن حيث مؤشر الخطورة سجّلت ولاية المسيلة أكبر عدد من الضحايا ب44 قتيلاً متبوعة بولاية الجزائر العاصمة ب36 قتيلاً ثم ولاية الوادي ب23 قتيلاً كما تمّ التنويه إلى أنّ الأيام ذات الخطورة المرورية المرتفعة تتركّز في يوم الخميس (853 حادث مرور) أي 16.59 بالمائة من إجمالي عدد الحوادث وهو ما جرى تفسيره بالحركة المرورية الكثيفة التي تطبع هذا اليوم المتبوع بعطلة نهاية الأسبوع. انتهاءً تنحصر الفترات الزمنية الأكثر تسجيلاً لحوادث المرور بين السادسة مساءً 18.00 سا ومنتصف الليل (1290 حادث مرور) أي 25.08 بالمائة من إجمالي الحوادث مع تسجيل السيولة في حركة المرور التي يستغلها السائقون للإفراط في السرعة إضافة إلى تعقيد وصعوبة ظروف السياقة لاسيما محدودية الرؤية خلال الفترات الليلية.