تباشير اسلامية نعمة.. كورونا يفتح آفاقاً جديدة في تعليم القرآن بماليزيا أثار إغلاق المساجد بماليزيا ووقف جميع الأنشطة فيها بسبب جائحة كورونا خاصة في شهر رمضان مخاوف على مستقبل تعليم القرآن الكريم حيث يرفض قسم من أساتذة علوم القرآن فكرة التعليم عن بعد ويتمسكون بالتعليم التقليدي مشافهة من خلال الاتصال المباشر في حين يرى آخرون أن التعليم عن بعد يساهم في توسيع نشر علوم القرآن الكريم بما فيها أحكام التجويد والتلاوة. واستنادا إلى تجربته الشخصية يرى أستاذ علوم القرآن بجامعة العلوم الإسلامية في ماليزيا (يوسيم) الدكتور سامر سمارة أن جائحة كورونا وفرت فرصة ثمينة لتعزيز انتشار تعليم القرآن بحيث لم يعد يقتصر على المهتمين بحلقات المساجد بل يتعداهم إلى مشاركة عامة الناس في البرامج التعليمية في منازلهم أو أماكن عملهم. فقد مكن نقل حلقة التجويد من المسجد إلى الواقع الافتراضي عبر الإنترنت زهر الحسنى بن حسين الذي يعمل مهندسا في شركة اتصالات من مشاركة ابنه ظريف (14 عاما) في نفس الحلقة ومعهما جميع أفراد الأسرة. يقول ظريف إن هذه الفرصة لم تكن ممكنة في الأوضاع الطبيعية نظرا لفارق السن بين المشاركين في الحلقة وعدم توفر الوقت المناسب للذهاب إلى حلقات القرآن في المساجد والمدارس الدينية أو دور القرآن. *آفاق واسعة ويضيف الدكتور سمارة في حديثه للجزيرة نت أنه وجد إبداعا جديدا في أساليب تعليم القرآن عن بعد ومواكبة التقدم العلمي والتكنولوجي في تخطي عوائق التواصل بين المعلمين والمتلقين يضاف إلى الحاجة التي فرضتها إجراءات الإغلاق ومنع الحركة والتباعد الجسدي. ويتحاشى الدكتور سمارة -الذي يجيد أحكام تجويد القرآن وتعليمها على عشر روايات- وصف التعليم الإلكتروني بأنه افتراضي ويقول إنه يحقق أهدافا في خدمة القرآن غير متاحة في التعليم التقليدي مثل خفض تكاليف السفر وأعبائه والاستفادة من الوقت وتجاوز العقبات الاستثنائية مثل المرض والخوف من الخروج من المنزل والتوجه إلى المساجد أو دور القرآن لأي سبب من الأسباب. وقدعقدت جلسة تدارس نادرة لخبراء في القراءات من 13 دولة وجمعت عددا من كبار القراء عبر الإنترنت لتدارس مختلف روايات القرآن وهو ما اعتبره القراء فرصة نادرة لجمعهم في ندوة علمية على الشبكة الإلكترونية. ومع أن المسؤولة في مركز نشر القرآن بمنطقة بوتراجايا نور العاشقين ترى في التعلم عن بعد حالة استثنائية وتقول إن الأصل هو التلقي المباشر من الشيخ إلى التلميذ فإنها تتفق مع الدكتور سمارة على أن التعليم الإلكتروني يفتح آفاقا واسعة لنشر القرآن الكريم وعلومه. وتؤكد السيدة الماليزية أن جائحة كورونا ساهمت في تعزيز نشر القرآن وانتشار تعليمه وذلك خلافا للمخاوف التي رافقت إغلاق المساجد من تراجع تعليم القرآن حفظا وتجويدا. وقد ورثت نور العاشقين حب القرآن عن والدها عبد اللطيف مؤسس مركز نشر القرآن وهو ثاني أكبر مركز لنشر القرآن في العالم ومقره العاصمة الإدارية لماليزيا بوتراجايا. وتقول إن الإغلاق ومنع الحركة في ظل جائحة كورونا دفعا الكثيرين إلى الاتصال بالمركز طلبا للمساعدة في تعلم القرآن عن بعد وأشارت إلى أن تعليم القرآن لم يتوقف عبر التاريخ أو في أي مكان يصله هذا النور رغم اختلاف الظروف وتعرض شعوب مسلمة للمحن والاضطهاد. *عوائق وتحديات يتفق عدد كبير من المهتمين بتعليم القرآن إلكترونيا على نقص البرامج والتطبيقات الخاصة بتعليم القرآن سواء على أجهزة الحاسوب أو الهواتف المحمولة مقارنة بمجالات التعليم الأخرى وهو ما أكده الدكتور سمارة ونور العاشقين اللذان يقولان إنهما يواجهان صعوبة في ضبط الجودة في تعليم القرآن. وتركز نور العاشقين على التحديات الفنية والإمكانات المادية للطرفين المرسل والمتلقي حيث إن جودة الإنترنت والأجهزة المستعملة تعتبر أمورا حاسمة في جودة التعليم. أما التحدي الثاني برأي الدكتور سمارة فهو رفض كثير من العلماء وأساتذة أحكام التلاوة والتجويد التحول إلى التعليم عن بعد كأحد أبرز التحديات التي تواجه تعليم القرآن رقميا وذلك حرصا منهم على إتقان أحكام التلاوة وخشيتهم من أن يتسبب أسلوب التعلم عن بعد في ظهور جيل من طلبة العلم لا يحسنون قراءة القرآن ثم يعلمونه لغيرهم على غير الوجه الذي ورد في السند المتصل إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. وقد دعا علماء في قراءات القرآن الكريم وأحكام تجويده وتلاوته إلى إقامة منصات ونظام إلكتروني لتعليم القرآن الكريم عبر شبكة الإنترنت ويقولون إن تجربة رمضان في ظل كورونا أظهرت الحاجة إلى التنسيق بين المؤسسات القرآنية في العالم من أجل دخول عصر التعليم الرقمي.