أجّلت محكمة الجنايات بمجلس قضاء البليدة أمس النّظر في قضية عناصر شبكة دعم وإسناد للجماعات الإرهابية التي تنشط على مستوى إقليم كلّ من ولايتي عين الدفلى والبليدة، والمتكوّنة من ثلاثة عشر متّهما، بعد أن أنكر كلّ واحد منهم التّهم المنسوبة إليه لدى مثولهم أمام هيئة محكمة الجنايات. تعود تفاصيل القضية إلى ورود معلومات إلى مصالح الضبطية القضائية مفادها وجود شبكة دعم وإسناد للجماعات الإرهابية تنشط في ولايتي البليدة وعين الدفلى، وتبيهن من خلال التحرّيات أن المسمّى »ك.ج« كان على اتّصال مباشر ومستمرّ بالإرهابي المدعو »ف.ب« النّشط ضمن الجماعات المسلّحة بعين الدفلى، عن طريق الهاتف النقّال. وكان هذا الأخير يكلّف المتّهم »ك.ج« بمهام الإعداد لعمليات الاختطاف التي تستهدف الأثرياء في المنطقة وطلب الفدية منهم، كما كلّفه بمهمة البحث عن طبيبة من أجل تقديم الإسعافات الأوّلية للعناصر الإرهابية التي تتعرّض للإصابات المختلفة، وطلب منه أيضا البحث عن سيّارة لكي يستعملها في اختطاف أحد الأثرياء. وقد خصّص له الإرهابي »ق« راتبا شهريا قدره 30 ألف دج والتقاه خلال شهر جانفي من سنة 2009 في منطقة »سي بن مصابيح« ببلدية جندل وكان رفقة 6 إرهابيين آخرين، أين منحه مبلغ 40 ألف دج، ووعده في نفس الوقت بمنحه مبالغ مالية معتبرة بعد نجاح عمليات الاختطاف والحصول على الفدية. وتبيّن أيضا من خلال عمليات التحرّي المدقّقة أن الأخوين »أ. ن« و»أ. ب« ينشطان ضمن جماعات الدّعم والإسناد، حيث التقيا بالإرهابي المذكور ومنحهما خمسة أقراص مضغوطة تتضمّن مشاهد قتالية للجماعات المسلّحة بالجزائر، عارضا عليه فكرة الالتحاق بمعاقل الإرهاب، وأسند للمسمّى »أ.م« مهمّة مراقبة حواجز الأمن الوطني واستفسره عن الرّعايا الصينيين الموجودين في قاعدة المياه في خميس مليانة وعين السلطان، وذلك من أجل التحضير لهجوم إرهابي يستهدف القاعدة، لتتمكّن عناصر الأمن بعدها من تحديد هوية متّهمين آخرين يدعى أحدهما »ب.ط« وابن عمّه واللذين يعملان كحارسين ليليين في إحدى المزارع، وكانا على اتّصال دائم بالإرهابي »ق«ر الذي طلب منهما دعم الجماعات الإرهابية من خلال مساعدة جماعته في اختطاف أحد الفلاحين ووعد بمنحهما مبلغ 60 مليون سنتيم بعد حصوله على الفدية. وأكّدت عملية التحقيق أن مزارعين قدّما له مبالغ مالية، حيث دفع الأوّل مبلغا ماليا قدره 300 مليون سنتيم والآخر مبلغا قدره 150 مليون سنيتم. وأمام إنكار المتّهمين لما نُسب إليهم من تهم، أجّلت هيئة المحكمة النّطق بالحكم والنّظر في القضية.