خصّ وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتّصال موسى بن حمّادي ولاية المسيلة بزيارة عمل وتفقّد رفقة السلطات المحلّية المدنية والعسكرية على مدى تقدّم الإنجازات في قطاعه، حيث تلقّى شروحات وافية من طرف مدير البريد بالولاية. كما كانت للوزير أيضا زيارة إلى عدّة بلديات الولاية للوقوف عند جملة النّقائص والمشاريع المسجّلة في القطاع ومدى التقدّم فيها. وإذا كان بن حمّادي قد عرض بالمسيلة استراتيجيته لإنعاش القطاع، فإنه قد أبدى أسفه لوضع قطاعه بالجلفة. ودعا الوزير بن حمّادي المسؤولين على كافّة المستويات وكذا الإطارات المسيّرين للمؤسسات الحاضرين إلى مضاعفة الجهود من أجل التسيير الأحسن لبرنامج الاستثمار 2010-2014 الذي سطّره السيّد رئيس الجمهورية »عبد العزيز بوتفليقة«، مشيدا بالجهود المبذولة من طرف الدولة، والتي تكفّل بها قطاع تكنولوجيات الإعلام من أجل تجسيد برنامج الجزائر الإلكترونية، والذي لا يمكن إلاّ أن يكون مفيدا للمؤسسات وللمواطنين. لقد تمّ تخصيص ملايير الدينارات من أجل إنجاز هذا البرنامج الاستثماري، »وما علينا - نحن الحاضرين- إلاّ تكثيف الجهود، ومع إقحام كافّة مؤشرات الاقتصاد الوطني ولنكون في مستوى هذه المهمّة النبيلة اتجاه وطننا يجب علينا الإسهام في تسهيل الحياة اليومية للمواطن، كما يجب علينا العمل من أجل تقليص الفجوة الرقّمية«. وعلى هامش الزيارة، أعلن الوزير بأن وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتّصال تعتزم التكفّل على نفقتها بتعميم النّفاذ إلى الآنترنت ب 2 ميغا بيت/الثانية لأكثر من 2000 مؤسسة عمومية على كافّة صعيد التراب الوطني. الوزير كشف عن الاستراتيجية المنتهجة لإعادة الاعتبار للقطاع، وأكّد أن خارطة الطريق الخاصّة بقطاع البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتّصال من بين أولويات عمله لدعم القطاع أكثر حتى يساهم في التنمية الاقتصادية وفي تحسين أدوات الاتّصال وضمان الأمن الوطني فيما يخصّ الاتّصالات. وأضاف أن عمله سوف ينصبّ على شقّين، الأوّل متعلّق بالبريد حيث سيتمّ جعله أكثر فاعلية بالنّظر إلى دور هذا القطاع بالنّسبة للاقتصاد الوطني وفي حركية رؤوس الأموال وعدد زبائنه. وعن الانقطاعات المتكرّرة لعملية التزويد بالأنترنت، اعترف معالي الوزير بوجود بعض الاختلالات التي تعود إلى نقص التجهيزات، وكشف عن برنامج لاقتناء أكثر من 400 ألف جهاز من الجيل الثالث لتدعيم الشبكة الوطنية بما يسمح بتغطية جميع مناطق الوطن وتدعيم سرعة التدفق. في سياق آخر، استغرب وزير البريد وتكنولوجيا الإعلام والاتّصال الدكتور موسى بن حمّادي حالة قطاعه الكارثية بولاية الجلفة، وذلك بعد استماعه للعرض الذي قدّمه المدير الولائي بالجلفة، وهو ما كشف النّقص الفادح في الخدمات المقدّمة. وخلال جولته التي قادته إلى العديد من الهياكل التابعة لقطاعه نهاية الأسبوع الفارط، كمركز بريد عين وسارة والوكالة التجارية، إلى جانب وكالة حاسي بحبح وعين معبد، بالإضافة إلى قبّاضة الجلفة والوكالة التجارية للاتّصالات ومركز التوزيع بحيّ 05 جويلية، أكّد وزير البريد وتكنولوجيا الإعلام والاتّصال أن قطاعه على مستوى ولاية الجلفة يعيش أوضاعا كارثية ويعرف تأخّرا ملحوظا نظرا لنقص الإطارات ومراكز البريد، حيث يوجد 61 مركز بريد على مستوى الولاية بنسبة تقدّر بمركز بريد لكلّ 33 ألف نسمة، وهو الرّقم البعيد عن المستوى الوطني، مضيفا أن وزارته ستقوم بتخصيص مخطّط استعجالي لولاية الجلفة من أجل تغطية العجز. وقد تطرّق المجلس الشعبي الولائي بالجلفة في دورته السابقة إلى الوضع الكارثي لقطاع بريد الجزائر واتّصالات الجزائر، وكشف عن النّقائص المسجّلة، كالهياكل التي عاينتها اللّجنة والتي وجدتها غير وظيفية، وقد خضعت مؤخّرا للترميم، إضافة إلى ضيق قاعات الاستقبال وصعوبة التحكّم في التدفّق الكبير لأصحاب المنح والرواتب كلّ شهر، مع تسجيل النّقض الكبير في عدد العمّال والفروق بين مكتب وآخر رغم علم الإدارة الوصية بذلك، خصوصا المكاتب البريدية المتواجدة في المدن والقرى النّائية.