يعرف المدخل الرئيسي لمستشفى مصطفى باشا الجامعي ازدحاما على مر الوقت لاسيما مع افتتاح الأسبوع، هو ما لاحظناه أول أمس الذي صادف يوم الأحد وهو اليوم الذي يشهد ازدحاما كبيرا اشتكى منه المرضى وكذا ذووهم ما أجبرهم على إنزال مرضاهم قبل الوصول إلى الباب الرئيسي مهما اختلفت أعراض المرض حتى ولو لحقت بمنطقة العيون كمنطقة حساسة، بحيث يضطر اغلب المرضى إلى النزول في مفترق الطرق المحاذي للمستشفى لتفادي الازدحام وبذلك يغامرون بأنفسهم بالنظر إلى الحركة الواسعة التي يشهدها الطريق على مدار اليوم سواء بالنسبة للسيارات أو المترجلون. نسيمة خباجة وراح بعض الأعوان إلى منع دخول السيارات بغية القضاء على مشكل الاختناق فيما تم السماح للحالات المستعجلة بالدخول ليكون المرضى الآخرون عرضة للإنهاك وحتى حوادث المرور بالنظر إلى الازدحام الشديد التي تعرفه تلك الجهة على مر الوقت، واشتكى الكثير من السائقين من مشكل الازدحام الذين عادة ما يسلمون منه بالتخلص من ذويهم على بعد أمتار من المستشفى كون أن ذلك الحل يغنيهم عن الاكتراث بالزحمة التي تعرفها الطريق المؤدية للمستشفى غير مبالين بالخطورة التي تتربص بالمرضى في كل لحظة بالنظر إلى للعدد الهائل من المركبات الداخلة إليه والخارجة منه، مما يتسبب في حالة اختناق كبيرة، تصعِّب على أصحاب السيارات والراجلين معا، مهمة السير والتنقل في ساحة المستشفى والتوجه إلى مختلف الأقسام والمصالح ناهيك عن البعض الذين حولوه إلى نقطة عبور فيدخلون المستشفى حتى ولو لم تكن لهم أية علاقة الاستطباب أو بالمصالح التابعة إليه، بل من اجل اختصار الطريق والمرور عبر البوابة العلوية للخروج إلى منطقة ميسوني بعد اختصار الجهد والوقت فانقلب المستشفى إلى وكالة من دون بواب بعد أن صار الدخول إليها مسموح لمن هب ودب، فمن المتسولين إلى المجانين والمشردين إلى الأشخاص العاديين الذين حولوه إلى ممر ونقطة عبور ليأتي في المرتبة الأخيرة المرضى وكذا الأطقم الطبية من عمال وأطباء وممرضين مما حول اكبر قطب صحي إلى مساحة للفوضى والتوتر والقلق حتى لا يقوى المترجل على إيجاد مساحة لقدميه فما بالنا بإدخال مركبة وسط ذلك الزخم الهائل من المركبات الخاصة بعمال المستشفى وحتى الأجانب عن المستشفى،باعتبارها مفترق طرق للعديد من الاتجاهات، وهو ما ينعكس في الأول والأخير على المرضى بالدرجة الأولى، الذين يكونون محمولين على سيارات خاصة أو على سيارات الإسعاف، كونهم يضطرون إلى الانتظار دقائق يمكن أن تمتد طويلا، رغم أن حالات بعضهم قد لا تحتمل ذلك فيما يلقى بالبعض الآخر خارج المشفى واستكمال تلك المسافة مشيا على الأقدام ويراها المريض أحيانا وحتى أهله أنها أحسن من التوقف لوقت طويل. وحتى ولو صرفنا النظر عن السيارات والمركبات الكثيرة المتجولة داخل المستشفى نفسه، والمنتظرة عند مخرجه ومدخله، فان الأعداد الكبيرة من المواطنين المتواجدين فيه أيضا تجعلنا نطرح أكثر من سؤال فهل كل تلك الأعداد الهائلة قصدت المستشفى لمصلحة ما، لا وألف لا خاصة وان الكثيرون حولوه إلى نقطة عبور إلى مساحة ميسوني بدل المرور عبر ساحة أول ماي أو شارع حسيبة بن بوعلي، مما اقلق المرضى المترجلين وزاد من توترهم فهم بالكاد يعثرون على مساحة يتابعون فيها خطواتهم. في هذا الصدد اقتربنا من احد الأعوان المكلفين بضبط حركة مرور السيارات بالمستشفى فقال أن الوضعية هي جد كارثية لاسيما في أيام الأسبوع بحيث اضطررنا إلى منع العديد من السيارات من العبور ويقتصر العبور سوى على الحالات المستعجلة التي بالكاد نفتح لها الطريق ولسيارات الإسعاف أيضا للمحافظة على صحة المرضى، وعلى الرغم من اخذ بعض الإجراءات الفورية إلا أن مشكل الازدحام لازال عالقا بالنظر إلى ضيق مساحة المستشفى وعدم قدرتها على استيعاب العدد الهائل للسيارات بما فيها سيارات الموظفين بالمستشفى إلى جانب سيارات المرضى وذووهم، وقال انه بالفعل هناك حتى من يرفض الدخول ويفضل بمحض إرادته الفرار من أمام المستشفى والعودة بعد ذلك لأخذ المريض كونه ليست باليد حيلة.