دخل ناشئوا فريق اتحاد بوفرة لكرة القدم تاريخ دورة كوكا كولا لكرة القدم بعد حصوله مؤخّرا على لقب الدولة الوطنية التي احتضنها ملعب زرالدة بمشاركة أكثر من 24 فريقا يمثّلون خيرة المدارس الكروية في الجزائر، تتقدّمهم مدرسة شبيبة القبائل ووفاق سطيف ومدرسة أكاديمية (سوناطراك) التي يشرف عليها التقني الجزائري توفيق قريشي· كريم مادي بالرغم من قوّة وخبرة والإمكانيات المادية للكثير من الأندية المشاركة، إلاّ أن لقب الدورة الوطنية عاد لفريق اتحاد بوفرة بفضل تلاحم لاعبيه والمستوى الرّاقي الذي قدّمه شبّان هذا الناّدي، حيث سرقوا الأضواء من بقّية الأندية وهذا باعتراف جميع التقنيين والمدرّبين ورؤساء الكثير من النّوادي الذي تابعوا هذه البطولة· ** اتحاد بوفرة والدروب الوعرة استطاع اتحاد بوفرة قطع العديد من المسالك الصعبة، فعند وصوله إلى منصّة التتويج لم يكن الطريق مفروشا بالورود، حيث استوجب عليه خوض العديد من المباريات، بدايتها كانت في التصفيات الجهوية الخاّصة بمنطقة البليدة، وبعد أن أن حلّ أوّلا شارك في دورة جهوية ضمّت العديد من أندية منطقة الوسط واستطاع مرّة ثانية انتزاع لقبها، الأمر الذي مكّنه من التأهّل إلى المرحلة النّهائية، إلى جانب أبطال المناطق الأخرى للجزائر· ** عشر مباريات دون خسارة في الدورة النّهائية بزرالدة خاض فريق اتحاد بوفرة على مدار خمسة أيّام بمدينة زرالدة عشر مباريات، بمعدّل مبارتين في اليوم الواحد· ورغم كثافة البرنامج إلاّ أن أشبال المدرّب مرزاق بقالم استطاعوا أن يقهروا منافسيهم، البعض في الوقت القانوني والبعض الآخر بضربات الجزاء، ليتوّجوا في نهاية المطاف بالدورة الوطنية التي ستمكّنهم من تمثيل الجزائر في دورة تشيلسي بلندن في الفترة ما بين الرّابع والثامن عشر من أوت المقبل، علما أن هذه الدورة يشارك فيها 24 فريقا يمثّلون 24 بلدا من خيرة المدارس الكروية في العالم· ** قهر القبائل في ربع النّهائي وحيدرة في المربّع الذهبي والعلمة في النّهائي بعد تمكّن اتحاد بوفرة من تجاوز الدور الأوّل بنجاح دون خسارة وبنتائج مذهلة، اصطدم في الدور ربع النّهائي بفريق شبيبة القبائل· ورغم قوّة هذا الفريق الذي لم يذق هو الآخر طعم الخسارة في دور المجموعات، إلاّ أن الغلبة كانت لشبّان اتحاد بوفرة· فبالرغم من حضور الرجل الأوّل للفريق القبائلي موح شريف حنّاشي الذي وعد لاعبيه بمبالغ مالية قد تضاهي المبالغ التي تمنح للاعبي الأكابر في حال تتويجهم بلقب الدورة، وبالتالي المشاركة في دورة تشيلسي الدولية، لكن إرادة وقوّة وطموح لاعبي اتحاد بوفرة مكّنتهم من وضع حدّ لطموحات الفريق القبائلي ورئيسه موح شريف حنّاشي، وتمكّنوا من إنهاء المباراة لمصلحتهم بضربات الجزاء بعد انتهاء الوقت القانوني بدون أهداف· وعلى ذكر هذه المباراة فقد تمّ تصنيفها كواحدة من أحسن مباريات الدورة، حيث حفلت بلمحات كروية جميلة قد لا نشاهد مثلها حتى عند مباريات فرق الرّابطة المحترفة الأولى، الأمر الذي جعل الجمهور الغفير الذي تابع المباراة يتجاوب مع الأداء الرّاقي للاّعبين· فحتى وإن خرج الفريق القبائلي من الدورة على يد اتحاد بوفرة، إلاّ أنه والحقّ يقال كان يستحقّ هو الآخر التأهّل كون لاعبيه قدّموا ما عليهم، لكن اصطدامهم بلاعبي فريق لم يحسب له من قبل أيّ حساب دفعوا ثمنه غاليا في ضربات الجزاء التي ابتسمت لفريق اسمه اتحاد بوفرة· ** أمام مدرسة "سوناطراك"·· اتحاد بوفرة فرجة ومتعة ستبقى المباراة التي خاضها فريق اتحاد بوفرة في الدور نصف النّهائي أمام مدرسة (سوناطراك) بحيدرة، والتي يشرف عليها التقني الجزائري توفيق قريشي، عالقة دون شك في أذهان هذا الأخير وكلّ من حاول أن تكون تأشيرة النّهائي لمصلحة مدرسة فريق حيدرة، لكن هيهات وهيهات· حيث لقّن شبّان اتحاد بوفرة درسا في الواقعية واللّعب الجميل لنظرائهم في فريق مدرسة (سوناطراك)، فرغم الفارق الكبير في الإمكانيات إلاّ أنه فوق الميدان ظهر العكس· فأداء اتحاد بوفرة كان واضحا، ولولا الانحياز الفاضح لحكَم المباراة لمصلحة فريق مدرسة (سوناطراك) لكانت النتيجة أكثر من هدف واحد، حيث استعمل الجميع حتى الوسائل المحرّمة في عالم الكرة كي لا يبلغ فريق مدرسة (سوناطراك) المباراة النّهاية، لكن إرادة شبّان اتحاد بوفرة كانت أقوى ومكّنتهم من إنهاء اللّقاء لمصلحتهم بهدف يتيم لكن وزنه كان من ذهب أهّلهم لبلوغ النّهائي أمام مولودية العلمة· ** ضربات الجزاء تبتسم ثانية لاتحاد بوفرة في النّهائي أمام العلمة جمعت المباراة النّهائية بين اتحاد بوفرة ومولودية العلمة بحضور العديد من الشخصيات الكروية في الجزائري، يتقدّمهم الرجل الأوّل في (الفاف) الحاج محمد روراوة ورئيس الرّابطة الوطنية المحترفة محمد مشرارة، إضافة إلى الجمهور الغفير الذي قدم إلى ملعب زرالدة للتمتّع بفنّيات لاعبي فريق اتحاد بوفرة· بالرغم من السيطرة التي فرضها لاعبو اتحاد بوفرة على نظرائهم العلميين طيلة أطوار اللّقاء، إلاّ أن جميع محاولاتهم اصطدمت بدفاع قوي وحارس رائع، لتنتهي المباراة بدون فائز· ليلجأ الفريقان إلى ضربات الجزاء التي ابتسمت لفريق اتحاد بوفرة ولتكلّل مجهودات لاعبي هذا الفريق بالنّجاح، وبالتالي لم يذهب العمل الكبير الذي قام به المدرّب مرزاق بقالم سدا، وكم كانت فرحة اللاّعبين ومدرّبهم كبيرة بعد منحهم الكأس الغالية من يدي رئيس الاتحادية محمد روراوة· ليلعن رسميا فريق اتحاد بوفرة ممثّلا للجزائر في الدورة الدولية التي ستقام كما سبقت الإشارة إليه مطلع شهر أوت بالعاصمة الإنجليزية لندن، علما أن هذه الدورة ينظّمها فريق نادي تشيلسي برعاية المؤسسة العالمية لمشروبات كوكا كولا·