ما وصلت إليه الجامعة الجزائرية في السنوات الأخيرة أمور يندى لها الجبين بعد أن بات النجاح يخضع لمقاييس جمال ووسامة الطالبات، وهو من بين الطابوهات التي باتت تملأ مختلف الجامعات ولم تعد في طي الكتمان خاصة وان الوضع بلغ درجة من الخطورة بحيث باتت الطالبات يخضعن إلى المساومات من طرف الأساتذة من اجل منحهن النقاط، وأضحت كمقابل يغنيهن عن خوض غمار الدورة الشاملة وكذا الدورة الاستدراكية والخلاص من العام الدراسي في الدورات العادية. نسيمة خباجة انتهزنا فرصة نهاية السنة وتقربنا من بعض المراكز الجامعية لرصد الحقيقة على أفواه الطالبات وارتأينا أن يعبرن بأنفسهن عن المآسي التي يتجرعنها على مستوى الجامعة من كل جانب ليضاف "شونتاج النقاط" وشبح إعادة السنة أو الجر إلى الدورة الاستدراكية إلى جملة المشاكل التي يعانين منها. بجامعة بن يوسف بن خدة بالجزائر العاصمة التي تعد اكبر قطب جامعي التقينا بمجموعة من الطالبات اللواتي فتحن صدورهن و حكين عن المساومات والتهديدات التي يتعرضن إليها من طرف بعض الأساتذة وتخييرهن بين ربط المواعيد الغرامية والمقابلات الرومانسية أو الرسوب في المادة، حتى هناك من يمنح للطالبة علامة متدنية عن عمد من اجل ملاحقته والتوسل إليه لينتهز الفرصة بعد أن اصطاد الفريسة التي لطالما أراد الوصول إليها وكانت النقاط السبيل الوحيد لذلك. تحكي لنا طالبة في السنة الثانية أدب عربي عن ذلك الأستاذ الذي اشتهر بسوء أخلاقه وسمعته على مستوى الجامعة بحيث يتلاعب بمشاعر الفتيات عن طريق النقاط ووجد فيها السلاح الفتاك الذي يطيح بضحاياه، وقالت أنها شخصيا تعرضت إلى موقف لا تحسد عليه مع ذلك الأستاذ في مرة، أين كانت بحاجة إلى نقطة تساعدها في الانتقال وعدم تضييع سنة بكاملها، وما إن قصدته حتى راح يغازلها ويعرض عليها أشياء لا يتقبلها لا العقل ولا المنطق، ومن سوء الحظ أنها أفعال صدرت من شخص مثقف بلغ درجة من العلم الذي لم ينفعه في شيء حسب ما هو واضح، لكنها نهرته وغادرت المكان في الحين وفضلت الرسوب بدل التلاعب بشرفها ممّن لا شرف لهم. وتدخل خطيبها الذي كان برفقتها في الحين وقال انه وجب فضح هؤلاء الأساتذة الذين حولوا الجامعة إلى مكان لبيع وشراء شرف البنات تحت طائلة البزنسة بالنقاط للتلاعب بشرف البنات وانتهاك حرمة العائلات، إلا انه لم ينف أن هناك من البنات من يتجاوبن معهم مما أدى بهم إلى التمادي في أفعالهم، فهناك من الفتيات من تستسهل بيع شرفها والاتجار بجسدها في سبيل عدم تضييع العام والنجاح وربما التفوق على الآخرين في كسب النقاط بناء على قدراتها الجمالية لا العلمية، وما هو جاري بالصالونات التي تحاذي الجامعة اكبر دليل على ذلك بحيث نجد أساتذة غزا الشيب شعرهم مع طالبات في عمر بناتهم، فكل شيء يهون عليهم مادام أنهم يملكون المفتاح السحري المتمثل في منح وتوزيع النقاط بل وتهاطلها على من رضخت لرغباتهم وأشبعت نزواتهم. اتجهنا إلى الذكور كونهم الوجه الثاني للعملة فهم جزء من الأسرة الجامعية التي ابتعدت عن القيم في الوقت الحالي، وارتأينا رصد آرائهم حول الظاهرة التي شاعت في جل الجامعات، قال فؤاد سنة ثالثة صيدلة انه يحمد الله على انه من جنس ولد، خاصة وان الوضع الذي آلت إليه الجامعة الجزائرية لا يطمئن البتة، فمادا بقي بعد أن أصبح الأستاذ يساوم الفتاة في شرفها من اجل منحها النقطة أو إقصائها عمدا من اجل ملاحقته والوصول إليها، وهي المواقف التي وقف عليها مرات عدة طيلة مشواره العلمي حتى أن هناك من البنات من فضلن التضحية بالعام بدل ملاحقة الأستاذ وتسول النقاط منه، خاصة وأنها من دون شك ستكون صدقة بمقابل ورأى أنهم الشريحة التي سلمت من طغيان الأساتذة وأنقذتهم طبيعة جنسهم من تلك الملاحقات التي تكون صوب الفتيات خاصة أما الضغوطات التي يتعرض إليها الذكور فهي ضغوطات عادية سيما وان هناك بعض الأساتذة من يستهويهم جرجرة الطالب لمجرد ربع نقطة ولا ندري لماذا؟!. أما مروان سنة رابعة حقوق فقال أن الفتاة الجامعية أصبحت ضحية لشتى الممارسات والضغوط التي لا تنحصر في الحرم الجامعي بل حتى في الإقامة الجامعية نتيجة تلك التحرشات الصادرة من طرف المشرفين على إدارتها بدءا من الأعوان، وقال انه كان على معرفة بإحداهن التي تعرضت إلى مساومات بعد تقدمها للحصول على غرفة جامعية لاستكمال حصولها على شهادة الكفاءة المهنية للمحاماة، بحيث تعرضت لمساومات أحد المسؤولين مقابل الإمضاء لها على رخصة الدخول إلى الحي الجامعي، فكانت أن فضلت المكوث عند أحد أقاربها هربا من شبح المساومة . شد انتباهنا تلك الحادثة التي تكررت على أفواه الكثير من الطلبة بإحدى الجامعات أين راحت إحدى الطالبات التي حباها الله بجمال فتان والذي أوقعها في مطاردات الأساتذة على الرغم من التزامها بحدود الحشمة في هيأتها الخارجية إلا أنها عجزت عن إخفاء معالم جمالها الظاهر، والذي تحول إلى مشكلة أرقتها كثيرا تبعا للدهنيات الطاغية في بعض الجامعات بحيث طاردها أستاذ إحدى المواد فلم تأبه به بعدها راح إلى منحها علامة اقصائية من اجل ملاحقته، وبالفعل ذهبت إليه وأخبرته أن العلامة الممنوحة لا تقارن البتة بأجوبتها الصحيحة كونها متفوقة في ذات المادة إلا انه لم يعرها اهتماما وطالبها بالرضوخ إلى أوامره وأنها سوف تتحصل على أعلى علامة، لكنها امتنعت وهددته بالفضح أمام الإدارة خاصة وأنها قامت بتسجيل ما دار بينهما من حديث عبر الهاتف النقال مما جعله يرضخ لأمرها وأعاد النظر في النقطة خوفا من البهدلة ولم تخرج من المكتب إلا والمادة في في جعبتها بعد أن نالتها بفطنتها وذكائها ودافعت عن شرفها ولبست ثوب البطلة المدافعة عن شرفها بدل أن تلبس ثوب الضحية بالانصياع إلى أوامره ونواياه الخبيثة .