دعت المديرية العامة للأمن الوطني، السبت، إلى الالتزام “الصارم” بقواعد قانون المرور مع حلول شهر رمضان المعظم، مشيرة الى وفاة 21 شخصا وجرح 458 آخرين من نهاية مارس المنصرم الى 20 أبريل الجاري وذلك “رغم تدابير الحجر الصحي والتخفيف من حركة السير”. وأفاد بيان للمديرية أنه وبحلول شهر رمضان المعظم “تناشد المديرية العامة للأمن الوطني كل مستعملي الطريق وسواق المركبات للالتزام الصارم بقواعد قانون المرور”، مشيرا الى أن هذه المناسبة الدينية ” تتزامن هذه السنة مع المرحلة الاستثنائية المتعلقة بتدابير الحجر الصحي، واستفادة بعض فئات المجتمع من تراخيص السير لضمان ديمومة الخدمة العمومية وتموين المواطن بالحاجات الضرورية، ما يجعل الطرقات تعرف انخفاضا محسوسا في حركية المركبات على الطرقات السريعة ومحاور المدن”. وأضاف المصدر ذاته أنه “و رغم هذا التخفيف في حركية السير الا أنه تم تسجيل وقوع 390 حادث مرور في الفترة الممتدة من 31 مارس الماضي الى 20 أبريل الحالي، أدت للأسف إلى وفاة 21 شخصا واصابة 458 اخرين”. وتمت الاشارة بالمناسبة الى أن شهر رمضان المعظم ” يشهد أيضا حركية خاصة في تنقل بعض المواطنين، مع تخفيف مواقيت الحجر عبر التراب الوطني، ابتداء من أمس الجمعة (أول يوم من رمضان) من الساعة 17:00 إلى 07:00 في تسع ولايات، وهي الجزائر وعين الدفلى والمدية، وسطيف، ووهران، وتيزي وزو، وتيبازة، وبجاية وتلمسان، و رفع إجراء الحجر الشامل في ولاية البليدة، التي أصبحت خاضعة لنظام الحجر الجزئي من الساعة 14:00 إلى 07:00 صباحا، والإبقاء على مواقيت الحجر المطبقة على باقي ولايات الوطن من الساعة 19:00 مساء إلى الساعة 07:00 صباحا”. وجددت المديرية العامة للأمن الوطني الدعوة إلى كافة مستعملي الطريق “لاحترام قواعد القانون المرور مع أخذ كل الحيطة والحذر في التنقل وعدم الإفراط في السرعة، حفاظا على الارواح و الممتلكات “، مؤكدة أن الحوادث المشار إليها سابقا “يبقى سببها الأول هو العنصر البشري ب93% من الحوادث و4.5 % تتسبب فيها حالة المركبة و 2.5 % بسبب الطريق والمحيط “. وتضع المديرية أرقامها الخضراء المجانية 1548 و104 و رقم شرطة النجدة 17 في خدمة المواطنين وللإصغاء لكل انشغالاتهم. … ارتفاع محسوس لقتلى المرور في الثلاثي الأول من العام الجاري شهد الثلاثي الأول من العام الجاري، ارتفاعًا محسوسًا لقتلى المرور، بالتزامن، جرى تسجيل انخفاض في عدد الحوادث والجرحى خصوصًا خلال شهر مارس الذي شهد أكبر تراجع في مؤشرات الأمن عبر الطرق. في حصيلة جديدة نشرتها المندوبية الوطنية للأمن في الطرق، أفيد أنّ الثلاثة أشهر الأولى من السنة الحالية، شهدت 5143 حادث مرور على المستوى الوطني (المنطقتان الحضرية والريفية). ولفت معدوّ الحصيلة إلى أنّه مقارنة مع الفترة ذاتها من سنة 2019، انخفض عدد الحوادث ب301 حادث مرور، كما سجل عدد الجرحى تراجعًا ب 7.16٪، حيث بلغ عددهم 6923 جريحًا. في المقابل، عرف عدد القتلى ارتفاعا ب09.10٪، حيث تمّ تسجيل 743 قتيلاً بسبب حوادث المرور، بزيادة 62 قتيلاً مقارنة بالثلاثي الأول من السنة الأخيرة. وأبرزت الحصيلة أنّ الإفراط في السرعة، نقص الحيطة والحذر وعدم انتباه الراجلين، لا تزال أسبابًا رئيسية في وقوع حوادث المرور، مشيرة أنّ العوامل الثلاثة السالفة الذكر شكّلت ما يقارب 40 % من أسباب وقوع الحوادث، في وقت لا يزال العامل البشري مهيمنًا بواقع 96.97 %، وجرت الإشارة إلى عاملي المركبة والطريق اللذان شكلا 01.36 % و01.67 % على التوالي، كأسباب مباشرة في وقوع الحوادث. وركّزت الحصيلة على أنّ الشباب، الفئة الأكثر تورطًا في الحوادث، خصوصًا الفئة العمرية ما بين 18 و29 سنة التي تسببت في 28.36 ٪ من إجمالي الحوادث بواقع 1459 حادثًا. ولاحظت الحصيلة أنّ نصف ضحايا حوادث المرور، تقلّ أعمارهم عن 29 سنة، حيث لا تزال الطرقات تحصد عدد هائل من أرواح الشباب والأطفال، حيث وصل عدد الضحايا (أقل من 29 سنة) إلى 294 قتيلاً، وهو ما يعادل 41.94 ٪ و3778 جريحًا، أي بنسبة 55.15 ٪ من مجموع الضحايا خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية. ..الأطفال: الحلقة الأضعف سجّلت الحصيلة أنّ 97 طفلاً تقل أعمارهم عن 14 سنة، لقوا حتفهم على الطرقات، أي بنسبة 13.84 ٪ من إجمالي عدد القتلى، كما جرح 1224 طفلاً خلال الفترة نفسها، أي بنسبة 17.87 ٪ من إجمالي عدد الجرحى. وتورطت فئة السائقين المتحصلين على رخصة سياقة أقل من سنتين في 1438 حادث مرور في الثلاثة أشهر الأولى من العام الجاري، بما يعادل 17.60 ٪ من إجمالي السائقين المتورطين، وربط التقرير ذلك ب”ضعف التدريب وصغر سن السائقين المتحصلين حديثًا على رخصة السياقة، وميل الكثير منهم إلى المغامرة و المخاطرة و هو ما يدفع بهم إلى تبني سلوكات لا وقائية ومتهورة أثناء السياقة. ..مستعملو الدراجات النارية في صدارة المتسببين تورّط أصحاب الدراجات النارية والمتحركة في 821 حادث مرور هذا العام، أي بنسبة 15.96 ٪ من إجمالي حوادث المرور، وهذا ما يعادل زيادة تقدر ب04.59 ٪ مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2019، علمًا أنّ الدراجات النارية لا تمثّل سوى 171988 من إجمالي مركبات الحظيرة الوطنية، أي ما يعادل 01.83 ٪. وشكّل الراجلون الشريحة الأكثر تعرضا للحوادث في المناطق الحضرية، بواقع 74 شخصًا من مجموع 158 حالة وفاة، أي بنسبة 46.84 % من إجمالي القتلى، ومن بين 6923 جريحًا في المناطق الحضرية خلال الفترة نفسها، سجّلت 2054 جريحًا من فئة الراجلين، أي 29.67 % من إجمالي الجرحى على المستوى الحضري. على صعيد محاور الطرق الأكثر تسجيلاً لحوادث المرور، حلّ في المقدمة كلاً من الطريق السيار شرق-غرب والطريق الوطني رقم 01، بسبب طول مسارهما وخطورة بعض أقسامهما، وشهد الطريقان 10.31 % و05.16 % تواليًا من مجموع الحوادث، مع الإشارة إلى أنّ الطريق السيار شرق-غرب شهد زيادة في عدد الحوادث قدرت ب 11.86 % مقارنة بالثلاثي الأول من سنة 2019. ..العاصمة في الصدارة تبقى الجزائر العاصمة الولاية الأكثر عرضة لحوادث المرور، حيث احتلت الصدارة ب259 حادث مرور في الثلاثي الأول من السنة الحالية، وجرى ربط هذه الحصيلة، بحجم حظيرة المركبات لولاية الجزائر العاصمة (15.75 % من إجمالي مركبات الحظيرة الوطنية)، وبسعة شبكة طرقها (2.364 كيلومترًا)، كما تعتبر الولاية الأكبر من حيث الكثافة السكانية وحجم التنقلات. وشهدت ولايات المسيلة وسطيف وبسكرة وقوع 476 حادث مرور وهو ما يعادل 09.26 % من إجمالي الحوادث الجسمانية التي تم تسجيلها على المستوى الوطني، علمًا أنّ الولايات الثلاث تعتبر مفترق الطرق الرئيسي الرابط بين مناطق الوسط الشرقي والجنوبي للبلاد. ومن حيث مؤشر الخطورة، سجّلت ولاية المسيلة أكبر عدد من الضحايا ب44 قتيلاً، متبوعة بولاية الجزائر العاصمة ب 36 قتيلاً ثم ولاية الوادي ب23 قتيلاً، كما تمّ التنويه إلى أنّ الأيام ذات الخطورة المرورية المرتفعة، تتركّز في يوم الخميس (853 حادث مرور)، أي 16.59 % من إجمالي عدد الحوادث، وهو ما جرى تفسيره بالحركة المرورية الكثيفة التي تطبع هذا اليوم المتبوع بعطلة نهاية الأسبوع. انتهاءً، تنحصر الفترات الزمنية الأكثر تسجيلاً لحوادث المرور، بين السادسة مساءً 18.00 سا، ومنتصف الليل (1290 حادث مرور)، أي 25.08 % من إجمالي الحوادث، مع تسجيل “السيولة” في حركة المرور التي يستغلها السائقون للإفراط في السرعة، إضافة إلى تعقيد وصعوبة ظروف السياقة، سيما محدودية الرؤية خلال الفترات الليلية.