قبل سنوات قليلة لم تكن عديد من الأسر الجزائرية تخمن مطلقا في اقتناء مكيفات هوائية لتلطيف جو البيت والهروب من عناء صيف الجزائر الحار وجوها الساخن، لكن بدت في السنوات الأخيرة توابع المكيفات الهوائية تبرز على جدران المنازل و بعض المحلات منافسة للهوائيات المقعرة، حيث لجأت كثير من الأسر إلى الإقبال على تركيب هذه الأجهزة واقتنائها خاصة في ظل وجود تسهيلات يوفرها بعض الباعة عن طريق تعاملهم بالبيع بالتقسيط. جزائريون لم يجدوا من منفذ للهروب من حر الصيف أو بدعوى ما قد يتنظرهم في شهر رمضان ومن أجل الصيام في راحة وفي جو مكيف سوى التوجه إلى شراء واقتناء المكيفات الهوائية بأنواعها المختلفة عن طريق الشراء بالدفع أو بالتقسيط، ثقافة المكيفات الهوائية أو ما يعرف لدى الجزائريين ب"البراد" وجدت سبيلا لها داخل البيوت الجزائرية خاصة مع وجود وفرة في أنواعها بسبب تعدد الشركات المنتجة لها سواءا المحلية أو العالمية ما خلق شكلا من أشكال المنافسة تسبب في خفض نسبي في أسعارها التي لا تزال عالية نوعا ما على ذوي الدخل الميسور والمتوسط لعديد من الأسر، جولة قادت "الأمة العربية" إلى بعض محلات "الحميز" مركز بيع المقتنيات الإلكترو منزلية بقصد الاطلاع عن كثب على هذه الظاهرة، سوق مكتظ بعشرات المتبضعين من الأسر العاصمية وحتى من الولايات المجاورة بومرداس وحتى البويرة والبليدة عائلات جاءت إلى هنا للاقتناء أو الاطلاع على أسعار المكيفات الهوائية، البضاعة الأكثر رواجا بحسب محدثنا "عبد الباقي" وهو أحد أصحاب محلات بيع بالجملة للمواد الكهرو منزلية، حيث كشف لنا بأن إقبال الأسر الجزائرية هذه السنة تحديدا على اقتناء مختلف أنواع المكيفات الهوائية وأحجامها وطاقتها، دفع بالباعة إلى زيادة حجم مخزوناتهم منها بقصد تلبية مختلف الطلبات المتزايدة والمتنوعة. وأضاف إن انخفاض أسعار المكيفات بأزيد من 75 بالمائة خلال أزيد من سنتين لتتراوح أسعارها بين 25 ألف و 55 ألف دينار، ومع وجود سبل لاقتنائها عن طريق البيع بالتقسيط على مدى سنتين بمبالغ تتراوح بين ال 1500 و 2000 دينار، وهذا ما ساعد متوسطي الدخل للحاق بركب المقبلين على ثقافة "البراد". السيد "جمال راجم" موظف ورب أسرة التقينا به مع أسرته الصغيرة بالحميز في أحد المحلات والذي جاءها خصيصا بقصد شراء هذا جهاز من النوع المتوسط حيث أكد لنا بأن انخفاض أسعار أجهزة التبريد مقارنة بالسنوات الماضية، وارتفاع درجات الحرارة في العام الحالي وتزامن فصل الصيف مع شهر رمضان مع إلحاح زوجتي بضرورة شراء المكيف جرني إلى الحميز خاصة وإن هذا المحل يبيعها عن طريق التقسيط وهذا ما شجعني كثيرا. ومن جانبه كشف لنا أحد الباعة أن توفر نوع جديد من الأجهزة الخفيفة الوزن والسريعة التركيب زيادة على أن أسعارها زهيدة مقارنة بأخرى حيث لا تتجاوز 16 ألف دينار دفع بعديد من المواطنين إلى اقتنائها خاصة من أصحاب المحلات، هذا الذي كشفه لنا "مجيد" والذي جاء بقصد شراء هذا النوع من الأجهزة من أجل محله "الهاتف العمومي" حيث قال إن جلوسي لساعات طويلة داخل المحل دفعني لشراء هذا الجهاز العملي خاصة وأن هناك تنافسا بين مختلف المحلات بقصد جلب الزبائن بتوفير شروط الراحة والكمالية. أما "علي. ي" وهو تقني سام ميكانيكا التبريد خريج معهد "ليتام" والذي يعمل في مجال تركيب أجهزة التبريد وإصلاحها كشف لنا بأن عمله قد ازدهر هذا العام خاصة مع إقبال الجزائريين ومختلف المؤسسات وحتى المساجد على اقتناء أجهزة التبريد التي أصبحت موضة وثقافة لدى الجزائريين، وقال ولكن للأسف أ عديد الأسر لا تجيد استعماله ولا حتى المحافظة عليه، حيث تتركه يشتغل لساعات طويلة كما أن أغلبها لا يقوم بصيانة دورية له ومع الانقطاعات المتكرر للكهرباء وتوافر منتوجات مقلدة من المكيفات الهوائية قادمة من دول جنوب شرق آسيا وتحت أسماء ماركات عالمية ومع انقطاعات الكهرباء المتكررة التي تشهدها العاصمة يعرضها للعطب، وأضاف محدثنا حتى أني غدوت أركب أجهزة التبريد حتى في بعض البيوت القصديرية، هذا الواقع هو ما طالعناه في عديد الأحياء القصديرية في الحراش، السمار، رغاية... وحتى بالضفة الخضراء بباتو كاسي حيث أن إحدى جولاتنا قادتنا للاطلاع على بيت قصديري يبعد بضعة أمتار عن شاطئ البحر يمتلك جهاز تبريد من النوع الجيد. كما أن حديثنا مع عديد الزبائن بالحميز المقبيلين على إقتناء المكيفات الهوائية هو تأكيدهم لنا بأن تزامن حلول شهر رمضان مع نهاية شهر أوت الذي يعرف بارتفاع درجة الحر فيه ببلادنا، فضلوا اقتناء أجهزة التكييف التي تمنح الإحساس بلطافة الجو الداخلي في ظل الارتفاع القياسي لدرجات الحرارة خارجا، وحتى لا يصابون بالإرهاق والخمول في أيام صيامهم . ظاهرة أخرى لفتت انتباهنا بالحميز هي قيام عديد الأسر بالإقبال على شراء الثلاجات من أجل الاستعداد، حيث أكد أحد أصحاب المحلات بأن الأسر الجزائرية تقبل على هذه الأيام أيضا على شراء أجهزة التبريد "الثلاجات"، وهذا في إطار استعداداتها الكاملة للشهر الكريم الذي يتزامن مع فصل الصيف حيث أن عددا من الأسر وبقصد الحفظ الجيد للأغذية والأطعمة والمواد التي يستفاد منها في هذا الشهر الكريم، والتي تتطلب الحفظ الجيد خاصة من المشروبات وبعض المواد السهلة التلف كاللحم، كشف لنا محدثنا أن الأسر غذت تلجأ للثلاجات ذات السعة الكبيرة مهما كان الثمن في بعض الحالات خصوصا مع وجود بعض المحلات التي تتعامل بالتقسيط، كاشفا لنا أن متوسط سعر الثلاجة الواحدة بتوراوح بين 4 و 6 ملايين سنتيم.