يرى النائب اليميني المتطرف غيرت فيلدرز (47 عامًا)، الّذي تبدأ محاكمته اليوم الاثنين بتهمة التّحريض على الكراهية العرقية والتّمييز ضدّ المسلمين، أنّ لديه رسالة هي مكافحة ''أسلمة'' هولندا. وقال فيلدرز، الّذي أخرج فيلم ''فتنة''.. ''نحن نجرؤ على التّصدي لموضوعات حسّاسة مثل الأسلمة، ونستخدم كلمات طبيعية وواضحة يستطيع الناخب الّذي يقرأ الجريدة أن يفهمها''. وقد بُثّ هذا الفيلم الّذي تبلغ مدّته 17 دقيقة في مارس 2008 على الأنترنت رغم اعتراض الحكومة الهولندية الّتي خشيت أن تثير الانتقادات الّتي تضمّنها للقرآن أزمة مشابهة لتلك الّتي أثارتها الرسوم الكاريكاتورية للنّبيّ محمّد في الدانمارك. ويقول فيلدرز المعروف بعباراته اللاذعة ''أنصاري هناك شخص واحد على الأقل يقول ما يفكّر فيه ملايين النّاس.. هذا ما أقوم به.. لقد ضاق النّاس ذرعًا بالحكومة والنُّخبة اليسارية الّتي لا تتحمّل مسؤولياتها''. ويريد فيلدرز، الّذي يطالب ب''وقف كامل'' للهجرة الوافدة من الدول الإسلامية وبحظر بناء المساجد، ترحيل الأجانب العاطلين عن العمل إلى بلدانهم الأصلية وسحب الجنسية الهولندية من أصحاب السوابق الّذين يحملون جنسية مزدوجة. ويزعم فيلدرز اليميني المتطرّف ''أريد الدفاع عن الحرية، الّتي اعتقد أنها ستختفي وتذوب مثل الثلج تحت أشعة الشمس في الوقت الّذي تترسّخ فيه الإيديولوجية الإسلامية أكثر وأكثر في هذا البلد.. إنّها فعلاً رسالة أدفع ثمنها باهظًا.. فمنذ سنوات لم أذق طعمًا للمتعة''. ويعيش فيلدرز في ظلّ حماية أمنية دائمة منذ 2006 إثر تعرّضه بانتظام لتهديدات بالقتل، حيث تقول السلطات الهولندية إنّه الرّجل الّذي يحظى بأكبر حماية في هولندا. ويسعَى فيلدرز حاليًا إلى التّعريف بنفسه على الساحة الدولية. فقد توجّه إلى لندن في مارس الماضي بعد أن أعيد في السابق من مطار هيثرو اللندني بعد أن اعتبرت الحكومة البريطانية أنّ أفكاره ''المتطرّفة'' تمثّل ''تهديدًا للأمن العام''. وفي 11 سبتمبر ألقى كلمة خلال تظاهرة في نيويورك ضدّ بناء مركز ثقافي إسلامي قرب موقع ''غراوند زيرو''. تجدر الإشارة إلى أنّ النائب المتطرف من مواليد فنلو (شرق). وتلقّى دراسته، الّتي تركّزت على الحماية الاجتماعية، في أمستردام قبل أن يعمل في مجلس التأمين الصحي بين العامين 1984 و.1988 انتسب إلى الحزب الليبرالي العام 1990، حيث كلّف الملفات الاجتماعية الاقتصادية وحرّر خاصة خطب الزعيم الليبرالي فريتس بولكنشتاين. ثمّ انتخب مستشارًا بلديًا في أوتريخت (وسط) العام 1997 ثم نائبًا العام .1998 وبسبب معارضته لعدد من مواقف الحزب الليبرالي وخاصة لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي انسحب فيلدرز من هذا الحزب العام .2004 ولخوض انتخابات 2006 التّشريعية أسّس حزب الحرية الّذي تمكّن من انتزاع تسعة مقاعد من أصل 150 في البرلمان. وفي انتخابات 9 جوان الماضي حصد حزبه 24 مقعدًا مسجّلاً أكبر تقدم له.