يوميات جزائري كورونا والصيف سألت مُنى أُمها عن صيف هذه السنة وكيف سيكون؟ فالبنت مُدللة وحيدة أبويها مُتعودة على قضاء فترة العُطلة الصيفية في أروع وأجمل الأماكن لكن على ما يبدو أن صيف هذا العام سيكون جافا ويابسا شعاره خليك في دارك ولا تنزل للشاطئ طبعا لم تجد الأم ما تقوله لإبنتها سوى كلمة يفرج ربي يا بنتي ولكن مُنى لم تقتنع بالإجابة وطرحت نفس السؤال على أبيها الذي أفهمها أن كُوفيد19 لم يترك لهم أي خيار ولهذا سيُعوضون البحر وزُرقته بالطبيعة وجمالها الخلاب فالسباحة مُمكن أن تتسبب في مرض الكثيرين ونقل العدوى لغيرهم خُصوصا الذين لا تظهر عليهم أي أعراض وهم حاملون للفيروس كلام كبير وصعب على فتاة في عُمر الثامنة فمُنى لم تفهم من كلام أبيها سوى أن البحر لن يكون هذه السنة ورُبما كل الأحلام والخُطط التي خططت لها من قبل ستُؤجل للسنة المُقبلة. لكن الطفلة لم تفقد الأمل ومازالت تنتظر زوال الداء للعودة للحياة الطبيعية والخُروج مع الأصدقاء والصديقات فمُنى منذ توقف الدراسة لم تخرج من البيت إلا مع والديها في السيارة ولمُدة قصيرة لقضاء الحاجات وفقط لهذا فهي ملت وكرهت وتُريد التنفيس عن نفسها في هذه العُطلة الإستثنائية والغريبة حسبها. ونحن نتساءل أيضا عن طُعم هذا الصيف؟ فالبقاء في البيت وعدم الخُروج للتمتع بالبحر شيء صعب ومُستحيل في درجة حرارة مُرتفعة بدأت تُكشر عن أنيابها وتُعلن عن صيف حار ولهيب ضف إلى ذلك فالحجر الصحي أرقنا وكبت على نُفوسنا ومنعنا من الخُروج طيلة شهور ومُمارسة حياتنا بشكل عادي وهذا دون شك سيُؤثر علينا وعلى عملنا في المُستقبل فالحجر من جهة والصيف من أُخرى وكُورنا مازال يُهددنا ويطلب منا التريث والتمهل قبل إطلاق العنان لحُريتنا المسلوبة منذ شُهور لكن رغم كل هذا فالحيطة والحذر مطلوبان ومُهمان جدا في هذه الفترة فصحتنا في نهاية المطاف أهم من البحر والتمتع فالصحة هي عدوة الإنسان إذا ضاعت ضاع جُزء كبير منا كبشر. فماذا يفعل الميت في يد غسالو فالصبر والصبر هو الحل الأمثل لتجاوز الأزمة كل شيء يُعوض يا مُنى إلا الصحة والعافية فصعب شراؤ هما بعد الضياع فلا أحد يُمكنه الحفاظ على نفسه أكثر منك فأنت مسؤولة أمام الله على هذه النفس لذا واجب الحفاظ عليها وعدم رميها للتهلكة هي أيام دون شك ستكون صعبة علينا جميعا وخاصة لعُشاق السباحة والبحر لكن ما باليد حيلة وفي الأخير صحتنا وأهلنا أهم من المُتعة اللحظية والغير دائمة والمُمكن تعويضها بأساليب ترفيه أُخرى يكون الخطر فيها قليلا ونسبة الوقاية كبيرة.