تُروّج عشوائيا وتفتقد لشروط السلامة مُعقّمات أيدي مغشوشة تهدّد صحة الجزائريين في ظل أزمة تفشي فيروس كورونا بات التعقيم والحفاظ على نظافة اليدين بشكل أخص ضرورة قصوى للتقليل من خطر الإصابة بالعدوى ولذلك تلعب معقمات اليدين دور البطولة في عاداتنا اليومية وباتت السلاح الذي لا يفارق معظمنا كما انتعشت تجارتها ولاحظنا ترويجها العشوائي عبر الأسواق وظهرت حتى المعقمات المغشوشة في غياب مقاييس وشروط السلامة مما يشكل خطورة على مستعمليها كما تهدم غايتها وتتحول إلى مصدر خطر على مستعمليها. نسيمة خباجة دخل استخدام المعقمات في قائمة واجباتنا اليومية في ظل انتشار فيروس كورونا لكن تعتمد فعاليتها على طريقة استخدامها فهناك مخاطر ترافق استعمالها ويمكنها أن تصبح غير مفيدة. ترويج عشوائي لاحظ الكل الترويج الواسع للمطهرات والمعقمات التي تحولت إلى تجارة مربحة مع انتشار وباء كورونا وبالرغم من بعض منافعها الا انها لا تخلو من السلبيات اذا ما تم استعمالها استعمالا خاطئا كما ان ظهور بعص الانواع المعطرة لا ينصح به الاطباء وتنعدم جدواه إلى جانب انتشار مطهرات لا تحترم مقاييس نسبة الكحول التي حددها الخبراء ما بين 80 إلى 90 بالمائة من الكحول لكي تكون فعالة ومعقمة لكن ما يروجه البعض جعل الهدف الرئيسي هو الحصول على مداخيل وارباح بحيث تم ترويج معقمات مغشوشة لا تحوي تلك النسبة من الكحول وكانت بألوان مختلفة استعملت فيها ملونات عطرية لا تتلاءم وشروط ومقاييس الاستعمال الملائم. وتشكل اكبر خطر تلك المعقمات والمطهرات التي تروج عشوائيا عبر طاولات البيع الفوضوية مما ادى إلى عزوف المواطنين على الاقبال عليها فيما يسيل الثمن البخس لعاب فئات اخرى التي تقبل عليها فترهن صحتها وسلامتها مقابل بعض الدنانير. يقول السيد محمد انه سمع كثيرا على انواع من المطهرات التي لا تحترم الشروط والمقاييس وبالتالي تنعدم فائدتها وقال انه يبتعد عن تلك المعقمات التي تروج عشوائيا باثمان بخسة واضاف انه مؤخرا جذبته طاولة وفرت انواع من المعقمات وما ان اقترب حتى احتار لأثمانها البخسة التي تتراوح ما بين 50و 100 دينار لكن وجد ان اغلبها لا تصلح بعد نظرة خاطفة على العبوات ففر في الحين كما انها كانت تعرض تحت حرارة لافحة واعلمنا انه يفضل اقتنائها عند صيدلي ويجد ان ذلك افضل لضمان منافعها واستعمالها بكل أمان. مقاييس الاستخدام الصحيح كشفت دراسة حديثة أنه يجب استخدام المعقم فقط في حال عدم توافر الماء والصابون أو عند التواجد خارج المنزل أو في حال لمس الأسطح المحيطة في المكتب ولكن هل تعتبر معقمات الأيدي آمنه فعالة وعلى قدر الثقة لحمايتنا من الفيروس أم أنها تعطينا مجرد إحساس زائف بالأمان؟ الحقيقة إن فعالية المعقم تعتمد على طريقة استخدامه وعلى عكس التوقعات قد يصبح المعقم غير مفيد بل قد يصبج ضرره أكثر من فائدته حال تم استخدامه بشكل غير صحيح حسبما كشفته دراسة حديثة كما يؤكد الخبراء أن المعقم مفيد في حال عدم توفر الصابون والماء خلال التواجد خارج المنزل أو في الأماكن العامة أو عند لمس الأسطح المحيطة بالمكتب الا أن غسل اليدين بالماء والصابون هو الأفضل دائماً للقضاء على الفيروسات ويمكن أن يقضي الاستخدام المتكرر للمعقم اليدوي المرتكز على الكحول على العديد من فيروسات الجهاز التنفسي مثل فيروس كورونا بشرط أن يحتوي على 60 إلى 90 من الكحول حسبما لفت الخبراء مشددين على أن القضاء على الفيروسات ليس له علاقة في كمية المعقم المستخدمة بل طريقة الاستعمال هي الأساس. وأوضحوا أن وضع المعقم على كل أجزاء اليدين وتدليك الأصابع والإبهام والمعصمين بشكل جيد هو الأساس في مكافحة كورونا وقتل الفيروس. من جهته قال البروفيسور مارك ويلكوكس أخصائي علم الأحياء الدقيقة في مستشفيات ليدز التعليمية: يجب أن تحتوي معقمات اليدين على نسبة 70٪ على الأقل من الكحول . وأضاف: لا يمكن وضع المعقم على اليد أثناء ارتداء الساعة. يجب أن يشمل المعصم أيضاً . وعلى الرغم من كل فوائد معقم اليدين الكحولي للحماية من الفيروسات يمكن أن يكون ضاراً للجلد وذلك لأن كثرة استخدام الكحول قد تمتص جزيئات الماء المحيطة ما يسبب جفاف الجلد وفقاً لويلكوكس. الإفراط يحمل آثاراً سلببة حذرت منظمة الأدوية والغذاء الأميركي من أن الإفراط في استخدام مطهرات اليد والاستعاضة بها عن غسل اليدين بالماء والصابون يتأتى بآثار سلبية على صحة الإنسان موضحة أن أن المطهرات لكي تعمل بشكل صحيح يجب أن يكون تركيز الكحول فيها فوق 60 بالمائة.وتتكون المنتجات المضادة للبكتريا من مادتين وهي التريكلوسان أو التريكلوكربان وهما العناصر المسؤولة عن مقاومة البكتريا والجراثيم ولكن فرط استخدامهما يسبب بآثار سلبية أيضا. فعنصر التريكلوسان سهل الامتصاص وقد يسبب دخوله إلى الجسم ومجري الدم ي أثار جانبية مختلفة مثل السرطان والحساسية الهرمونية والأثار العصبية السيئة وضعف العضلات.. أما التريكلوكربان فله تأثير على هرمونات الإستروجين والتستوستيرون والتي يمكن أن تعزز نمو سرطان الثدي وسرطان البروستاتا.. كما يساهم الافراط في استخدام المعقّمات في حدوث أضرار للجلد وفي بعض الحالات يتسبب في تلف الخلايا وخاصة لمن يعانون من أمراض جلدية على غرار الأكزيما والحساسية.ولذلك فإن الصابون يبقى الخيار الأفضل في حين أن معقم اليدين يجب أن نستخدمه كمنتج احتياطي في حال عدم توفر إمكانية غسل اليدين بالصابون. استخدام المعقمات لدى الأطفال نحرص الأمهات على عدم تعرض أطفالهن للأمراض الموسمية والحساسية ونزلات البرد لكنهن من فرط الحذر يستخدمن مستحضرات التطهير والتعقيم بكثرة خلال سنوات العمر الأولى للأطفال ما ينعكس سلباً على مناعة طفلك. كما ازداد استعمال النعقيم والتطهير في زمن كورونا لحماية الاطفال. الطبيب الألماني سباستيان هاغ حذر من الإفراط في استعمال مستحضرات التعقيم معللاً ذلك بأنه خلال سنوات العمر الأولى يتم تدريب وتقوية جهاز المناعة من خلال التعرف على الكثير من أنواع البكتيريا لذلك أعطِ مناعة طفلك الفرصة لمقاومة أنواع البكتيريا والأمراض المختلفة التي قد يتعرض إليها في سنوات عمره المقبلة. وأضاف هاغ عضو الرابطة الألمانية لأطباء الجهاز الهضمي أن المعدة تنظف نفسها بنفسها حيث تتمتع عصارة المعدة بقوة كافية للقضاء على كل أنواع البكتيريا تقريباً أي أنها تضطلع بوظيفة حماية طبيعية والتي يمكن تقويتها من خلال عدم الإفراط في استعمال مستحضرات التطهير والتعقيم. شروط وجب مراعاتها عند شراء المعقم هناك أشياء يجب مراعاتها عند شراء واستخدام معقم اليدين حتى يكون فعالًا في القضاء على الفيروسات نستعرضها فيما يلي: -نسبة الكحول: يرى الباحثون أن معقم الأيدي الذي يحتوي على نسبة عالية من الكحول قد يكون حلًا مثاليًا للقضاء على الفيروسات المحتمل أن تصيب الجهاز التنفسي بالأمراض لذلك يجب مراعاة أن يحتوي معقم اليدين على نسبة عالية من الكحول لا تقل عن 70 وهذا أشار إليه مارك ويلكوس عالم الأحياء المجهرية بمستشفى ليدز التعليمي مؤكدًا أن الأنواع التي تحتوي على 40 من الكحول لا تعتبر فعالة في تدمير الفيروسات. -وقت الاستعمال: يجب استخدام معقم اليدين على الفور بعد لمس أي شيء أثناء التواجد خارج المنزل خاصةً بوسائل المواصلات التي تعتبر بيئة خصبة للبكتيريا والجراثيم مع مراعاة تعقيم الأدوات الشخصية وعدم السماح للآخرين بالتشارك فيها حسبما أكد ويلكوس. -طريقة الاستعمال: ليست الأزمة في كمية الجل التي يتم وضعها على اليد ولكن في كيفية فرك اليدين جيدًا بها بحيث يصل إلى المناطق التي تتراكم بها الفيروسات مثل بين الأصابع وأسفل الأظافر مع ضرورة خلع ساعة اليد قبل استخدام المعقم لتطهير المعصم. ويجب الانتباه إلى أنه في حالة عدم تنظيف اليدين جيدًا وتم وضعهما على الوجه فمن الممكن أن ينتقل فيروس كورونا إلى الفم أو الأنف أو العين بسهولة. -أضرار معقم اليد: على الرغم من فوائد معقم اليد الذي يحتوي على نسبة عالية من الكحول في محاربة فيروس كورونا إلا أنه يمكن أن يؤدي إلى جفاف الجلد ويصبح الأمر مشكلة حقيقية لدى الأشخاص الذين يعانون من الأمراض الجلدية مثل الإكزيما. وتستخدم بعض الشركات مواد كيميائية أخرى مثل الكلور المعروف بقدرته على قتل الفيروسات لكن وضع الكلور على اليد مباشرة يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالحروق. - معقم اليد أم الماء والصابون.. أيهما أكثر فعالية؟ يعتبر الماء والصابون من أفضل الطرق لتنظيف اليدين والوقاية من العدوى خاصة قبل تناول الطعام ولمس الوجه وبعد استخدام المرحاض في حين يعد معقم اليد بديلًا له بعد لمس الأسطح في الأماكن العامة ويجب العلم أنه في حالة اتساخ اليدين فلا يستطيع الكحول الموجود في معقم اليد الوصول إلى جميع الفيروسات العالقة بالجلد والقضاء عليها.-