عودة الحجر مُستبعدة وباحثون يُفكِّرون في ما بعد الوباء ** * 149 إصابة جديدة.. 137 حالة شفاء و7 وفيات خلال 24 ساعة *س. عبد الجليل* تشير أحدث التصريحات والمعطيات الرسمية إلى استبعاد العودة إلى فرض تداير الحجر التي تمّ فعها خلال الأيام الماضية وذلك على الرغم من ارتفاع عدد الإصابات بكورونا حيث كشفت آخر حصيلة عن تسجيل 149 إصابة جديدة خلال 24 ساعة ويبدو واضحا أن الجزائر قد دخلت فعلياً مرحلة التعايش مع كورونا ويبدو أن الجزائريين مطالبين أكثر من أي وقت مضى بالتزام أقصى درجات الحيطة والحذر.. سجلت 149 إصابة جديدة بفيروس كورونا (كوفيد-19) و7 وفيات جديدة خلال ال24 ساعة التي سبقت أمسية الإثنين في الجزائر في الوقت الذي تماثل فيه 137 مريضا للشفاء حسب ما كشف عنه الناطق الرسمي للجنة رصد ومتابعة فيروس كورونا الدكتور جمال فورار. وأوضح الدكتور فورار خلال اللقاء الإعلامي اليومي المخصص لتطور الوضعية الوبائية لفيروس كوفيد-19 أن العدد الإجمالي للإصابات المؤكدة ارتفع إلى 11920 حالة فيما بلغ إجمالي الوفيات 852 وعدد الحالات التي تماثلت للشفاء 8559. وفيما توقع البعض إمكانية تشديد الإجراءات أو العودة إلى الحجر الكلي أو الجزئي في بعض الولايات استبعد عبد الكريم طواهرية عضو لجنة متابعة تفشي فيروس كورونا إمكانية فرض الحجر الصحي على عموم البلاد مرة أخرى مشيرا إلى أن ارتفاع عدد حالات الاصابة كان منتظرا ويرجع إلى عدم احترام التدابير الوقائية. وأوضح طواهرية لدى نزوله ضيفا على برنامج ضيف الصباح الذي تبثه القناة الأولى الاذاعية أن الحجر سيكون جزئياً فقط وسيقتصر على البؤر التي تسجل فيها اصابات فقط لافتا في هذا الصدد إلى أن الحل يكمن في الدراسات الوبائية. وفي ذات السياق أشار طواهرية إلى تشكيل لجنة علمية مهمتها اعداد الدراسات الوبائية واعادة النظر في استراتيجية الاتصال والنزول إلى الميدان لتحديد البؤر ومن ثمة تحديد حالات الاصابة واحتوائها لافتا إلى أن هناك فرق نزلت إلى الميدان لمباشرة عملها. على صعيد متصل أوضح طواهرية أن اللجنة لديها مخطط لرفع الحجر في كل القطاعات والأنشطة الاقتصادية عبر التنسيق معها شريطة أن تترافق مع احترام اجراءات الوقاية والتباعد الاجتماعي. وبخصوص فاعلية ودقة أجهزة الكشف السريع أكد ضيف الصباح أن الأجهزة المتوفرة في الجزائر تخضع لتجارب قبل اعتمادها من الوكالة الوطنية للمواد الصيدلانية قبل تسويقها. من جهة أخرى كشف طواهرية عن نقص ملحوظ في 100 دواء منها أدوية تخص أمراض السرطان والدم والجلد لكنه أكد توفر الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة والتي يعد أصحابها الأكثر تضررا من وباء كورونا. أما بخصوص اللقاح المضاد لكورونا فكشف طواهرية أن هناك العديد من المخابر التي توصلت إلى انتاج لقاحات ستكون متوفرة على الأغلب مع حلول شهر نوفمبر القادم وأن هناك اجتماع بهذا الخصوص لاختيار اللقاح الذي ستقوم الجزائر باستيراده. فورار: الارتفاع الطفيف في عدد الإصابات لا يبعث كثيرا على القلق قال الناطق الرسمي للجنة رصد ومتابعة فيروس كورونا الدكتور جمال فورار إن الارتفاع الطفيف الحالي في عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا (كوفيد-19) لا يبعث كثيرا على القلق في الوقت الحالي . و في تصريح له عقب عرضه للأرقام الأخيرة الخاصة بتطور الوضعية الوبائية لانتشار فيروس كورونا بالجزائر اعتبر السيد فورار الارتفاع الطفيف في عدد الإصابات المؤكدة أمرا طبيعيا بالنظر إلى استئناف بعض النشاطات التجارية والاقتصادية والاجتماعية عقب الرفع الكلي للحجر الصحي أو تخفيفه مؤكدا أن هذا الارتفاع لا يبعث على القلق في الوقت الحالي . كما ذكر أيضا بأن عدم احترام التدابير الوقائية وعلى رأسها الارتداء الإلزامي للقناع الواقي واحترام التباعد الجسدي وقواعد النظافة من أهم الأسباب التي تقف وراء الزيادة المسجلة في عدد الاصابات في الآونة الأخيرة. وشدّد السيد فورار على الدور المحوري للمواطن في التصدي لهذا الوباء ووقف انتشاره من خلال تقيده بالتدابير الوقائية التي تبقى في الوقت الراهن الحل الوحيد للخروج من هذه الأزمة الصحية. من جانب آخر نشر المرسوم التنفيذي المتعلق بتعديل الحجر المنزلي واستئناف بعض النشاطات ضمن العدد الاخير للجريدة الرسمية رقم 35. وبموجب هذا المرسوم قررت الحكومة منذ 14 جوان رفع الحجر المنزلي كاملا في 19 ولاية وتعديل توقيت هذا الإجراء في باقي الولايات المتخذ في إطار محاربة فيروس كورونا. وينص هذا الاطار القانوني ان التدابير المعتمدة ستظل متوفقة على مدى تطور الوضعية الوبائية على المستوى الوطني وعلى مستوى كل ولاية وكذا على مدى التقيد بالقواعد الصحية للوقاية من انتشار الوباء ومكافحته. ما بعد كورونا.. أكدت دراسة قام بها 60 باحثا في مختلف التخصصات من 18 مؤسسة للتعليم العالي بغرب البلاد على ضرورة الانتقال بسرعة إلى اقتصاد ومجتمع المعرفة الذي يجب أن تلعب فيهما الجامعة دور القاطرة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية . وجاء في تقرير حول الدراسة التي أنجزت مؤخرا تحت إشراف عبد الباقي بن زيان رئيس الندوة الجهوية لجامعات الغرب ومدير جامعة وهران1 أحمد بن بلة أن الجامعة الجزائرية أثبتت خلال الجائحة قدرتها على الابتكار من خلال التجهيزات والمعدات التي وفرتها للمؤسسات الصحية وقطاعات أخرى والتي يجب تثمينها والاستفادة منها في مرحلة ما بعد كورونا . وشدد التقرير على ضرورة استخلاص قطاع التعليم العالي الدروس من الوضعية الناجمة عن كوفيد-19 ليتموقع كفاعل استراتيجي في إدارة الأزمات لافتا إلى أنه أولا يجب أن يكون قادرا على التكيف مع السياق المتغير والتطور بسرعة وفق متطلبات كل وضع . واعتبر من جهة أخرى أن مرحلة ما بعد كورونا فرصة للتفكير في إعادة بناء مجتمع يضمن الرفاه الدائم للمواطنين و انه لا يجب النظر إلى مرحلة ما بعد كورونا على أنها عودة إلى الوضع السابق بل كفرصة لبناء مجتمع الغد في مختلف جوانبه والذي هدفه الأخير تحقيق الرفاه الدائم للمواطنين . وقد قدم هذا البحث الذي وجه إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بعض الاقتراحات للعديد من القطاعات الاقتصادية والاجتماعية لإصلاح النقائص التي برزت خلال الجائحة. وفي هذا الإطار حث الباحثون مؤسسات البنوك والتأمينات على مرافقة المؤسسات والصغيرة والمتوسطة التي تضررت خلال الأزمة الصحية. وبخصوص قطاع الصحة حث التقرير إلى الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة علاوة على مراجعة ودعم نظام الإعلام الصحي كما أكد التقرير على ضرورة إصلاح نظام الحماية الاجتماعية الذي أبان عن محدوديته خلال الجائحة .