وقعت الحكومة السودانية والحركات المسلحة بالأحرف الأولى اتفاق سلام في مدينة جوبا (عاصمة جنوب السودان) وشهد مراسم التوقيع رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك بالإضافة إلى رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت. وكان حمدوك وصف اتفاق السلام بالإنجاز الكبير وأكد عزم حكومته التعاون مع وساطة جنوب السودان لحسم ملفات السلام الأخرى في إشارة للحركات المسلحة التي لم يتم التوصل معها لاتفاق سلام . وسبق أن بحث حمدوك مع رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت ترتيبات توقيع الاتفاقية وذكرت وكالة أنباء السودان الرسمية أن سلفاكير ناقش مع حمدوك القضايا ذات الاهتمام المشترك. وتعالج الاتفاقية قضايا تقاسم السلطة والثروة والقضايا الإنسانية والترتيبات الأمنية فضلا عن مدة الفترة الانتقالية وكيفية مشاركة الحركات المسلحة فيها على كل مستويات الحكم. *خمسة مسارات ويشمل الاتفاق أغلب الحركات المسلحة في البلاد وأبرزها الحركة الشعبية قطاع الشمال بقيادة مالك عقار وحركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم وحركة تحرير السودان بزعامة مني أركو مناوي. وتركز وساطة مفاوضات سلام السودان في جوبا على 5 مسارات هي مسار إقليم دارفور (غرب) ومسار ولايتي جنوب كردفان (جنوب) والنيل الأزرق (جنوب شرق) ومسار شرقي السودان ومسار شمالي السودان ومسار وسط السودان. وإحلال السلام في السودان هو أحد أبرز الملفات على طاولة حكومة حمدوك وهي أول حكومة منذ أن عزلت قيادة الجيش في 11 افريل 2019 عمر البشير من الرئاسة تحت ضغط احتجاجات شعبية مناهضة لحكمه. وبدأت بالسودان في 21 اوت 2019 مرحلة انتقالية تستمر 39 شهرا تنتهي بإجراء انتخابات أواخر 2022 ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وتحالف قوى إعلان الحرية والتغيير الذي قاد الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت بالبشير.