تقوية العلاقات الاجتماعية أبرزها أشياء إيجابية كشفت عنها أزمة كورونا في ظل الأخبار السلبية عن انتشار فيروس كورونا في العالم يعاني معظمنا من القلق والإحباط. لكن للأزمة جانب مضيء أيضا. يدرك الجميع أن هذه الأوقات صعبة على الناس في جميع أنحاء العالم حيث يستمر انتشار فيروس كورونا وتتزايد أعداد الإصابات والوفيات وتغلق المدن وحتى الدول بأكملها ويضطر العديد من الأشخاص إلى العزلة الذاتية. لكن وسط كل هذه الأخبار المقلقة هناك أيضا أشياء تبعث على الأمل. تقدير العلاقات الإجتماعية لا يفكر البعض وللأسف بكبار السن في حياتنا اليومية فهم جزء غير مرئي من المجتمع قابع في البيت أو في دور رعاية المسنين. أزمة كورونا جعلتنا ننظر للمسنين بشكل مختلف فهم أهلنا وأهل أصدقائنا هم من عملوا بجهد في شبابهم ليوفروا لمن بعدهم حياة كريمة ولذلك يستحقون من الآخرين التقدير والحفاظ على سلامتهم فقد ظهرت في الأونة الأخيرة العديد من المبادرات لمساعدة كبار السن غير القادرين على التسوق بمفردهم أو من يحتاجون للمساعدة في تدبير أمور المنزل. كما التزم عدد كبير من الشباب بالعزل المنزلي لحماية الأكبر سناً من خطر الإصابة بعدوى فيروس كورونا. وهو ما أظهر لنا أنه في وقت الأزمات يحتاج كل منا للآخر. ففي ظل الإنشغال بالعمل وأمور الحياة قد ينسى البعض ويتجاهل آخرون علاقاته الاجتماعية سواء مع الأهل أو الأصدقاء أو الجيران. الآن تجلس الأسرة الواحدة معاً وتظهر قيمة الأصدقاء في حياة الفرد. فالإنسان كائن اجتماعي من الدرجة الأولى والعزل الحالي جعل البعض يعيد ترتيب أولوياته مرة أخرى. توطيد العلاقة الأسرية ومع إغلاق المدارس ومكوث الأطفال في المنزل تستطيع العائلات استغلال الوقت في توطيد العلاقة الأسرية عن طريق ممارسة أنشطة جماعية مثل الألعاب أو الرياضة أو الطهي. هذه الأنشطة تقرب أفراد الأسرة من بعضهم البعض وقد تكون فرصة لنسيان الخلافات وحل المشكلات سوياً. انخفاض التلوث مع دخول دول كثيرة في حالة إغلاق بسبب الفيروس حدث تراجع كبير في مستويات التلوث وسجلت كل من الصين وشمال إيطاليا انخفاضا كبيرا في غاز ثاني أكسيد النيتروجين وهو ملوث هواء خطير وعنصر كيميائي مسبب لارتفاع درجة الحرارة وذلك في ظل انخفاض النشاط الصناعي ورحلات السيارات. وقال باحثون في نيويورك لبي بي سي إن النتائج الأولية أظهرت أن أول أكسيد الكربون الذي ينبعث بشكل رئيسي من السيارات قد انخفض بنسبة 50 في المئة تقريبا مقارنة بالعام الماضي. ومع إلغاء شركات الطيران الرحلات بشكل جماعي وتحول ملايين العاملين إلى العمل من المنازل من المتوقع أن يواصل مستوى التلوث انخفاضه في دول أخرى حول العالم.