* email * facebook * twitter * linkedin توفي المجاهد ورئيس الحكومة الأسبق، بلعيد عبد السلام، أمس، عن عمر ناهر 92 سنة، حسبما علم أمس لدى وزارة المجاهدين. ويعد الفقيد من مواليد 1928 بعين الكبيرة بسطيف. وهو من المناضلين الأوائل في الحركة الوطنية، كما كان من الأعضاء المؤسسين لرابطة الطلاب المسلمين في شمال إفريقيا (1951-1953) وكذا عضوا مؤسسا لاتحاد الطلاب المسلمين الجزائريين في سنة 1953. التحق الفقيد بصفوف الثورة التحريرية المظفرة سنة 1955، حيث أسس رفقة مجموعة من الطلبة، الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين في جويلية 1955، ليساهم بذلك في الإعلان عن إضراب الطلبة الجزائريين يوم 19 ماي 1956 ويلتحق بقيادة الثورة بالقاعدة الغربية، حيث أوكلت له العديد من المهام. في سنة 1958، كلف بمهام في إطار هياكل الحكومة المؤقتة، منها مساعد لوزير الشؤون الاجتماعية والثقافية، قبل أن يعين في سنة 1961 في ديوان الحكومة المؤقتة إلى غاية الاستقلال. وبعد وقف إطلاق النار مباشرة كلف الفقيد بلعيد عبد السلام بتسيير الشؤون الاقتصادية في الهيئة التنفيذية المؤقتة. بعد الاستقلال، واصل الفقيد خدمة الوطن في العديد من المناصب السامية منها رئيسا للوفد الجزائري المفاوض مع الطرف الفرنسي بخصوص ملف الطاقة، مديرا عاما لشركة سوناطراك (1964-1965)، وزيرا للصناعة والطاقة (1965-1977)، وزيرا للصناعات الخفيفة (1977-1979) ثم رئيسا للحكومة (1992-1993). وللراحل عدة إصدارات في المجلات السياسية والاقتصادية والتاريخية. وأمام هذا المصاب الجلل، توجه وزير المجاهدين وذوي الحقوق، الطيب زيتوني، إلى أسرة الفقيد بأصدق التعازي وأخلص المواساة، سائلا المولى جلت قدرته أن يتغمد روحه بواسع الرحمة والرضوان ويسكنه فراديس الجنان وأن يلهم أهله ورفاقه جميل الصبر والسلوان. رئيس الجمهورية يعزي عائلة المجاهد الفقيد بلعيد عبد السلام مجاهد فذ ومناضل وطني مخلص غيور على الجزائر بعث رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس السبت، برسالة تعزية ومواساة إلى عائلة المجاهد المرحوم بلعيد عبد السلام، أكد فيها أن الفقيد "مجاهد فذ ومناضل وطني مخلص غيور على الجزائر". في ما يلي النص الكامل لرسالة التعزية: "بسم الله الرحمن الرحيم وبشر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون". يغادرنا اليوم في فاجعة أليمة المجاهد المرحوم بلعيد عبد السلام، أحد رجالات جيل الرواد الذين نشأوا على النضال الوطني في مدرسة الحركة الوطنية فانغرست في نفوسهم، من أدابياتها ومبادئها، روح الإقدام والتضحية من أجل الوطن، فلقد كان المرحوم قبيل اندلاع ثورة التحرير المجيدة، رئيس رابطة الطلاب المسلمين في شمال إفريقيا بفرنسا من سنة 1951 إلى سنة 1953، ليسجل اسمه بعد ذلك في النخبة المؤسسة للاتحاد العام للطلبة المسلمين ويساهم في الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية. ولئن عددنا محطات من الإسهامات الوطنية للفقيد، فلنستحضر جلائل الأعمال لأحد أبناء الجزائر الذين ما انقطعوا يوما في حياتهم عن خدمة هذا الوطن على مدى عقود من الزمن. المجاهد المرحوم كان على رأس شركة سوناطراك من 1964 إلى 1966، وتولى مسؤوليات وطنية سامية، وزيرا للصناعة والطاقة ثم رئيس حكومة في مرحلة من أصعب المراحل التي مرت بها بلادنا في بداية التسعينات. "إننا أخواتي إخواني" نودع اليوم معكم بحسرة وألم مجاهدا فذا ومناضلا وطنيا مخلصا غيورا على الجزائر، فلقد شاء المولى عز وجل أن يرحل عن هذه الدنيا ليلتحق برفاقه المجاهدين وإخوانه الشهداء وذلك قضاء الله وقدره وإنا لنحسبه إن شاء الله في جنة النعيم إلى جوارهم. وفي هذه اللحظات الحزينة المؤثرة، أتوجه إلى أفراد العائلة وأهل الفقيد وذويه الأفاضل ورفاقه المجاهدين بأخلص التعازي وأصدق مشاعر المواساة، متضرعا إليه جل وعلا أن يسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ويلهم الجميع الصبر والسلوان. يا أيتها النفس المطمئنة، ارجعي إلى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي، وادخلي جنتي". الوزير الأول عبد العزيز جراد: الفقيد جمع بين الكفاح من أجل استقلال الجزائر وإعادة بنائها بعث الوزير الأول، عبد العزيز جراد، أمس، برقية تعزية إلى أسرة المجاهد ورئيس الحكومة الأسبق، بلعيد عبد السلام، الذي وافته المنية عن عمر ناهز 92 سنة، أكد فيها أن الراحل جمع بين المقاومة والكفاح من أجل استرداد الاستقلال والسيادة الوطنية، وإعادة بناء الجزائر وتشييدها. وجاء في برقية التعزية "لقد تلقيت ببالغ الأسى وعميق التأثر نبأ وفاة المغفور له بإذن الله، المجاهد ورئيس الحكومة السابق، السيد بلعيد عبد السلام، رحمه الله وطيب ثراه وأفاض على روحه مغفرة وثوابا، الذي جمع بين المقاومة والكفاح من أجل استرداد الاستقلال والسيادة الوطنية، وبين إعادة بناء الجزائر وتشييدها" بتقلده عدة مناصب. وأضاف قائلا "وبهذه المناسبة الأليمة التي تفقد فيها الجزائر مجاهدا آخر من مجاهديها، فإنني لا أملك أمام قضاء الله وقدره، إلا أن أشاطركم آلامكم وأحزانكم في هذا المصاب الجلل، وأن اتقدم إليكم ومن خلالكم إلى كل الأسرة الثورية، بأخلص عبارات العزاء وأصدق المواساة، داعيا المولى جل وعلا، أن يتغمد روحه الطاهرة بواسع الرحمة والغفران ويسكنه فسيح الجنان، كما أسأله سبحانه وتعالى أن يلهمكم وذويه جميعا جميل الصبر وعظيم السلوان وأن يجازيكم عنه خير الجزاء، إنه ولي ذلك وعليه قدير". وزير الاتصال يعزي عائلة الفقيد قدم وزير الإتصال الناطق الرسمي للحكومة، عمار بلحيمر، تعازيه الخالصة في وفاة المجاهد بلعيد عبد السلام، حيث جاء في بيان لوزارة الإتصال "متأثرا بوفاة المجاهد ورئيس الحكومة الأسبق بلعيد عبد السلام، يتقدم وزير الإتصال الناطق الرسمي للحكومة البروفيسور عمار بلحيمر بخالص التعازي وصادق المواساة لعائلة الفقيد، راجيا من الله عزوجل أن يلهم ذويه جميل الصبر والسلوان ويتغمده بواسع رحمته وغفرانه. . إنا لله و إنا إليه راجعون".