يبدو أن تيّار رئيس الحكومة محمد أويحيى وتيّار رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم يسيران في خطّين مختلفين، خاصّة في ظلّ إصرار الرجل الأوّل في الاتحادية محمد روراوة على ضرورة الاستعانة بمدرّب أجنبي لتعويض المدرّب المستقيل عبد الحقّ بن شيخة، وهو ما يختلف معه في الطرح رئيس الحكومة أحمد أويحيى الذي يشاطر نظرة التقنيين بضرورة الاعتماد على المدرّب المحلّي، مستشهدا في نظرته بأن أحسن النتائج التي حقّقها المنتخب الوطني منذ الاستقلال كانت بيد مدرّبين محلّيين، وفي مقدّمتهم المدرّب رابح سعدان· وحسب أويحيى فإن هذا الأخير يعدّ المدرّب المناسب لتولّي قطار (الخضر) في الظرف الرّاهن، خاصّة بعد أن حاد عن مساره عقب الهزيمة (المذلّة) التي كان قد تعرّض لها زملاء زيّاني مطلع هذا الشهر في مدينة مراكش بخسارتهم مواجهة المغرب برباعية كاملة· كريم مادي لكن هل سيرضخ الرجل الأوّل في (الفاف) محمد روراوة ويتخلّى عن فكرة جلب المدرّب الأجنبي؟ الجواب سيكون بالنّفي، خاصّة وأن ذات الرجل تفيد كلّ الأخبار السرّية وحتى العلنية منها بأنه دخل في اتّصالات مع أكثر من مدرّب أجنبي، وقد يكون خليفة بن شيخة المدرّب الصربي وحيد اليلوزوفيتش· وإذا تأكّد ما يشاع حاليا بخصوص توصّل روراوة مع المدرّب السالف اسمه أخيرا يعني أن هناك شيئا ما يطبخ في الخفاء، وقد تشهد الأسابيع إن لم نقل الأيّام المقبلة فصولا جديدة بين روراوة وأويحيى، ولنتصوّر كلّنا كيف سيتعامل أويحيى بل الشارع الجزائري في حال تعيين الصربي وحيد اليلوزوفيتش مدرّبا للمنتخب الوطني براتب شهري يناهز ال 800 مليون سنتيم شهريا، والملايين من الجزائريين باتوا يقتتون من (المزابل) حاشاكم · فماذا سيقدّم هذا المدرّب لمنتخب منهار ولمنتخب غير معني بأيّ منافسة رسمية قبل أكثر من ثمانية أشهر من الآن؟ لنترك الجواب لأهل الاختصاص· ونشير في الأخير إلى أن لجنة الترشيحات التابعة للمكتب الفيدرالي للاتحادية الجزائرية دخلت في مفاوضات معهما، على أن تنتهي في نهاية جوان الجاري بتعيين المدرّب المستقبلي للفريق الوطني· وأوضحت الاتحادية الجزائرية أوّل أمس في موقعها أن لجنة الترشيحات درست خلال ثاني إجماع لها عقد في مقرّ الاتحادية الجزائرية لكرة القدم 17 ملف ترشّح وصلها مؤخّرا ضمن ما مجموعه 60 ملفا منذ إطلاق عملية الترشّح في 8 جوان الجاري· ووقع اختيار أعضاء اللّجنة في النّهاية على مرشّحين فقط سيعيّن من بينهما المدرّب القادم للفريق الوطني لكرة القدم، ولم تفصح الاتحادية عن اسم المرشّحين المختارين·