نظم سكان حي 384 مسكناً بالرغاية يوم الجمعة الماضي، حملة واسعة لتنظيف مساحات الحي وزواياه وشوارعه من الأعشاب الضارة والنفايات المتراكمة منذ سنوات عديدة، وحققت الحملة نجاحاً كبيراً ترجمته مشاركة العشرات من أبناء الحي فيها. وأبدى المشاركون ارتياحهم البالغ للمشاركة العالية، يقول حميد، وهو رئيس سابق لجمعية الحي "الواقع أني لم أكن أنتظر هذه المشاركة الكبيرة، كنتُ شبه يائس من استجابة السكان بسبب ركوننا الطويل إلى اللامبالاة، لكن الاستجابة كانت قوية وأنعشت ارادتنا في مواصلة الحملة كل يوم جمعة إلى غاية تطهير الحي تماماً مما علِق به من نفايات وأعشاب ضارة ثم الشروع في الأسابيع القادمة في غرس نباتات ومساحات خضراء بمختلف زوايا الحي وبالتالي تغيير وجهه تماماً واعطائه الطابع الجمالي الذي نريد". وبدا أن السكان قد خرجوا من الروتين الذي كانوا يعيشونه طويلاً؛ إذ ساد الأجواءَ حماسٌ بالغ ممزوج بمشاعر البهجة والارتياح لبداية تغير وجه الحي الذي كانت النفايات المنزلية والأعشاب تغزو كل زاوية فيه، قبل أن يقرر السكان "الثورة" على هذا الوضع البائس وتغييره نحو الأفضل. يقول علي، وهو أستاذ بجامعة بومرداس وشارك بفعالية في الحملة "لقد ركنّا طويلاً إلى اللامبالاة، لا أحد كان مكترثاً بالوضع، بينما كانت الأوساخ تتراكم في كل مكان وتنفّر الرائي وتجعلنا نخجل من ضيوف الحيّ، فكان لابد من أن نسعى إلى تغيير الوضع". أما فريد بن خالد فقال "هذه الأعمال التعاونية الجماعية تحيي روح التكافل وتنعش مشاعر الأخوّة بين السكان وتقوّي روابط الانتماء إلى الحي الواحد وضرورة مشاركة الجميع في تغيير وضعه نحو الأحسن، إماطة الأذى عن الطريق صدقة، وحيّنا أولى بالمعروف". من جانبه، قال مصطفى عزوق "كانت هناك حملات نظافة في السنوات الماضية، لكنها كانت محدودة وفردية أو يشارك فيها بضعة أشخاصٍ على الأكثر، ما جعل تأثيرَها محدوداً، أما هذه المرة، فالوضع مختلف، إنها الانطلاقة الحقيقية". سكان حي 384 مسكناً بالرغاية اقتنعوا أخيراً بأنه من العبث الاكتفاء بتقديم شكاوى للبلدية أو "نات كوم" عن النفايات التي تغزو كل شبر من الحي، فالوضع لن يتغير بل يزداد سوءاً بمرور الأيام، فقرروا أخذ زمام المبادرة بأنفسهم وعدم تضييع المزيد من الوقت، فغيروا الوضع بأنفسهم، وما حكّ جلدك مثل ظفرك. نتمنى فقط أن يحدث ذلك في مختلف أنحاء الوطن حتى نرى، أينما ولينا وجوهنا، أحياءً نظيفة جميلة تزينها المساحات الخضراء والأشجار عوض أحياء مهمَلة غارقة في النفايات والإهمال.