تعرف أقسام الاستعجالات في المستشفيات الجزائرية تذمر و استياء عدد كبير من المواطنين ولا يخرج مستشفى روبية عن القاعدة، وما وقفنا عليه خلال زيارتنا للمصلحة يبين حجم المعاناة التي يتكبدها المواطنون يوميا خاصة في الليل. يمتلئ مستشفى الروبية كل مساء بعدد كبير من المواطنين الذين يقصدون مصلحة الاستعجالات، لكن الجميع يتفق على أن الأمور لا تختلف عن الكثير من المستشفيات الأخرى التي تعج كل مساء بآلاف المرضى من مختلف المناطق المجاورة للعاصمة الذين يبدؤون بالتوافد عليه نهاية كل يوم لكنهم يتفاجؤون بتحويلهم إلى مستشفيات أخرى بعيدة عن مقر سكناتهم مثل مستشفى عين طاية أو بلفور بالحراش أو يكتفي الطاقم الطبي بتقديم وصفات الدواء دون إعطائهم أي علاج في الحين. وخلال تواجدنا بالمصلحة التقينا بعدد كبير من المواطنين الذين استاؤوا كثيرا من حالة جميع أقسام الاستعجالات بالمستشفيات الجزائرية التي باتت مكانا لحالات الطوارئ القصوى فقط وحوادث المرور، أما من يعاني من مغص أو حمى شديدة فعليه الانتظار في طابور طويل ولفترة قد تمتد إلى غاية الساعات الأولى للفجر. فعلى امتداد الرواق يصطف عشرات من المواطنين القادمين من مختلف المناطق القريبة من مدينة الروبية وحتى من الولايات القريبة مثل بومرداس والبليدة الجميع بحاجة إلى تدخل طبي فوري هذا يرونه هم، أما الممرضون والأطباء فيؤكدون أن أكثر من نصف الحالات التي تصل إلى قسم الاستعجالات لا تستدعي التدخل السريع. ويقول السيد بومدين من خميس الخشنة إنه يقصد مستشفى الرويبة للمرة الثانية خلال يومين بسبب مرض ابنته وفي اليومين صادف لا مبالاة كبيرة من قبل الاطباء و الممرضين الذين يكتفون بإعطائها وصفات طبية دون تقديم علاج مناسب، وحتى الدواء الذي وصف لها في المرة الأولى لم يأت بنتيجة تذكر. وتضيف السيدة زينب التي كانت إلى جواره أن التكفل بالمرضى خاصة في الليل ليس بالأمر السهل أبدا ''أصبحنا نخاف كثيرا إذا تعرض احد أفراد العائلة إلى وعكة صحية مفاجئة فأمام انعدام البديل تضطر العائلات إلى التوجه إلى مستشفى رويبة الأقرب إليها خاصة النساء الحوامل اللاتي يضطر أزواجهن إلى إحضارهن إلى المستشفى، لكنهم يفاجئوون بتحويلهم إلى مستشفيات أخرى وبإمكانياتهم الخاصة بحجج يراها العديد من المواطنين واهية وتصب كلها في باب الإهمال والتقصيرالذي البات يطبع عمل أغلب أقسام الاستعجالات في المستشفيات الوطنية''. أكثر من 50 بالمائة حالات غير استعجالية أكد الدكتور بن موفق أحمد رئيس قسم الاستعجالات بمستشفى الرويبة أن أكثر من نصف الحالات الوافدة إلى القسم لا تستدعي تدخلا فوريا أو إخضاعها للعلاج المكثف، لكن المواطنين يعتبرون أن الأمر تقصير أو إهمال من قبلنا، في حين أننا نقوم بتوجيههم إلى المصالح الأخرى المختصة أو منحهم وصفات طبية والطبيب المكلف هو المخول بتوجيه المريض سواء إلى داخل المصالح الاستشفائية أو إلى المستشفيات الأخرى القريبة من المنطقة في حالات معينة مثل الولادة، أمام الاكتظاظ الكبير الذي يعرفه المستشفى بسبب تواجده في منطقة تعرف تواجد عدد كبير من المواطنين وكثافة سكانية عالية بالإضافة إلى افتقار العديد من المدن المجاورة لمستشفيات مؤهلة على غرار مدينة حمادي التي يلجأ الكثير من مواطنيها إلى مستشفى الرويبة. ويؤكد احد مواطني البلدية أن غياب مستشفى بالمنطقة أدى بالعديد من المواطنين إلى الاستنجاد بمستشفى الرويبة بإعداد كبيرة خاصة وأن الطريق المؤدي إلى بلدية الرويبة يعرف ازدحاما شديدا بسبب أشغال تهيئة الطريق السريع الذي يمر بالمنطقة، وهو ما أثار تخوف السكان من وقوعهم في فخ الازدحام وتعريض حياة أفراد عائلاتهم إلى الخطر.