مثلما سبق أن تحدثنا عنه في عدد الأمس بشأن معارضة كبار المسؤولين في الدولة الجزائرية لفكرة انتداب تقني أجنبي كبير لتدريب الخضر، خرج الوزير الأول الجزائري أحمد أويحيى في تصريحات لحصة «حوار الساعة» التي بثت سهرة أمس على التلفزيون الجزائري عن صمته وانتقد بصفة مباشرة السياسة التي تتبناها الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بقيادة محمد روراوة ورأى أن الخيارات التي سلكتها الفاف هي التي ساهمت بنسبة كبيرة في تدني مستوى المنتخب الجزائري وتضاؤل حظوظه في التأهل لكأس إفريقيا القادمة. أكد الأمين العام للأرندي في سياق تصريحاته رفضه القاطع لفكرة انتداب مدرب أجنبي كبير للاشراف على حظوظ الخضر وخلافة المستقيل عبد الحق بن شيخة كما استغرب تواجد كم هائل من اللاعبين المغتربين والمحترفين في التشكيلة الوطنية التي تراجع مردودها منذ رحيل الناخب الوطني الأسبق الشيخ سعدان. «المدربون الأجانب لم ينجحوا بتاتا مع المنتخب الجزائري» في تبريره لرفض انتداب مدرب أجنبي لشغل العارضة الفنية للمنتخب الجزائري، استشهد أويحيى بنتائج التقنيين الأجانب التسعة الذين تعاقبوا على تدريب الخضر في السنوات الفارطة، حيث أكد أنهم لم يتوجوا بأي لقب مع المنتخب كما أن نتائجهم لم تكن في مستوى تطلعات الجماهير الجزائرية، حيث أخفق غالبيتهم في تحقيق النتائج المرجوة خلال الفترات التي استنجدت فيها الفاف بخدماتهم. «لا أرى داعيا لانتداب مدرب أجنبي في الفترة الحالية» في ذات السياق، أكد المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي في الدولة الجزائرية أنه لا يرى داع في الوقت الحالي لانتداب مدرب أجنبي مثلما كشف عن ذلك رئيس الفاف الذي فتح مناقصة عالمية لاختيار تقني أجنبي من العيار الثقيل وكشف أويحيى أنه شخصيا يفضل اللجوء إلى الخبرة المحلية في تسيير المنتخب الجزائري الذي يمثل الدولة الجزائرية خاصة أن تجربة هذا الأخير ورغم فشل بن شيخة لطالما أعطت ثمارها من خلال النتائج السابقة للخضر في مختلف المنافسات القارية ، الإقليمية أوالعالمية. «نجاحات الخضر كانت دوما مع المنتوج المحلي» واصل أويحيى تبريره لمعارضته فكرة استقدام مدرب أجنبي لتولي زمام العارضة الفنية للمنتخب بالتأكيد أن أغلب نجاحات المنتخب الجزائري خلال ال50سنة الفارطة كانت مع المدربين المحليين معطيا مثالا بالنتائج الرائعة التي حققها الخضر في منافسات ألعاب البحر المتوسط، الالعاب الإفريقية، كأسي إفريقيا والعالم والتي كانت بفضل جهود تقنيين جزائريين خالصين بذلوا قصارى جهدهم من أجل تشريف الألوان الوطنية. «سعدان كان أفضل مدرب أشرف على حظوظ الخضر« لم ينه أويحيى حديثه عن انجازات المدرب المحلي دون أن يؤكد أن الشيخ رابح سعدان كان أفضل مدرب تولى قيادة العارضة الفنية للمنتخب الجزائري منذ نشأة هذا الأخير، خاصة أنه تمكن من قيادة الخضر إلى تحقيق نتائج باهرة في الفترات التي تولى فيها مسؤولية تدريب المنتخب، حيث أنه كان في كل مرة يحقق ما عجز عنه سابقوه لكن مسؤولي الاتحادية كانوا يتنكرون لانجازاته آخرها جره من طرف رئيس الفاف للاستقالة بعد تعادل الخضر أمام منتخب تنزانيا شهر سبتمبر من السنة الفارطة. «لا أفهم سبب تواجد 90 % من اللاعبين المحترفين في التشكيلة الوطنية» أبدى أويحيى استغرابه من قضية أخرى وهي التركيبة البشرية لعناصر التشكيلة الوطنية التي تضم في صفوفها 90%من اللاعبين المحترفين الذين نشأوا وتربوا في مختلف المدارس الفرنسية والأوروبية، قبل أن يلتحقوا مؤخرا بالمنتخب الجزائري الشيء الذي جعله يؤكد أن المدرسة الجزائرية هي الأخرى لديها الأحقية في تمثيل المنتخب الجزائري في مختلف المحافل الدولية والقارية. «لا بد من تحقيق توازن بين اللاعبين المحليين والمحترفين» أسدى الوزير الأول الجزائري نصائح للمسؤولين على تسيير الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، حيث أكد على ضرورة منحهم الفرصة للاعب المحلي الناشط في البطولة الجزائرية لتقمص ألوان الخضر وإعطائه نفس الحظ مع اللاعب المحترف وذلك لتحقيق توازن فعال يساهم في تحسين نتائج المنتخب الجزائري مستقبلا. «الفدرالية ارتكبت عدة أخطاء في تسيير المنتخب» بعد أن أبدى رأيه ورأي المسؤولين في أعلى هرم السلطة في مسألة انتداب مدرب أجنبي، أقر أويحيى بارتكاب الاتحادية الجزائرية لعديد الأخطاء في تسييرها لشؤون المنتخب الجزائري الذي تمكن من الوصول إلى العالمية في السنوات الفارطة قبل أن تبدأ نتائجه في التراجع بسبب الأخطاء التي وقع فيها المسؤولون على تسيير المستديرة يتقدمهم روراوة الذي لم يحسن التصرف سيما فيما يخص قضية الناخب الوطني. «الفاف تتحمل مسؤولية إخفاق المنتخب الجزائري» حمل المسؤول الأول على أعلى جهاز تنفيذي في الدولة مسؤولية الاخفاقات المتتالية للخضر آخرها انتكاسة مراكش إلى الاتحادية الجزائرية لكرة القدم التي لم تحسن هيكلة المنتخب الوطني بعد المونديال ما جعله يخفق في أغلب اللقاءات التي خاضها في تصفيات كأس إفريقيا2012 ما جعل حظوظه تكون شبه منعدمة في حضور دورة غينيا الاستوائية والغابون. «هي التي تسببت في تراجع مرتبة الخضر عالميا» ختم أويحيى حديثه عن الفاف والأخطاء التي ارتكبتها في تسيير المنتخب الجزائري بالتأكيد أن هيئة روراوة هي التي جعلت مركز الخضر في الترتيب العالمي للفيفا يتراجع بأكثر من 20مرتبة كاملة في أقل من سنة سيما أن أشبال سعدان احتلوا المركز ال28 السنة الفارطة في حين أن أشبال بن شيخة لحالوا المركز ال49 الشهر الفارط وهو مؤشر واضح على تراجع نتائج الخضر خلال ذات الفترة .