بقلم: رشاد ابو داود ربما تصبح مزحة الرئيس الاميركي دونالد ترامب عندما قال أمام حشد من اليهود في نيويورك في تشرين ثاني 2019 انه اذا حدث شيء له في امريكا اي تم عزله فانه سيتوجه إلى اسرائيل وسيصبح رئيسا للوزراء هناك في تعليقه على طريقة الانتخابات الاسرائيلية التي لم تفضِ إلى فائز. حينها قال إنه إذا حاول الترشح لرئاسة الوزراء في إسرائيل فان 98٪ من الجمهور الإسرائيلي يؤيدونني . ففيما تنهش كورونا لحم الشعب الأميركي وتنخر عظم الاقتصاد وتفقد أكثر من عشرين مليوناً وظائفهم وعوضاً عن ان يرسل وزير خارجيته إلى بكين للتفاهم على صيغة يجنب فيها البلدان العالم حرباً عالمية ثالثة ها هو يرسله إلى تل أبيب ليطمئن على خططها بضم الغور والخليل واراض فلسطينية إلى الكيان الاسرائيلي كما فعل بالقدس والجولان. مهد لزيارة الوزير مايك بومبيو السفير الاميركي المستوطن ديفيد فريدمان بتصريحات خطيرة تجاوزت عدائية للعرب والفلسطينيين مواقف نتنياهو بدا من خلالها أكثر يمينية من أقصى اليمين الاسرائيلي قائلاً أنه يتفهم موقف اليمين الإسرائيلي الذي ليس بإمكانه الموافقة على دولة فلسطينية تقام في الضفة الغربية وقطاع غزة. ورغم أن خطة صفقة القرن التي كان فريدمان أحد المبادرين إلى وضعها في إدارة ترامب لا تطرح دولة فلسطينية قابلة للحياة إلا أنه ادعى في مقابلة أجرتها معه صحيفة يسرائيل هيوم اليمينية أن قيام دولة فلسطينية كهذه سيتم عندما يتحول الفلسطينيون إلى كنديين . وحول مخطط ضم مناطق في الضفة الغربيةالمحتلة إلى إسرائيل الذي تنص عليه صفقة القرن قال فريدمان إنه توجد ثلاثة أنواع من المناطق في المنطقة C (التي تعادل مساحتها 60 من مساحة الضفة). منطقة مأهولة بمستوطنات يهودية كثيرة وستُعلن السيادة فيها بحيث سيتمكنون من توسيعها بشكل كبير. وهذه الأغلبية الساحقة من السكان 97 من السكان الإسرائيليين. ومثلما قلت في الماضي (مستوطنة) أريئيل ستكون مثل تل أبيب ولن تكون هناك أي قيود . إن هذا التشبيه بين مستعمرة أريئيل وبين تل أبيب يوحي بأن دولة للمستوطنين ستقام في الضفة الغربيةالمحتلة وعاصمتها أريئيل النوع الثاني هو نصف المنطقة C والتي لن يكون فيها بناء من أي نوع كان لا إسرائيلي ولا فلسطيني. أضاف فريدمان: وهذه المنطقة مخصصة للدولة الفلسطينية وسيحتفظ بها من أجلها في السنوات الأربع المقبلة. وهناك نوع ثالث ما يسمى بالجيوب أو المستوطنات البعيدة. وهذه تعادل 3 من مجمل المستوطنات اليهودية. وستعلن إسرائيل سيادتها عليها لكنها ستتوسع إلى أعلى فقط. وفي السنوات الأربع المقبلة بإمكانها البقاء في نطاق أراضيها الحالية فقط. وهكذا فإن الغالبية العظمى من الاستيطان ستكون وفق القواعد نفسها التي داخل الخط الأخضر . وحول معارضة اليمين ل صفقة القرن بادعاء أنها تقيم دولة فلسطينية قال فريدمان إن لا أحد يريد فرض السيادة على منطقة يهودا والسامرة (الضفة الغربية) كلها ومنح المواطنة (الإسرائيلية) لجميع الفلسطينيين فيها. ولا توجد طريق في العالم المعاصر أن تنشئ دولة وبالتأكيد ليس دولة رائعة مثل إسرائيل طبقتين من المواطنين أحدهما تصوت بانتخابات والأخرى لا تصوت. وعبر عن تفهمه لماذا لا يمكنهم الموافقة على دولة فلسطينية. لكن بموجب خطتنا لن تبدو الدولة الفلسطينية بهذا الشكل. وإنما ستضطرون إلى العيش مع دولة فلسطينية إذا تحول الفلسطينيون إلى كنديين. وعندما يتحول الفلسطينيون إلى كنديين ستختفي جميع المشاكل . وتابع فريدمان أن إدارات ديمقراطية وافقت في ظروف معينة على سيادة إسرائيلية في (الكتل الاستيطانية) غوش عتصيون معاليه أدوميم واريئيل. لكن لم يتحدث أحد أبدا عن الخليل شيلو بيت إيل. وهذا حدث الآن لأننا ندرك مدى أهميتها بالنسبة للإسرائيليين. وليس منطقيا التوقع أن إسرائيل ستتنازل عن هذه الأماكن مثلما ليس منطقيا التوقع أننا سنتنازل عن تمثال الحرية والنصب التذكاري للينكولن.