يطالب كل من تلاميذ و إدارة ثانوية الأمير عبد القادر بباب الواد بالعاصمة، تدخل وزير التربية لإنهاء معاناتهم داخل مؤسستهم قبل الموسم الدراسي المقبل بسبب نظام الجامعة داخل الثانوية الذي أدى إلى تقسيم المؤسسة ، و الذي خلق بدوره العديد من الأزمات في المؤسسة و اثر سلبا على المردود التعليمي للتلاميذ. يقول تلاميذ الثانوية أنهم يعانون من الضغط الزائد الممارس عليهم من طرف أعوان التربية و الإدارة بعد الاختلاط الذي دخل المؤسسة، و ذلك لخوفهم أي الإدارة من تقليد التلاميذ لطلاب الجامعة و من ثمة لن يستطيعوا التحكم فيهم، كما حدثت عدة مناوشات بين الطلاب و التلاميذ خارج المؤسسة لاحتكاكهم يبعضهم قبل الدخول ، رغم أن الإدارة راعت الفارق الزمني لدخول كل من التلاميذ و الطلاب لتجنب نتائج أسوا ، إلا أن الأمر يزيد اضطرابا لكلا الطرفين ، فحتى طلاب الجامعة يشتكون من هذه الحالة التي وضعتهم فيها وزارة التعليم العالي و لم تراعي عدد الطلاب لا المساحة الضيقة التي حصروا فيها، و قد قام الطلاب باحتجاجات في العام الماضي غاضبين على عددهم الضخم مقارنة بمساحة المؤسسة، و تبعا لذلك قامت الوزارة الوصية بتحويل حوالي 400 طالب إلى معهد الأشغال العمومية ، لكن المشكل يبقى قائما ، و ربما يزداد سوءا في الموسم القادم ، و ذلك بزيادة توافد التلاميذ الجدد ، الذين يحتاجون إلى أقسام أكثر ، و إلى وسائل حديثة تسهل عليهم تلقي العلم. و يقدر عدد التلاميذ في هذه المؤسسة ب 750 تلميذ موزعين على ثلاث سنوات، و هذه النسبة انخفضت بشكل كبير مقارنة بالأعوام الماضية ، حيث كانت تقدر ب 30000 أو أكثر ، و السبب يرجع حسب العاملين فيها إلى انقسام المؤسسة إلى ثانوية من جهة و جهة أخرى مخصصة لطلية تكنولوجيا مدنية ، و هذا منذ عامين تطبيقا لقرار وزارة التعليم العالي و وزارة التربية الوطنية إذ حسب العاملين في الثانوية التي درس بها " ألبير كامو" ثم أصبح أستاذا فيها ، أن الثانوية ضاقت على التلاميذ بعد التقسيم، كما غابت عنهم كل المخابر ، فالتلاميذ منذ عامين يدرسون دون استعمال المخابر بطرق تقليدية، و على الرغم من كثرتها في الثانوية قبل التقسيم.. كما كان لاحتكاك التلاميذ الذين يعيشون في سن المراهقة مع الجامعين جنا إلى جنب ، اثر سلبي فالمراهقون كعادتهم يقلدون فقط السلوك السلبي ، فكانت مهمة أعوان التربية و المسئولين في المؤسسة صعبة جدا في التحكم بسلوكيات التلاميذ اللذين يرون أشياء محرمة عليهم ، و مسموحة أمامهم في نفس المؤسسة للجامعيين. و رغم إدراج المسئولين في المؤسسة لاختلاف البرنامج الزمني مع الجامعيين إلا أن الصعوبات كانت موجودة دائما. كما تفتقر ثانوية الأمير عبد القادر ، هذا المنبر الثقافي في وقت سابق إلى انعدام نشاطات ثقافية و إلى الإمكانيات التثقيفية الموجودة بكل مؤسسة تربوية، فماعدا المكتبة التي تشمل كتب قيمة متنوعة منذ العهد الاستعماري، فلا أدوات ثقافة أمام التلميذ و لا حوافز تنمي مواهبه الكامنة،حتى أن الأساتذة يعيشون حالة من المعاناة في هذا الوضع، و هذا ما اثر على تلقين العلم للتلاميذ.. و قد قدر التسرب المدرسي لهذا العام في هذا الثانوية ب 28 تلميذ مطرود أو متخلي عن الدراسة، و يرجع أعوان التربية ذالك إلى عدة أسباب من أهمها الظروف الاجتماعية للتلميذ ، إذ أن اغلب التلاميذ منحدرين من الأحياء الشعبية التي يعيش سكانها الفقر و الحاجة التي ولدت بدورها الآفات الاجتماعية كالسرقة و تناول المخدرات أو التخلي عن الدراسة من اجل البيع على أرصفة الطرقات.. كما يؤكد العاملون بالمؤسسة أن هناك العديد من التلاميذ الذين تدهور حالهم حتى أن الشرطة قبضت على بعضهم و هم الآن في مراكز إعادة التربية بدل مقاعد الدراسة.. و للإشارة فان ثانوية الأمير عبد القادر الكائنة بباب الوادي ، تعتبر من أقدم الثانويات على المستوى الإفريقي، إذ أنشئت عام 1837، و قد تخرج منها منذ ذلك الوقت العديد من الإطارات الفرنسية ثم الجزائرية بعد الاستقلال، إلا أنها الآن تتعرض لطمس تاريخها و ربما ستغلق في مقبل الأيام و هذا الكابوس المخيف الذي يخشى الأساتذة و الإداريون تحققه قريبا..