بحضور الوزير الأول وشخصيات هامة ** س. إبراهيم* تم ظهر الأحد بمقبرة العالية بالجزائر العاصمة تشييع جنازة المجاهد رئيس الحكومة الأسبق بلعيد عبد السلام الذي وافته المنية يوم السبت عن عمر ناهر 92 سنة وقد وجّه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون رسالة تعزية ومواساة إلى عائلة الراحل أشار فيها إلى أنه مجاهد فذ ومناضل وطني مخلص غيور على الجزائر . وجرت مراسم تشييع جنازة بلعيد عبد السلام بحضور رئيس المجلس الشعبي الوطني سليمان شنين والوزير الأول عبد العزيز جراد والمستشار برئاسة الجمهورية عبد الحفيظ علاهم ووزير المجاهدين وذوي الحقوق الطيب زيتوني ووالي الجزائر العاصمة يوسف شرفة. كما حضرت شخصيات سياسية ومسؤولو أحزاب ومجاهدون وكذا أقارب الفقيد. و أبرز السيد جراد عقب مراسم تشييع الجنازة أن الفقيد كان مجاهدا وساهم في تحرير الوطن وشخصية بارزة وهو أب الصناعة الجزائرية حيث ساهم في استرجاع الثروات الطاقوية للبلد. كما أنه رجل دولة كوّن آلاف الإطارات لتشييد دولة معاصرة . وقد بعث رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون أمس السبت برسالة تعزية و مواساة إلى عائلة المرحوم المجاهد رئيس الحكومة الأسبق بلعيد عبد السلام أشاد فيها ب مساره النضالي الطويل في صفوف الحركة الوطنية وأثناء ثورة التحرير المباركة وبعدها في خدمة الجزائر المستقلة . الفقيد من مواليد 1928 بعين الكبيرة (سطيف) من المناضلين الأوائل في الحركة الوطنية كما كان الفقيد من الأعضاء المؤسسين لرابطة الطلاب المسلمين في شمال افريقيا (1951-1953) و كذا عضو مؤسس لاتحاد الطلاب المسلمين الجزائريين سنة 1953. التحق الفقيد بصفوف الثورة التحريرية المظفرة سنة 1955 أين أسس رفقة مجموعة من الطلبة الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين في جويلية 1955 ليساهم بذلك في الإعلان عن اضراب الطلبة الجزائريين يوم 19 ماي 1956 و يلتحق بقيادة الثورة بالقاعدة الغربية أين أوكلت له العديد من المهام. في سنة 1958 كلف بمهام في اطار هياكل الحكومة المؤقتة منها مساعد لوزير الشؤون الاجتماعية و الثقافية ليعين سنة 1961 في ديوان الحكومة المؤقتة إلى غاية الاستقلال. وبعد وقف إطلاق النار مباشرة كلف بتسيير الشؤون الاقتصادية في الهيئة التنفيذية المؤقتة. بعد الاستقلال واصل الفقيد خدمة الوطن في العديد من المناصب السامية منها رئيسا للوفد الجزائري المفاوض مع الطرف الفرنسي بخصوص ملف الطاقة مديرا عاما لشركة سوناطراك (1964-1965) وزيرا للصناعة و الطاقة (1965-1977) وزيرا للصناعات الخفيفة (1977-1979) و رئيسا للحكومة (1992-1993). للراحل أيضا عدة اصدارات في المجلات السياسية و الاقتصادية و التاريخية. تبون: بلعيد عبد السلام مجاهد فذ ومناضل وطني بعث رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون برسالة تعزية ومواساة إلى عائلة المجاهد الراحل بلعيد عبد السلام أكد فيها أن الفقيد مجاهد فذ ومناضل وطني مخلص غيور على الجزائر . وفي ما يلي النص الكامل لرسالة التعزية: بسم الله الرحمن الرحيم وبشر الصابرين*الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون* أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون. يغادرنا اليوم في فاجعة أليمة المجاهد المرحوم بلعيد عبد السلام أحد رجالات جيل الرواد الذين نشأوا على النضال الوطني في مدرسة الحركة الوطنية فانغرست في نفوسهم من أدبياتها ومبادئها روح الاقدام والتضحية من أجل الوطن فلقد كان المرحوم قبيل اندلاع ثورة التحرير المجيدة رئيس رابطة الطلاب المسلمين في شمال إفريقيا بفرنسا من سنة 1951 إلى سنة 1953 ليسجل اسمه بعد ذلك في النخبة المؤسسة للاتحاد العام للطلبة المسلمين ويساهم في الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية. ولئن عددنا محطات من الاسهامات الوطنية للفقيد فلنستحضر جلائل الاعمال لأحد أبناء الجزائر الذين ما انقطعوا يوما في حياتهم عن خدمة هذا الوطن على مدى عقود من الزمن. المجاهد المرحوم كان على رأس شركة سوناطراك من 1964 إلى 1966 وتولى مسؤوليات وطنية سامية وزيرا للصناعة والطاقة ثم رئيس حكومة في مرحلة من أصعب المراحل التي مرت بها بلادنا في بداية التسعينات. إننا أخواتي أخواني نودع اليوم معكم بحسرة وألم مجاهدا فذا ومناضلا وطنيا مخلصا غيورا على الجزائر فلقد شاء المولى عز وجل أن يرحل عن هذه الدنيا ليلتحق برفاقه المجاهدين وإخوانه الشهداء وذلك قضاء الله وقدره وإنا لنحسبه إن شاء الله في جنة النعيم إلى جوارهم. وفي هذه اللحظات الحزينة المؤثرة أتوجه إلى افراد العائلة وأهل الفقيد وذويه الأفاضل ورفاقه المجاهدين بأخلص التعازي واصدق مشاعر المواساة متضرعا اليه جلا وعلا أن يسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ويلهم الجميع الصبر والسلوان. يا أيتها النفس المطمئنة* ارجعي إلى ربك راضية مرضية* فأدخلي في عبادي* وأدخلي جنتي .