طقوس وأجواء إيمانية العائلات الجزائرية تستعد للاحتفال بعاشوراء تحضر العائلات الجزائرية للاحتفال بعاشوراء التي ستطل علينا هذا السبت وهي كمناسبة دينية عزيزة على كل الجزائريين تحكمها عادات وتقاليد خاصة منذ أمد بعيد وهي تصادف يوم العاشر من محرم وهو اليوم الذي أنجى فيه الله سبحانه وتعالى سيدنا موسى عليه السلام من فرعون وجنوده فصامه سيدنا موسى شكرا لله تعالى ثم صامه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأوصى أمته بصيامه بحيث يفضل كثيرون صيام يومين متتاليين اقتداء بسنة رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام. نسيمة خباجة تشهد الأسواق حركية واسعة وأجواء مميزة تلوح من بعيد باستقبال مناسبة غالية على كل المسلمين وعلى الجزائريين بصفة خاصة وتعد مناسبة عاشوراء من بين المناسبات التي توليها كافة الأسر بالأهمية وتبذل قصارى جهدها من أجل خلق أجواء خاصة بتلك الليلة المباركة ويعد الاعتكاف والصيام من بين الأشياء البالغة الاهمية التي تلتزم بها معظم الأسر إلى غيرها من المظاهر والطقوس على غرار وضع الكحل والحناء وقص أطراف الشعر. حركية واسعة عبر الأسواق شهدت معظم الأسواق حركية واسعة عشية المناسبة واصطفت مداخل المحلات بترويج المأكولات التقليدية على غرار الرشتة وفطائر الشخشوخة والتريدة التي يكثر عليها الطلب خلال المناسبة انتهزنا الفرصة واقتربنا من بعض السيدات لعيش أجواء التحضير للمناسبة فعبرن عن فرحهن بعاشوراء التي تطرق على البيوت وتخلق أجواء رائعة إحدى السيدات التقيناها وهي منهمكة في اقتناء الرشتة عبرت بالقول أنها تحتفل بالمناسبة كأي امرأة جزائرية تهتم بالمناسبات الدينية لإدخال الفرحة على قلوب أفراد العائلة بممارسة بعض الطقوس التي تعبر في مجملها عن الابتهاج بالمناسبة الدينية وأول شيء نفكر فيه جميعا - تقول - هو الصيام للتقرب من الله سبحانه وتعالى خصوصا لأجره العظيم في محو ذنوب سنة ماضية بالإضافة إلى مميزات أخرى منها وضع الحناء وبرمجة سهرة مع العائلة حول صينية الشاي والمكسرات ككل سنة فالمناسبة هي عزيزة على الكل أعادها الله علينا بالخير والبركات. أما عن الأطباق المحضرة فقالت محدثتنا إنها تختار الأطباق التقليدية لتعتلي مائدة ذلك اليوم وليس هناك أحسن منها واختارت في هذه السنة تحضير الرشتة كطبق مفضل لديها في المناسبات. الأطباق التقليدية سيدة المائدة يوم عاشوراء كغيره من المناسبات تطبعه ميزات خاصة في أغلب المناطق الجزائرية تلك الطقوس التي مهما تنوعت فإنها تهدف إلى تعظيم تلك الليلة المباركة وتتنوع العادات والتقاليد بين ولايات الوطن فلكل عادات وطقوس خاصة بتلك الليلة وتعتلي الاطباق التقليدية عرش الموائد في كل البيوت الجزائرية إلى غيرها من الطقوس التي تلتزم بها ربات البيوت كوضع الكحل والحناء وقص أطراف الشعر خاصة للفتيات وتحريم الخياطة...إلى غيرها من العادات كتخصيص جزء من أضحية العيد كرقبة الكبش أو ذيله خصيصا لتحضير عشاء تلك الليلة. فبالإضافة إلى الأطباق التي تخصصها العائلات لذلك اليوم والتي لا تخرج عن الأطباق التقليدية كالكسكس أو الرشتة أو الشخشوخة هناك طقوس ومميزات أخرى على غرار وضع الحناء في ليلة التاسع من محرم دون أن ننسى وضع الكحل في العيون في يوم عاشوراء وكذا قص خصلات من أطراف الشعر تيمنا بطوله وهي الطقوس التي تعتمدها الكثير من العائلات الجزائرية التي أجمعت على أن تتحد في تلك المزايا التي تطبع المواسم الدينية لخلق أجواء بهيجة بكل بيت. الحناء... الكحل وقص الشعر تلتزم اغلب النسوة ببعض العادات والطقوس التي توارثتها جيلا بعد جيل في مناسبة عاشوراء وفي جولة لنا اقتربنا من بعض السيدات لمعرفة الأجواء الغالبة على بيوتهن في عاشوراء تقول السيدة حورية في العقد الخامس من العمر إنها تمارس وبعض الطقوس الخاصة بتلك الليلة بعد الصيام الذي يعد أهم الأشياء اقتداء برسولنا الأمين لتقوم بتحضير الفطور الذي يترأسه الطبق التقليدي فإما الرشتة وإما الشخشوخة البسكرية إلى جانب الشربة التي تعد بمثابة الطبق الرئيسي الذي يفتتح به الإفطار بعد يوم من الصيام وفي سؤالنا عن عادات أخرى غير الصيام قالت إنها تقتني الحناء لوضعها في اليوم التاسع من محرم أي في ليلة عاشوراء إلى جانب وضع الكحل وكذا قص أطراف الشعر لها ولبناتها بمقدار ضئيل لا يتعدى بضعة مليمترات على حد قولها (نعشروه) تيمنا بزيادة طوله بوتيرة أسرع وذلك ما تتلهف عليه أغلبية الفتيات الصغيرات لاسيما وأنهن يحبذن الشعر الطويل المسترسل الناعم ما دأبت عليه وورثته عن أمها وهي بدورها تنقل تلك العادة لبناتها للمحافظة عليها. أما السيدة مريم فقالت إنها تقيم وعائلتها أجواء خاصة بتلك الليلة العظيمة فهي ليست كسائر الأيام بحيث تعد هي وبناتها أشهى الأطباق التقليدية أما عن الطقوس الأخرى فقالت إنها مثلها مثل تلك الطقوس الممارسة لدى أغلب العائلات الجزائرية منها وضع الحناء وقص أطراف الشعر ووضع الكحل الذي يجلب خصيصا من مكة بحيث تعكف العائلات على توصية الحجاج بجلبه تبركا بالارض الطاهرة كما أضافت محدثتنا أنها تمتنع عن الخياطة لانها تجلب الشؤم لها لا محالة وختمت بالقول أن ذلك ما توارثناه عن سلفنا الصالح وأصبحت تلك العادات من الأشياء الملزمة التي سوف ننقلها إلى بناتنا بفعل العادة والممارسة. خرافات وبدع تطال عاشوراء رغم الأجواء الايمانية والعادات العريقة التي تطبع الأسر الا ان هناك بعض الطقوس الغريبة التي اقترنت بعاشوراء ومن بينها امتناع النسوة عن غسل جلد الكبش وتأجيله بعد عاشوراء إلى غيرها من الأمور الغريبة التي تبتدعها بعض الأسر كتحريم الخياطة والغسل كما اشتهرت أغلب الأسر الجزائرية باستهلاكها الواسع للدجاج في تلك المناسبة العظيمة وتفضله البعض دجاجا حيا لذبحه واستعماله في العشاء فيما تذهب بعض العائلات إلى تجميد أجزاء من الكبش كعادة ملزمة وحفظها في الثلاجة خصيصا للمناسبة كرقبة الكبش أو ذيله وإن كانت بعض هذه العادات غير مألوفة فإن جل الأسر تهدف من خلال ممارستها إلى خلق أجواء خاصة يستمتع بها أفراد العائلة خاصة وأنه لم يسجل من ذي قبل وفي عهد الرسول صلى الله عليه وسلم أي نوع من تلك المظاهر سوى الصيام خاصة وأن صيام اليومين يكفّر عن عام من الذنوب السابقة وهو ما ذهب إليه أغلب الجزائريين بصيام اليوم التاسع والعاشر من محرّم. صوم.. زكاة وأجواء روحانية إلى جانب مظاهر الغبطة والابتهاح واحياء العادات والتقاليد يتمسك الجزائريون في عاشوراء بالصوم وإخراج الزكاة ويعد العاشر من محرم مناسبة لإخراج زكاة الأموال حتى أن الزكاة يطلق عليها العشور نسبة إلى هذا اليوم. وزيادة على ذلك فإن أغلب الجزائريين يصومون عاشوراء تعظيما لليوم الذي نجى فيه الله تعالى نبيه موسى من بطش فرعون بحيث تعيش الأسر يومي التاسع والعاشر أو العاشر والحادي عشر أجواء تشبه الأجواء الرمضانية حيث يصومون إقتداءً بسنة المصطفى. ويصومون هذين اليومين لنيل الأجر العظيم الذي وعد به الله تعالى عباده وهو تكفير عن ذنوب سنة كاملة.