شددت اتحادية جمعيات أولياء التلاميذ على ضرورة تضافر الجهود بين الأولياء وكذلك الأساتذة قصد تطهير الحرم الجامعي من مجموع التجاوزات التي باتت تهدده وتعرض الطلبة والطالبات إلى العديد من المشاكل، وعلى رأسها قضايا الفساد والتحرشات الجنسية التي تؤثر سلبا على مشوارهم الدراسي ومن شأنها القضاء على مستقبلهم. حيث تجري في هذه الأثناء اتصالاتها مع كل الأطراف الفاعلة من مسؤولين جامعيين وكذا وزارة الداخلية قصد مساعدتها على إنشاء جمعيات أولياء الطلبة والطالبات، بهدف إنقاذ حالة المؤسسات الجامعية الجزائرية وطلابها وانتشالهم من الوضعية السيئة التي يزاولون فيها دراستهم، خاصة بالنسبة الفتيات اللواتي يتعرضن للمساومة من طرف أساتذتهن. انتقد رئيس الاتحادية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ ''أحمد خالد '' الوضع الرهيب الذي آلت إليه وضعية الجامعة الجزائرية في السنوات الأخيرة، وهذا في ظل المشاكل التي يتخبط فيها العديد من الطلبة والطالبات هناك جراء تفاقم العديد من الظواهر السلبية والانتشار الخطير لكل أشكال الانحراف من أمراض اجتماعية سواء ما تعلق منها باستهلاك المخدرات والاعتداءات بكل أنواعها والبيروقراطية الطاغية في طريقة تصحيح أوراق الامتحانات، حيث يجد العديد من الطلبة أنفسهم مضطرين للرسوب في الامتحانات بسبب أخطاء واردة في احتساب نقاط الإجابات ويبقون يركضون خلف الإدارات والأساتذة من أجل الحصول على حقوقهم رغم أنهم ليسوا مسؤولين عن تلك الأخطاء، وهو مشكل تعاني منه أغلب الطالبات، حيث يتعرضن للتحرش الجنسي والمساومة من طرف أساتذتهن فلا فرق بين المتحجبة أو غيرها، وهي قضية أصبحت تقلق الفتيات اللواتي يتحصلن على شهادة البكالوريا من المصير الذي ينتظرهن في الجامعة جراء اطلاعهن على ما يجري فيها من مثل هذه التجاوزات غير الأخلاقية. واعتبر ''أحمد خالد '' في تصريح ل ''الحوار '' أن هذه الاضطرابات التي صارت موجودة بكثرة في الحرم الجامعي أصبحت تثير مخاوف أولياء الطلبة، الذين يضطرون في أغلب الأحيان إلى مرافقة أبنائهم إلى الجامعة من أجل معالجة مسائل نقاطهم العالقة في الإدارة التي تتسبب في رسوبهم، رغم أن معدلاتهم العامة تقل بنصف نقطة عن معدل الانتقال. وبناء على ذلك، يضيف ذات المتحدث، ظهرت الحاجة إلى إنشاء جمعيات أولياء الطلبة والطالبات كطريقة لحمايتهم وهذا بعدما تبين بأن الحرم الجامعي صار بحاجة ماسة إلى منح المزيد من الاهتمام من جانب الأولياء الذين يمكنهم أن يلعبوا دورا مهما في الدفاع عن حقوق الطلبة والطالبات وتخليصهم من المشاكل التي باتت تميز المؤسسة الجامعية الجزائرية حاليا، ووضع حد للمتسببين في عرقلة التحصيل العلمي لأبنائهم. كما تطرق رئيس الاتحادية إلى مشكلة المنحة الجامعية التي تحولت إلى هاجس يؤرق العديد من الطلبة وهذا إثر حرمان بعضهم منها ولاسيما بعدما يستغرقون وقتا طويلا في الحصول على الأوراق الإدارية، كما أضاف ''أحمد خالد'' في السياق ذاته أن كل الاتصالات جارية في هذه الأثناء مع أولياء الأمور الذين رحبوا بالفكرة وأبدوا استعدادهم لتوسيع نشاطهم إلى داخل الجامعات، إلى جانب المسؤولين على مستوى المؤسسات الجامعية بغرض تنسيق المهام معهم مع القيام بتجمعات شخصية قصد إيصال الفكرة إلى وزير الداخلية. ومن ضمن الأسباب التي أدت إلى ثورة الأولياء ضد الأوضاع السائدة في الجامعة الجزائرية، يضيف المتحدث، فشل التنظيمات الطلابية في أداء مهامها وتنصلها من دورها في رعاية شؤون الطلبة والمناضلة لاسترجاع حقوقهم وحمايتهم من المشاكل الجامعية، حيث تكتفي فقط بالبحث عن مصالحها الخاصة وتعمل لحساب أحزاب سياسية معينة، ولهذا فإنه من الواجب التحرك فورا لإنقاذ مستقبل الجامعة الجزائرية خاصة مصير الطالبات. ر. ع