انقلب جميع التقنيين الجزائريين الذين كانوا ينظرون إلى منتخبنا الوطني بنظرة تشاؤمية على أن مشاركته في المونديال الحالي ما هي إلاّ مشاركة رمزية ليس إلاّ، بالنّظر إلى محدودية كتيبة الشيخ رابح سعدان، لكن التعادل بالأداء الرّاقي للاعبينا أمام المنتخب الإنجليزي جعل أصحاب هذه النّظرة »الضيّقة« ينقلبون 180 درجة على أنفسهم وراحوا يهلون بهذا الأداء، واصفين منتخبنا بأنه بإمكانه بلوغ الدور الموالي، كون المنافس المقبل منتخب الولايات المتّحدة الأمريكية لا يخيف العناصر الوطنية. محيي الدين خالف: "انبهرت بحرارة اللاّعبين" أدّى المنتخب الوطني مباراة كبيرة من كافّة الجوانب، حيث أثبت أنه يسير في الطريق الصحيح وسيكون له شأن كبير في السنوات القليلة القادمة، لأن ما قدّمه اللاّعبون أمام إنجلترا ينبئ بمستقبل زاهر لهذا المنتخب الشابّ المشكّل من لاعبين شبّان تنقصهم الخبرة الكافية لمسايرة مباريات من العيار الثقيل. وأضاف خالف قائلا: »صراحة انبهرت بحرارة اللاّعبين فوق أرضية الميدان، حيث بالرغم من قوّة المنافس إلاّ أن زملاء بوڤرّة فرضوا أنفسهم وتمكّنوا من خلق عدّة فرص سانحة للتهديف، لا سيّما في الشوط الأوّل«. حيث كان بإمكان »الخضر« الوصول إلى شباك دافيد جميس في العديد من المرّات، ويعود ذلك إلى نقص فعالية المهاجمين، الأمر الذي سهّل نوعا ما من مهمّة الخطّ الخلفي للمنتخب الإنجليزي الذي حاول مدرّبه فابيو كابيلو تنويع الخطط التكتيكية بالاعتماد على أكبر عدد ممكن من المهاجمين بإقحامه كلّ من فليبس ودفوي وكراوش في محاولة منه للضغط أكثر على دفاع المنتخب الوطني، إلاّ أنه لم ينجح أمام صلابة دفاع »الخضر« وبراعة الحارس المتألّق رايس مبولحي. هذا الأخير أكّد أنه حارس بارع بأتمّ معنى الكلمة لأنه ليس من السّهل على أيّ حارس خوض أوّل مباراة رسمية مع بلده وأمام منتخب بحجم إنجلترا. وبشأن حظوظ »محاربي الصحراء« في التأهّل، قال المدرّب الأسبق للمنتخب الوطني محيي الدين خالف: »المهمّة صعبة وصعبة للغاية لكنها غير مستحيلة، لا سيّما وأن معنويات اللاّعبين ارتفعت بعد الإنجاز الكبير أمام إنجلترا، وهو عامل يزيد حتما من إصرارهم للفوز على المنتخب الأمريكي والتأكيد ميدانيا أن الجزائر لديها منتخبا متكاملا وسيكون له شأن كبير في المواعيد القادمة«. **** عبد الحقّ بن شيخة: "الحظّ لم يحالفنا لهزم إنجلترا" »شخصيا أنا جدّ فخور بالمستوى الكبير الذي ظهر به المنتخب الوطني في هذه المواجهة الصّعبة لأن الأداء الذي قدّمه زملاء عنتر يحيى مغاير تماما للمباراة الأولى أمام سلوفينيا، حيث طبّق النّاخب سعدان خطّة تكتيكية محكمة قلّلت من خطورة المنافس، بدليل أن أشبال كابيلو وجدوا صعوية كبيرة في الاحتفاظ بالكرة. بالمقابل، لاعبو المنتخب الوطني تحكّموا في زمام المباراة بطريقة مدروسة بالاعتماد على الكرات السريعة في العمق اتحاه مطمور الذي أقلق كثيرا الدفاع الإنجليزي«. وأضاف بن شيخة يقول: »الإرادة التي لعب بها اللاّعبون هي تأكيد على أن الخسارة القاسية أمام المنتخب السلوفيني غير مستحقّة، مؤكّدين في نفس الوقت بأدائهم الرّائع أن الجزائر جديرة بالتأهّل إلى مونديال جنوب إفريقيا وتشريف العرب في هذا العرس الكروي العالمي وإسكات ألسنة الذين قلّلوا من قيمة الجزائر بعد الهزيمة في المواجهة الأولى«. وبخصوص المواجهة الثالثة أمام أمريكا، يرى بن شيخة أن حظوظ »الخضرش وفيرة للوصول إلى المبتغى لأن الميدان هو الفاصل بين المنتخبات التي تشكّل المجموعة الثالثة. وختم بن شيخة قائلا: »المنتخب الوطني أدّى مباراة كبيرة أمام إنجلترا وسيكون في ظروف أفضل أمام المنتخب الأمريكي بعد تحرّراللاّعبين من النّاحية البسكولوجية، ممّا يزيد من حظوظنا لتحقيق الهدف المنشود وهو الفوز لا غير طالما أن التأهّل إلى الدور الثاني يمرّ بحتمية الفوز«. **** محمد قاسي سعيد: "ربحنا فريقا ولم نخسر نقطتين" »حسب رأيي الشخصي خسرنا فوزا محقّقا بسبب عدم الاعتماد على خطّة هجومية أمام منافس لم يظهر الشيء الكثير أمام الإرادة الكبيرة التي لعب بها زملاء زيّاني في هذه المواجهة القوية، لأنه ليس من السّهل خلط أوراق منتخب قوي يقوده مدرّب كبير اسمه كابيلو الذي اعتراف شخصيا بالوجه الرّائع والمشرّف الذي ظهر به المنتخب الوطني الذي عاد من بعيد بعدما كان على وشك مغادرة المونديال من الباب الضيّق عقب الأداء الضعيف في المواجهة الأولى أمام المنتخب السلوفيني«. وأضاف اللاّعب الدولي السابق قاسي سعيد محمد يقول: »بالرغم من أننا خسرنا نقطتين ثمينتين، إلاّ أننا ربحنا منتخبا قويا سيكون له مستقبل زاهر في السنوات المقبلة، لأننا بصراحة نملك لاعبين شبّان ذوي مستوى عال جدّا أثبتوا ميدانيا أحقّيتهم في الدفاع عن الرّاية الوطنية في أكبر المواعيد الكروية، منهم على وجه الخصوص الحارس رايس مبولحي الذي ساهم بقسط كبير في الحفاظ على عذرية شباكه بتصدّيه لكرات ساخنة وخطيرة جدّا، مؤكّدا أنه الحارس رقم واحد للمنتخب الوطني في أوّل ظهور له مع التشكيلة الوطنية في مباراة رسمية وأمام أحد المنتخبات القوية على المستوى العالمي«. ويرى قاسي سعيد أن مأمورية »الخضر« صعبة جدّا لتجاوز عقبة المنتخب الأمريكي بنتيجة هدفين لصفر لترسيم التأهّل إلى الدور الثاني، لكن كما قال ليست مستحيلة، سيّما وأن معنويات اللاّعبين مرتفعة بعد الأداء المميّز في مواجهة إنجلترا. **** ناصر بويش: "عدم فعالية الهجوم فوّت علينا تكرار ملحمة خيخون" قال اللاّعب السابق لمولودية الجزائر ناصر بويش: »المنتخب الوطني أدّى مباراة في القمّة ورائعة بفضل الرّوح القتالية التي لعب بها اللاّعبون فوق أرضية الميدان، ما أخلط حسابات مدرّب إنجلترا فابيو كابيلو الذي سعى بكلّ ما في وسعه إلى إيجاد الحلول المناسبة للوصول إلى شباك الحارس المتألّق رايس مبولحي، إلاّ أن براعة هذا الأخير وشجاعة جميع اللاّعبين حال دون ما كان منتظرا من الذين رشّحوا فوز المنتخب الإنجليزي بالأداء وبنتيجة عريضة«. وأضاف بويش قائلا: »المنتخب الوطني ضيّع فرصة انتزاع الفوز بسبب عدم المغامرة في الهجوم، سيّما وأن المنافس وجد صعوبة كبيرة في الاستحواذ على الكرة، عكس منتخبنا الذي عرف كيف يتحكّم في زمام الأمور بالاستحواذ على وسط الميدان، الأمر الذي سهّل من مهمّة لاعبينا لإرغام المتخب الإنجليزي على عدم الخروج من منطقته واللّعب بحذر شديد، خاصّة في الشوط الأوّل من زمن المباراة، وهي المرحلة التي ضيّع فيها الخضر فرصة فتح باب التهديف ننتيجة عدم وجود رأس حرب حقيقي، وذلك بالرغم من العمل الكبير الذي قام به اللاّعب كريم مطمور الذي أدّى دوره على أحسن ما يرام شأنه في ذلك شأن الوجه الجديد فؤاد خادير الذي أبان عن مؤهّلات عالية«. ويرى بويش أن التأهّل إلى الدورالثاني من الصّعب تحقيقه بالنّظر إلى شراسة المنافس الثالث في هذا المونديال، ويتعلّق الأمر بالمنتخب الأمريكي الذي يعدّ كمال قال المعني أقوى بكثير من المنتخب الإنجليزي ، الأمر الذي يعقّد أكثر منة مأمورية »الخضر« لبلوغ الحلم الذي يراود كافّة الجزائريين وهو التأهّل إلى الدور المقبل. وختم ناصر بويش قائلا: »ضيّعنا التأهّل إلى الدور الثاني بعد الخسارة التي تكبّدناها أمام المنتخب السلوفيني في مواجهة لم نظهر فيها الكثير بسب الخطّة العقيمة التي انتهجها النّاخب سعدان باعتماده على طريقة دفاعية محضّة«. **** عبد الحكيم سرار: "شرف لكلّ العرب وليس للجزائر فقط" »فرض التعادل على المنتخب الإنجليزي أعتبره شخصيا بمثابة فوز وشرف لكلّ العرب وليس للجزائر فقط، لأنه من الصّعب جدّا العودة من بعيد بعد الهزيمة المفاجئة أمام سلوفينيا، وبأداء غير مقنع تماما من جميع اللاّعبين عكس مباراة أوّل أمس. حيث ظهرت الجزائر بفضل لاعبيها الشبّان بمستوى عال جدّا من كافّة الجوانب، فقد قدّم زملاء عنتر يحيى الوجه الحقيقي للمنتخب الوطني والتأكيد على أحقّية التأهّل إلى المونديال بعد تشكيك البعض في قدارت اللاّعبين والمدرّب رابح سعدان. هذا الأخير بالرغم من الضغط الكبير المفروض عليه بعد الانتقادات اللاّذعة التي تعرّض لها من طرف بعض الأطراف، إلاّ أنه عرف كيف يعيد الأمور إلى مجراها الطبيعي بانتهاجه خطّة مدروسة سمحت للتشكيلة الوطنية بفرض نفسها بكلّ جدارة أمام منتخب من العيار الثقيل يقوده مدرّب محنّك«. وبخصوص حظوظنا في التأهّل، فحسب »حكوم« المنتخب الوطني لديه نفس الحظوظ مع المنتخبات الأخرى المتواجدة في المجموعة الثالثة، سيّما وأن اللاّعبين عازمون على مواصلة التألّق وإدخال الفرحة في نفوس الجزائريين ومن ثمّة إسكات ألسنة الذين كانوا ينتظرون فوزا ساحقا للمنتخب الإنجليزي وخروج مذلّ ل »محاربي الصحراء« بعد الخسارة أمام سلوفينيا. وختم سرّار قائلا: »لا خوف على مستقبل المنتخب الوطني الذي أدّى مباراة كبيرة شرّف من خلالها الأمّة العربية«. **** أمين غيموز: "أدّينا مباراة رجولية" قال أمين غيموز: »المنتخب الوطني أظهر مؤهّلات كبيرة جدّا بأداء مميّز للاّعبين أمام منتخب قوي، سيّما وأن إنجلترا دخلت أرضية الميدان من أجل الفوز لا غير وتعويض التعثّر الأول أمام الولايات المتّحدة الأمريكية، إلاّ أن عزيمة اللاّعبين جعلت المنافس يخضع للأمر الواقع والتزام الدفاع عن منطقته واللّعب بحذر كبير للحفاظ على عذرية شباكه«. وأضاف غيموز قائلا: »المنتخب الوطني أدّى ما عليه في هذه المواجهة التاريخية وأثبت أنه يملك ترسانة من اللاّعبين الشبّان الذين بإمكانهم حمل المشعل وتشريف الكرة الجزائرية في أكبر المواعيد الكروية«. **** محمود ڤندوز: "لاعبونا كانوا رجّالة وعلى جميع العرب أن يفتخروا بالمنتخب الجزائري" قال مدافع المنتخب الوطني السابق ومحلّل قناة "أم بي سي" إن لاعبي المنتخب الوطني خاضوا مباراة رجولية، وحسب ڤندوز فإنه لم يكن منتظرا مثل هذا الأداء الرّاقي لزملاء زيّاني. يقول ڤندوز: »كنت أخشى على المنتخب الوطني من تلقّيه لهزيمة ثقيلة أمام المنتخب الإنجليزي، لكن ما إن انطلقت المباراة حتى زالت عنّي تلك المخاوف، بعد أن تمكّن لاعبو المنتخب الوطني من فرض وجودهم، فكانوا هم الأحسن فوق الميدان وقدّموا طيلة التسعين دقيقة مباراة رجولية، يستحقّون من خلالها العلامة الكاملة. وهي العلامة التي يستحقّها الشيخ رابح سعدان، فقد أصاب في التغييرات التي أدخلها على التشكيلة الوطنية، فإشراك كلّ من بودبوز والحارس مبولحي أعطى ثقة كبيرة للعناصر الوطنية وجعلهم واثقين من إمكانياتهم، فشكرا مرّة أخرى للاّعبين، وعلى جميع العرب في أيّ بقعة من العالم أن يفتخروا بالأداء الرّجولي للاّعبين الجزائريين. فأنا أرى أننا قد فزنا بالنقاط، فالتعادل بالنّسبة للإنجليز أشبه بطعم الخسارة، فمن الصّعب على منتخب مثل الجزائر الذي غاب عن المونديال مدّة ربع قرن أن ينهي اللّقاء متفوّقا على إنجلترا بنسبة 52 في المائة«. أمّا بشأن إمكانية تأهّل منتخبنا إلى الدور الثاني، فقد قال ڤندوز: »إذا خاض المنتخب الوطني مواجهة أمريكا بنفس الرّوح والعزيمة التي لعب بها لقاء إنجلترا فأنا أتوقّع تأهّله، خاصّة وأن المنتخب الأمريكي لم يقدّم الكثير في مواجهته الأخيرة أمام سلوفينيا، فقد نجا من الخسارة بعد أن كان متأخّرا بهدفين لصفر«.