شجاعتها لم تكن كافية في مواجهة كورونا وفاة الطبيبة الحامل تُشعل مواقع التواصل * دعوة برلمانية إلى فتح تحقيق مستعجل في وفاة الطبيبة الحامل ف. زينب خيّم الحزن على كثير من صفحات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية بعد أن انتشر بشكل مكثف خبر وفاة الطبيبة الحامل ع. بوديسة زوجة سمارة بعين الكبيرة بسطيف إثر إصابتها بفيروس كورونا إذ لم تكن شجاعتها كافية للتخطى المحنة فرحلت عن عمر 28 سنة وهي حامل في الشهر السابع في الوقت الذي قيل إنها قد حُرمت من العطلة الاستثنائية التي تمّ إقرارها نتيجة الظرف الصحي. وبسرعة أصبحت صورة الطبيبة الراحلة في واجهة كثير من الصفحات والمواقع كما انتشرت صورة جنازة الطبيبة التي كانت تزاول عملها في مستشفى راس الوادي بولاية برج بوعريريج. جنازة الطبيبة الراحلة تم تشييعها يوم الجمعة وقد صلى عليها جمع من الأشخاص الذين بدوا حريصين على احترام إجراءات التباعد الاجتماعي تفاديا لانتقال فيروس كورونا. ونعت صفحة أطباء على فيسبوك الطبيبة ونشرت صورة الجنازة وكتبت هكذا صليت الجنازة على المرحومة الطبيبة بوديسة التي كانت تعمل في مواجهة الكورونا وهي حامل . وأضافت الصفحة كانت تعمل بمستشفى راس الواد ببرج بوعريريج وعالجت بعين الكبيرة بسطيف أين كانت جنازتها يرحمها الله . من جانبها كتبت جمعية الأيادي المتضامنة على صفحتها: وفاة ضحية الواجب الوطني الطبيبة بوديسة ذات 28 سنة هي وجنينها والتي توفيت بسبب وباء كورونا في سطيف أين كانت تمارس مهنتها.. وفي سياق ذي صلة شدّد النائب البرلماني المعروف لخضر بن خلاف رئيس كتلة العدالة والتنمية بالمجلس الشعبي الوطني على وجوب فتح تحقيق مستعجل في وفاة الطبيبة بوديسة. وكتب النائب بن خلاف في رسالة موّجهة إلى وزير الصحة: نتقدم إليكم بهذه المراسلة المستعجلة من أجل فتح تحقيق مستعجل في ملابسات وفاة الطبيبة السيدة بوديسة زوجة سمارة التي وافتها المنية البارحة وهي في الصفوف الأمامية تجابه وباء كورونا . وأضاف بن خلاف قائلا: حاولت المعنية بالأمر مرارا لفت انتباه إدارة المستشفى من أجل إعفاءها من العمل خلال هذه الفترة تطبيقا المرسوم الرئاسي الذي يعفي الحوامل من العمل خلال فترة هذه الجائحة ورغم استعداد زملائها لتعويضها في عملها إدارة المستشفى وطبيب العمل رفضا ذلك ورفضت حتى عطلتها المرضية وهذا ما كلفها في الأخير حياتها وحياة جنينها وتيتيم ابنتها الصغيرة التي مازالت تنتظر لحد الساعة رجوع أمها وهي تردد بأنها ذهبت إلى العمل وستعود كعادتها . وأشار بن خلاف إلى أن هذه الوفاة بهذه الطريقة قد تسببت في صدمة كبيرة لعائلتها وزملائها في العمل و أدمت قلوب الجزائريين لأن المرحومة بوديسة دفعت حياتها وحياة جنينها ثمنا لإنقاذ المصابين بفيروس كورونا وهذا أمام استهتار إدارة المستشفى وطبيب العمل وبدون إنسانية قد زجوا بإمرأة حامل إلى الصفوف الأمامية في معركة كورونا مخالفين في ذلك كل القوانين والأعراف يضيف النائب مشدّدا على لزوم اتخاذ الإجراءات الضرورية في حقّ من كان سببا في هذه المأساة الأليمة .