قوانين جديدة تخص الشركات المنتجة أوروبا تتصارع على اللقاح قرر الاتحاد الأوروبي منع الشركات المنتجة للقاحات المضادة لفيروس كورونا من تصدير اللقاحات إلى خارج دولة بدون ترخيص مسبق بينما حذرت منظمة الصحة العالمية من صراع دولي على إمدادات اللقاح. ق. د/وكالات قال فلاديس دومبروفسكيس نائب رئيس المفوضية الأوروبية إن الغاية من هذا القرار هي تأمين العدد الكافي من اللقاحات لمواطني دول الاتحاد الأوروبي مطالبا شركات صناعة الأدوية باحترام الجداول الزمنية لتسليم اللقاحات. وأعلنت المفوضية الأوروبية أن سفراء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وافقوا على اقتراح المفوضية وضع خريطة جديدة للمناطق الأكثر تضررا من الفيروس وفرض قيود أكثر تشددا على التنقل في هذه المناطق. وتأتي هذه التوصيات غير الملزمة لمواجهة النسخ المتحورة من الفيروس مع تجنب إغلاق الحدود أو فرض حظر عام على السفر. التحرك الأوروبي غير المسبوق يأتي كرد على إعلان الشركة البريطانية السويدية تأخر حصول الاتحاد على حصته من جرعات اللقاح وكان من المتوقع أن تصل 80 مليون جرعة بحلول نهاية مارس إلا أن الشركة قالت إنها لن توفر سوى 25 مليونا بحلول هذا الموعد. تبرر أسترازينيكا هذا التأخير بمشاكل في الإنتاج وهو ما لم يقنع قادة الاتحاد الذين يتابعون كيف تسير المملكة المتحدة بسرعة قصوى في برنامج التطعيم والذي بلغ حاليا حجمه 10 بالمائة من المواطنين (7.5 ملايين شخص) في حين لم تصل نسب التطعيم بدول الاتحاد سوى 5 بالمائة في أفضل الأحوال. *ما أسباب الغضب الأوروبي؟ يمكن إيجاز أسباب الغضب الأوروبي من أسترازينيكا ومن خلفها المملكة المتحدة في 4 أسباب أولها في كون التكتل الأوروبي يقول إنه أدى الأموال مقدما للشركة حتى تتمكن من تعزيز طاقتها الإنتاجية ولتجنب كل أنواع الصعاب في الإمداد باللقاح حيث استثمر 350 مليون دولار تقريبا في لقاح الشركة للحصول على 100 مليون جرعة بالربع الأول من العام الحالي. أما السبب الثاني فهو سياسي نفسي حيث تسود حالة من الغضب بين الدول الأوروبية وهم يشاهدون كيف أن المملكة المتحدة -التي انفصلت عنهم- تتوفر على جرعات كافية من اللقاحات ويعتبر الأوروبيون أن بريطانيا تحصل على معاملة تفضيلية من شركات اللقاح مقارنة ببقية دول الاتحاد. وهذا ما عبرت عنه مسؤولة الصحة بالاتحاد ستيلا كيرياكيدس التي رفضت منطق من يصل أولا تتم خدمته أولا معتبرة أن المنطق يمكن تطبيقه في بقالة الحي وليس عندما يتم التعامل مع اللقاح وذلك للرد على أسترازينيكا التي بررت تقديمها اللقاح أولا للمملكة المتحدة بكون الأخيرة وقعت عقد شراء اللقاح قبل الأوروبيين ب 3 أشهر. والسبب الثالث هو حالة الاحتقان والضغط الشعبي لدى دول الاتحاد حيث يظهر العاجز حتى الآن عن تأمين الاحتياجات من اللقاح مما يعني التأخر في تحقيق المناعة الجماعية وهو ما يشكل ضربة جديدة لصورة الاتحاد باعتباره مؤسسة تأسست لتحقيق الأفضل للأوروبيين. وأخيرا تراود الأوروبيين الكثير من الشكوك حول أن اللقاحات -التي يتم تصنيعها داخل أراضيهم وخصوصا في بلجيكا- يتم توجيهها لبريطانيا على حساب بقية الدول الأوروبية وهو ما دفعهم لإيفاد لجنة تحقيق خاصة لمصنع اللقاحات قرب العاصمة بروكسل لمعرفة إن كانت هناك فعلا مشاكل في الإنتاج أم أن كل الجرعات يتم توجيهها لبريطانيا. وأوصت دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة الجمعة بتشديد قيود السفر بما في ذلك عدم القيام برحلات السفر غير الضرورية من وإلى المناطق التي ترتفع فيها معدلات الإصابة بفيروس كورونا. وأعلن رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس إغلاق بلاده لحدودها بدءا من الأحد أمام الرحلات الآتية من الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وكذلك حظر سفر الفرنسيين والمقيمين من فرنسا إلى دول غير أوروبية ما لم يكن هناك مسوّغا قاهرا . فيما أغلقت المملكة المتحدة حدودها أمام الوافدين من الإمارات وبوروندي ورواندا بهدف منع وصول النسخ المتحورة من الفيروس. وأكدت بريطانيا تسجيل أكثر من ثلاثة ملايين و772 ألف إصابة وأكثر من مئة ألف وفاة أما ألمانيا فسجلت أكثر من 14 ألف إصابة جديدة في يوم واحد فيما تجاوز عدد الوفيات الكلي 56 ألفا. وفي فرنسا تجاوزت حالات الإصابة حاجز الثلاثة ملايين وبلغت الوفيات أكثر من 74 ألفا كما سجلت بلجيكا أعلى معدل للوفيات نسبة لعدد السكان في أوروبا حيث بلغ 181 وفاة لكل مئة ألف نسمة. وتسبب فيروس كورونا المستجد بوفاة مليونين و191 ألفا و865 شخصا في العالم منذ أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض في نهاية ديسمبر 2019 وتعد الولاياتالمتحدة أكثر البلدان تضررا جراء الوباء تليها البرازيل والمكسيك والهند والمملكة المتحدة. *نداء منظمة الصحة من جهته قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن اللقاحات ضد الوباء تقدم فرصة ثانية للتحكم بالوباء ولذا لا يجب على العالم أن يبددها. وأضاف -في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة في جنيف الجمعة بمناسبة مرور عام على إعلان حالة طوارئ صحية دولية بسبب الوباء- أن اللقاحات من شأنها أن تجعل الجميع يدرك الانعدام في المساواة مشيرا إلى أن النظرة الوطنية للقاحات ربما تكون مفيدة لبعض الدول على المدى القصير لكنها لن تكون مفيدة على المدى البعيد لأن الوباء لن ينتهي إلا إذا انتهى في جميع أنحاء العالم. ووجه مدير عام منظمة الصحة نداءات إلى شعوب الدول التي تحصل على كميات كبيرة من اللقاحات بدون النظر إلى بلدان أخرى أن يطالبوا حكوماتهم بأن تتشاطر اللقاحات مع البلدان الأخرى. على صعيد آخر زار فريق من الخبراء تقوده منظمة الصحة العالمية الذي يحقق في منشأ كوفيد-19 مستشفى في مدينة ووهان الصينية كان من أوائل المستشفيات التي عالجت المرضى في الأيام الأولى من التفشي. وبعد اجتماع مع علماء صينيين في وقت سابق الجمعة ذهب الفريق إلى مستشفى الدواء الصيني والغربي التكاملي في إقليم هوبي.