طالب زعيم الحزب اليميني المتطرف بهولندا جريت فيلدرز، الحكومة الهولندية الجديدة وكذلك الاتحاد الأوروبي ودول العالم بإلغاء الاعتراف بالأردن، وإطلاق اسم فلسطين عليها. وزعم فيلدرز، والذي أساء كثيرا للإسلام ونبيه الكريم سيدنا محمد »صلى الله عليه وسلم«، إن »الأردن هي فلسطين وتسمية الأردن بفلسطين من شأنها أن تنهي أزمة السلام في الشرق الأوسط بإيجاد وطن بديل للفلسطينيين«. وقال: »إن إسرائيل يجب أن يكون لها موقع خاص ومميز في العلاقات الهولندية الدولية لأنها تقاتل نيابة عنا في القدس، التي ما إذا سقطت في يد المسلمين سيأتي الدور على أثينا وروما، لذلك فإن إسرائيل هي الجبهة المركزية في الدفاع عن الغرب«. وأوضح »إنه ليس صراعا على الأرض، بل هو صراع أيديولوجي، صراع بين عقلانية الغرب الحر، وبربرية الإيديولوجيا الإسلامية؟«، على حد افترائه. ويقول حزب فيلدرز »إن هناك دولة فلسطينية مستقلة منذ عام 1946، وهي المملكة الأردنية، على الحكومة الهولندية أن تستخدم اسم فلسطين بدلًا من الأردن، ويجب نقل السفارة الهولندية في إسرائيل من بلدة »رامات جان« إلى القدس، عاصمة إسرائيل«، على حد زعمه. وأثارت تصريحات فيلدرز موجة غضب حادة في الأردن وبين الجالية الأردنية والعربية في هولندا؛ حيث أعربت السفارة الأردنية في لاهاي عن غضب بلادها، مشيرة إلى أن السفير الهولندي في الأردن سيتم استدعاؤه لطلب توضيحات حول هذه التصريحات. وحسبما ذكرت صحيفة »الوطن« السعودية، بعث وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الأردني والناطق الرسمي باسم الحكومة نبيل الشريف بطلب توضيح للحكومة الهولندية حول تصريحات زعيم ثالث الأحزاب الهولندية الفائزة في الانتخابات الأخيرة. ووصف الشريف تصريحات فيلدرز بأنها »ترديد وصدى صوت لليمين الإسرائيلي وفيلدرز يكرر كلاما كنعيق الغربان، وما يقوله لن ينال من عزيمة الأردن«، مشددا على أن الأردن بلد مستقر وآمن ويدعم القضية الفلسطينية وأن »أوهام إيجاد وطن بديل للفلسطينيين، ليست إلا خيالات مريضة في أذهان البعض«. والتزمت الحكومة الهولندية المؤقتة الصمت حيال تصريحات فيلدرز، فيما قال بعض الساسة إن التصريحات تكرس عدم وجوده في الحكومة الائتلافية المقبلة في طور التشكيل »فلا يمكن أن يوجد حزب في الحكومة له هذه الآراء المخربة لسياسة هولندا الخارجية«. من ناحية أخرى، دعا فيلدرز إلى منع تداول القرآن الكريم وحظر النقاب والحد من هجرة المسلمين إلى بلاده وإغلاق جميع المدارس الإسلامية. وحسبما ذكرت إذاعة هولندا العالمية، وصف هذا المتطرف، الحجاب ب »الخرقة البالية«، مضيفًا أنه لا يجب التعامل مع الإسلام مثل التعامل مع باقي الأديان الأخرى لأنه من وجهة نظره لا يمثل دينًا ولكنه مجرد »إيديولوجيا شمولية ترتكز على الهيمنة والعنف والقمع؟« على حد كذبه وافترائه. يذكر أن حزب »الحرية« بزعامة فيلدرز يشارك بشكل جدي في مفاوضات تشكيل الحكومة الهولندية. وكانت المواقف المتطرفة، لهذا الحزب اليميني الشعبوي، جعلت كثيرين من الهولنديين يستبعدون حتى وقت قريب أن يكون فيلدرز طرفًا جديًا في الحكم. لكن حزب الحرية حقق فوزاً كبيراً في انتخابات التاسع من جوان حيث ارتفع عدد مقاعده من تسعة إلى 24 من مجموع 150 مقعد، ليكون صاحب الفوز الأكبر، وثالث أكبر حزب في البرلمان الهولندي. من جانبه، استنكر سليم الزعنون رئيس الاتحاد البرلماني العربي، رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، بشدة، ما صدر عن فيلدرز، وأكد، في بيان صحافي، أن »هذه التصريحات العنصرية الحاقدة ما كان لها أن تصدر لولا التأثير الصهيوني المتغلل في تلك الجهات«. وطالب منظمة المؤتمر الإسلامي وجميع البرلمانات والهيئات الإسلامية والدولية المحايدة باستنكار هذه التصريحات وعمل اللازم من أجل وقف مثل هذه الهجمة المدروسة على الإسلام والمسلمين. وأكد أن الشعب الفلسطيني لا يقبل غير فلسطين وطناً له، وأن الأردن الدولة الشقيقة المستقلة ذات السيادة هي دولة للأردنيين الذين يدعمون أشقاءهم الفلسطينيين بحكم الجوار والنسب والتاريخ. وتابع الزعنون »أن هذه المحاولات هي لإيجاد الفرقة بين الدول العربية الشقيقة، وهي محاولاتٌ كذلك لزرع الفتنة التي ستؤدي بالمنطقة إلى عواقب وخيمة في الوقت الذي تبذل فيه الجهود من أجل إحلال السلام العادل والشامل في المنطقة على أساس عودة اللاجئين الفلسطينيين من جميع مناطق الشتات في البلاد الأخرى إلى فلسطين أرضهم وأرض آبائهم التي طردوا منها بالقوة الجبرية العسكرية، وإقامة دولتهم المستقلة ذات السيادة على ترابهم الوطني وعاصمتها القدس، وأنهم يصرون على عدم قبول أي بديل عن أرضهم وممتلكاتهم ويؤكدون استقلال وسيادة الدول التي تضم مؤقتا أبناء فلسطين الذين عانوا الكثير نتيجة تهجيرهم القسري عن أراضيهم وممتلكاتهم وينتظرون يوم العودة إليها«.