لا يستغني الكثير من المواطنين في هذه الأيام الحارة عن المكيِّف الهوائي، سواء في المنزل أو في أماكن العمل أو في السيارة، إلى درجة أن كثيرين يتهربون من الأماكن المغلقة التي لا تحتوي على مكيفات هوائية، ويجدون أنفسهم عاجزين عن تحمل التواجد فيها، وهو ما ضاعف خلال السنوات الأخيرة من اقتناء العائلات الجزائرية للمكيفات الهوائية بمختلف أنواعها وأشكالها، خاصة بالنسبة لمن يتوفرون على إمكانية الشراء بالتقسيط، إلى درجة أن بعض المنازل تستعين بمكيفين هوائيين أحيانا، حسب حاجة أفراد الأسرة، لوضعها بكل غرفة. ومع الأهمية التي يوليها المواطنون في العادة للمكيِّف الهوائي، خاصة في فصل الصيف والأيام التي تشهد ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة، فإن ذلك لم يمنع عددا من الأطباء والأخصائيين، من رفع جرس الإنذار، والتحسيس بما للمكيف الهوائي من مخاطر كبيرة على الصحة، سواء على الكبار او الصغار، داعين المواطنين إلى ترشيد استعماله، واختيار أوقات محددة لذلك، وعدم الإفراط في تشغيله طيلة اليوم، حيث يؤكد المختصون أن المكيفات الهوائية، تؤثر على الجهاز التنفسي فهي تهيجه، ما يتسبب بإحداث نوع من التحسس في الجهاز التنفسي العلوي، قد يكون على شكل زكام او عطاس او التهاب فيروسي او صداع او حكة في الأنف. كما أن زيادة التعرض لهواء المكيفات يمكن أن يسبب نوبات ربوية او يزيد من حدة المرض عند الأشخاص الذين يعانون منه، في حين أن المكيفات نفسها ومع التغيرات الحاصلة في درجة الحرارة يمكن أن تؤدي إلى نمو فطريات معينة فيها لها دورها هي الأخرى في إصابة الجهاز التنفسي بالتحسس لأشخاص غير مصابين من قبل بهذا المرض. ويشير معظم الباحثين في هذا المجال، إلى أن زيادة ردة فعل الجهاز التنفسي وحساسيته مرتبطة بدرجة برودة المكيف وبالقرب المكاني من جهاز التكييف، وخصوصا في السيارة لقرب المسافة بين المكيف والشخص الجالس، ولأن هواءه يصبح في وضع مواز تماما لمنطقة الصدر، وهو ما يحتم على المواطنين استعمال المكيف بدرجة حرارة مقبولة أي "ربيعية" ولفترة محددة من الزمن مع تجنب النوم تحت تأثير هوائه، ما يجعل تكرار التعرض لهواء المكيف بعد فترة من الزمن يتسبب بحدوث التهاب "الروماتيزم" عند الأشخاص لأول مرة، ويمكن أن يضاعف الحالة عند الأشخاص المصابين به أصلا. ولذلك يُنصح المواطنون عند تشغيلهم للمكيف او المروحة أن يكون اتجاه الهواء دائريا لا أفقيا وموجها، إضافة إلى تجنب النوم تحت تأثير هوائه، لأن جسم الإنسان يكون تأثره بهذه الحالة أكثر لأنه وهو نائم لا يستطيع أن (يُكيف) نفسه مع درجة الحرارة القائمة، كما لا يستطيع الإنسان أن يغطي جسمه إذا برد، وهنا يكون التأثير على المفاصل والعضلات اكبر، والعكس حينما يكون مستيقظا، لأنه يستطيع حماية جسمه.