تنتعش تجارة المكيّفات الهوائية خلال فصل الصيف بشكل ملحوظ، إلى درجة أن بعض التجار أجزموا لنا أنه طوال الفصل لا يسوق منتوجا كهرومنزليا آخر بقدر تسويق المكيف الهوائي، وهو الأمر الذي يزيد سعره بحوالي 20 بالمائة.. مع الإشارة إلى أن ذروة البيع تسجل خلال شهر جويلية. في جولة استطلاعية قادت "المساء" إلى سوق الحميز بشرق العاصمة، وهو أكبر سوق للأجهزة الكهرومنزلية بولاية الجزائر وضواحيها، اتضح لنا أن السوق الوطنية تعرض لزبائنها كل ما يحتاجه المواطن في حياته اليومية، وحسب الحاجة والفصل والموسم أيضا.. فكما للموسم الشتوي احتياجاته وللموسم الدراسي مستلزماته ولشهر الصيام متطلباته، لفصل الصيف أيضا أحكامه، يعلق حكيم تاجر بالسوق، الذي قال » يزداد الطلب على المكيف الهوائي خلال فصل الصيف بسبب درجات الحرارة المرتفعة، وإذا بدأت هذه الأخيرة بالانخفاض مع قدوم الخريف تتجه الأنظار نحو مستلزمات أخرى«. وبما أن السوق الجزائرية حاليا تزخر بمختلف السلع الجيدة وأخرى أقل جودة وبأسعار تناسب جميع المداخيل، فإن كل ما يحتاجه المواطن تقريبا، حتى ما يصنف ضمن الكماليات، أصبح ضرورة اليوم بفضل انفتاح السوق وتماشيها مع الاحتياجات الموسمية. أحد المواطنين صادفناه بأحد المتاجر يسأل عن علامة معينة من المكيفات الهوائية، حدثنا يقول أن هذا الجهاز الكهرومنزلي بدأت الحاجة إليه تكثر مع تسجيل ارتفاعات في درجة حرارة الأرض بداية القرن الحالي، ومع الانفتاح الكبير للسوق الوطنية على الاقتصاد العالمي، أصبح بالإمكان اقتناء الكماليات بصيغة التقسيط، لذلك فإن المكيف الذي يمنح الإحساس بلطافة الجو الداخلي في ظل الارتفاع القياسي لدرجات الحرارة خارجا والخمول التام الذي يعترينا إثره، فإنه أصبح حاليا من الضروريات الواجب توفرها في البيت على غرار السيارة والنقال وأشياء أخرى كثيرة. وبالمثل، رد رب أسرة التقيناه رفقة زوجته وابنتهما ذات الأربع سنوات، حين سألناه عما إذا كان يرى المكيف الهوائي ضرورة، بما انه كان يسأل عن أسعاره، فقال انه سيشتريه بسبب ابنته التي جافى النوم عينيها ليلا بسبب الحرارة، فيما قالت زوجته أن المكيف أصبح حاليا من الضروريات الواجب توفيرها في المنزل بسبب الغبار وتلوث البيئة عموما. وأردفت تقول: »إننا نقتطع من ميزانية الأسرة ونقسّط في المصاريف اليومية لشراء حاجيات نراها ضرورية.. لقد طفنا على دكاكين كثيرة لنرى أيها الأقرب إلى تطلّعنا ولو كان مكيّفا صغيرا بصغر ميزانيتنا". وعلى طول حافتي سوق الحميز، اصطفت المئات من الأجهزة الكهرومنزلية أمام المحلات التجارية، وكانت المكيفات باختلاف علاماتها على الواجهة، ولما سألنا عن السبب قال احد الباعة أن ذلك خطة تسويقية، والمعنى أن تزايد الطلب على هذا الجهاز الكهرومنزلي يجعل التاجر يقدمه على بقية الأجهزة لجلب أنظار الزبائن، فيما اجزم تاجر آخر أن المداخيل الناتجة عن بيع المكيف تزيد خلال أشهر الصيف الثلاثة بحوالي 20 بالمائة، وليس مرد ذلك ارتفاع الطلب وإنما لجوء الموّرد أو المصنع إلى مضاعفة الأسعار لان الحاجة موسمية والتجارة تتحيّن مثل هذه الفرص. واعتبر تاجر آخر أن ارتفاع أسعار البترول كان له الأثر البالغ على تذبذب أسعار بقية السلع سواء الاستهلاكية على غرار أسعار الحبوب وغبرة الحليب أو حتى المعادن الثمينة أو الأجهزة الالكترونية والكهرومنزلية، إلا أن هذا لم يمنع المواطنين من اقتناء ما أصبح حاليا يصنف ضمن "الضروريات" مثل الثلاجات والطباخات، وأكثر من ذلك المكيفات الهوائية، والمشترون أنواع، فهناك من يبحث عن الجودة التي تفوق أسعارها أحيانا سقف الأربعين ألف دينار وهناك من يبحث عمّا يناسب جيبه، والمهم بالنسبة إليه هو إيجاد ما يبحث عنه في الوقت الذي يحتاجه لا غير. ومثلما يوفر المكيف الهوائي جوا منعشا وبرودة يختفي معها "الناموس"، فإن المروحيات تحدث جوا أقل لطافة ولكن استعمالها مقبول إذا ما قورنت بالحرارة التي تتصبب معها الأبدان عرقا وتصيب بالخمول المزمن.. الطلب يزداد هو الآخر عن هذه المروحيات بشكل ملحوظ نظرا لأسعارها المعقولة بالمقارنة مع المكيّف.. وكل حسب مقدوره. للإشارة، فإن سوق المكيف الهوائي يبدأ نهاية شهر ماي ويشهد ذروته خلال شهر جويلية، حيث تسوق المئات منه في اليوم الواحد، حسب الشهادات، ثم يبدأ سوقه في التراجع بداية سبتمبر تاركا المجال للمدافئ و"الطابونات" ضروريات فصل البرد والصقيع.