بقلم: سري القدوة رئيس تحرير جريدة الصباح – فلسطين إضاءة… افتقدك … افتقدك حبيبي عثمان أبو غربية … افتقدناك ياشاهق النخيل … يافارس الفكرة وعبقرية التكوين .. يا سيد الموقف ويا فارس الكلمة … افتقدناك قائدا وفارسا وحارسا للقدس … افتقدناك موجها ومرشدا ومعلما نفخر به ونحترم العمل معه … ما أجمل غزة معك وما أجمل لحظاتك.. ما أجمل بحر غزة في عيونك .. وما أجمل النخيل .. ما أجمل الزهرات والأشبال وهم حولك وما أجمل خطواتك … ما أجمل حضورك بين أبنائك ورسالتك وتعليماتك… ما أجمل يوم التقيتك في رام الله … وما أجمل احتضانك لنا وكرمك. .. ما أجل الوطن معا وما أجمل القدس بعيونك.. الحديث عن عثمان الإنسان يحتاج إلي مجلدات والحديث عن عثمان الفدائي يحتاج أيضا لمجلدات والحديث عن عثمان القائد الفتحاوي يحتاج أيضا إلى مجلدات، ولكن يحضرني في ذكرى أربعينيتك والرحيل الصعب عنا عندما التقيت بك في صنعاء اليمن بمنزل الأخ اللواء فؤاد الشوبكي صيف عام 1992، وكانت شخصيتك التنظيمية هي الحاضرة فعلت بك وحافظت على عهدك .. سألتني ماذا تدرس في جامعة صنعاء فقلت لك أدرس الصحافة … قال لي هذا ما نحتاج إليه وسوف نلتقي يوما ما على أرض الوطن لنصدر جريدة .. ما أكبر الفكرة … وما أصغر الكون … ونمضي معا … واستمرت الأيام لنلتقي على أرض غزة الحبيبة وتكون الفكرة ضرورية ونعمل على إصدار صحيفة "الصباح" وتكون حاضنا لنا وموجها من أجل إرسال رسالتنا الوطنية والحفاظ على الثوابت الفلسطينية .. فلسطين التاريخ والحضارة تتشكل في الأخ المناضل المفكر المبدع عثمان أبو غربية .. وتكبر حلما .. ويحمل الجيل القادم أمانه التحرير والعودة .. فلسطين الأرض التي أحببناها وعشقناها إليك الرحيل وإليك العودة .. إليك ماضون ولا حياة بدونك .. وطنا وثورة وعشقا وحياة .. ما أروع أن نكتب أسماء الشهداء وأن نحفظ وصية عهد قائدنا المناضل الوطني الكبير عثمان أبو غربية، وأن نكون شهداء من أجل فلسطين .. نستشهد علىأارضها .. ندفن في ترابها .. تمتزج الروح مع الأرض الطيبة .. لنكون شهداء من أجل أروع ما نحب .. شهداء دوما مع وقف التنفيذ .. الشهداء الأحياء منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر .. إنها فلسطين الأرض والهوية والعنوان .. فلسطين التي آمن بها وأحبها الأخ القائد عثمان أبو غربية … فلسطين الأرض التي نحبها ونعيش من أجلها ونحلم فيها … تكبر حكايتها معنا .. إنها حيفا ويافا وعكا والرملة والمجدل .. إنها صفد واللد وأم الرشراش والقدسوغزة وأريحا وتل الربيع ..إنها بيسان ويالو والدهيشة ورام الله والخليل .. إنها فلسطين التي تكبر فينا والتي نعشق سماءها .. إنها فلسطين التي نعطيها عمرنا وحياتنا والتي نعيش من أجلها ونحلم بذلك اليوم حيث نكون على أرضها .. نحن باقون … هنا باقون … ما بقي الزعتر و الزيتون في ذكرى رحيلك أخي القائد عثمان، نؤكد أن الأرض التي ناضلت من أجلها هي أرضنا وهي بوصلتنا ورحلة .. طوبى للقائد المناضل عثمان أبو غربية … طوبى للراحل الكبير حيث سيبقى فكره ونوره وقود الانتصارات والفتوحات … طوبى للقائد أبو غربية حيث سيبقى نبراسا للأجيال من أجل تحرير فلسطين كل فلسطين .. إننا على عهدك أخي القائد الحبيب عثمان .. اننا على عهدك وفجرك سنبقى على العهد أوفياء لمسيرة شهدائنا الأبرار، ومن أجل فلسطين الدولة المستقلة والقدس عاصمتها .. رحمك الله تعالى وإنا لله وإنا إليه راجعون ..