أضحت المكيّفات الهوائية من الضروريات التي لا غنى عنها، وهي تشهد إقبالا مكثفًا من مواطني أم البواقي في فصل الصيف، وبالتالي لم تعد حكرًا على فئة دون أخرى.. حيث بات التكييف المنزلي أو في الفضاءات العامّة مثل المقاهي والمطاعم وقاعات التسلية والترفيه ضرورة ملحة وليس مجرد رفاهية تتسبب المكيفات الهوائية في إثقال كاهل مقتنيها من المواطنين، خاصة ذوي الدخل المحدود، لغلاء أسعارها وتكاليف تركيبها وصيانتها من جهة.. وتسببها أيضًا في زيادة فاتورة استهلاك الطاقة الكهربائية من جهة أخرى. ومع ذلك وفي ظل هذا الصيف الحارق لكل شيء، حتى جيوب المواطنين، فإنه لا بديل عن المكيف الهوائي طلبًا لبعض الإنتعاش والبرودة ولو كانت اصطناعية. زارت ”الفجر” بعض محلات بيع المواد الكهرومنزلية في مدن ولاية أم البواقي قصد الإطلاع على حركية بيع المكيفات الهوائية ومدى الإقبال عليها من طرف المواطنين.. يقول الصادق، صاحب محل لبيع المواد الكهرومنزلية بعين مليلة: ”فصل الصيف يشهد انتعاشًا كبيرًا في بيع المكيفات الهوائية بمختلف أنواعها وأحجامها، رغم أن أقل سعر لمكيف هوائي لا يقل عن المليوني سنتيم، ولكن مع ذلك فالمواطنون يقبلون بكثافة على شراء هذه الأجهزة التي صارت شبه ضرورية في مثل هذه الظروف الطبيعية الصعبة”، ثم يضيف قائلا: ”منذ سنوات قليلة، كان الناس يقتنون المروحيات الهوائيات لتوفرها بكثرة ولأسعارها المعقولة، خاصة بالنسبة لأصحاب الدخل الضعيف، أما الآن فالجميع على ما أعتقد - مع استثناءات قليلة - أضحى يمتلك مكيفات هوائية بسبب لجوء التجار إلى البيع بالتقسيط. المكيفات للأغنياء والمراوح للفقراء رغم غزو المكيفات الهوائية بشكل كبير لأسواق ولاية أم البواقي وانتشارها على أسطح و واجهات المنازل والعمارات، إلا أن هناك من الناس من لم يسعفه المال في ”التقلش” بالكليماتيزور لغلاء سعره ومحدودية دخلهم، ليضطروا إلى اقتناء المروحات الهوائية.. أحسن من لا شيء. يقول الهامل، بائع المواد الكهرومنزلية بعين الفكرون:”أنا متخصص في بيع المروحيات الهوائيات فقط بكل أنواعها وأحجامها، وذلك لأن زبائني يطلبونها بكثرة بسبب رخص أسعارها رغم أنها في ظل الإرتفاع الكبير لدرجات الحرارة خلال هذا الصيف، لا تسمن ولا تغني من جوع”. أما الخوثي، من عين الفكرون، فيقول: ”أنا إنسان زوالي، الدورو الذي يأتي أصرفه والرزق على الله، و طالما أنني أتمكن من إطعام أبنائي وتلبية حاجياتهم الضرورية فأحمد الله وأشكره، أما فيما يخص المكيفات الهوائية فأنا أسمع بها فقط فهي أجهزة لها أصحابها، وأنا أعرف المروحات الهوائية لأنها رخيصة الثمن و غير ضارة أو مسببة للأمراض كما هو شائع عن المكيفات الهوائية. المكيفات الهوائية تستهلك طاقة كهربائية كبيرة بعض المواطنين الذين اقتنوا، مؤخرًا، مكيفات هوائية طرحوا استفهامات عدّة حول كلفة استهلاكها للطاقة الكهربائية؟ وفي هذا الغرض أفادنا مسؤول محلي بشركة سونلغاز لعين مليلة قائلا: ”شركة سونلغاز تسعى بجهود حثيثة، ومنذ سنوات، إلى الحدّ من الإستعمال المفرط للطاقة الكهربائية من خلال التجهيزات الكهربائية المنزلية، ومنها المكيفات الهوائية المستوردة والمزودة بخاصية الإستهلاك العقلاني للكهرباء، و ذلك وفقًا لشروط محددة، ولكن رغم ذلك ففي سنة 2007 حدثت مشكلة عويصة عندما انقطع التيار الكهربائي فجأة عن كامل مدينة عين مليلة بسبب الحرارة الكبيرة والإستهلاك الواسع والموحد للطاقة الكهربائية من طرف المواطنين الذين يملكون مكيفات هوائية. مكيّف هوائي واحد لكلّ عشرين مواطنا بأم البواقي حسب مصادر محلية موثوقة، فإن عدد مكيفات الهواء بولاية أم البواقي هو في ارتفاع مضاعف منذ سنة 2003، ليصل ذروته خلال النصف الأول من السنة الجارية، وذلك وفقًا لحركية بيع المكيفات الهوائية وأن مؤشرات تطوّر عدد المكيفات الهوائية سنويًا كان في حدود 50 بالمائة. ومنه فإن نسبة توزيع المكيّفات الهوائية - حسب نفس المصادر - تكون بمعدّل مكيّف هوائي واحد لكلّ عشرين مواطنا بولاية أم البواقي. وقد صرّح مصدر محلي مسؤول من المديرية الولائية للتجارة بأم البواقي، أنه يدخل إلى السوق المحلية سنويا 20 ألف مكيفّ هوائي، وأن نسبة بيعها خلال فصل الصيف تفوق ال80 بالمائة، خاصة بعين مليلة وعين الفكرون.