تعرف بلدية قدارة، الواقعة جنوب شرق ولاية بومرداس، تنمية فعلية خاصة في القرى والمداشر التي كانت محرومة من أدنى ضروريات الحياة، بعدما كانت تشهد العديد من أحيائها تدهورا كبيراً، ناهيك عن أزمة السكن التي تعتبر هاجس السكان والسلطات، في ظل ارتفاع عدد السكان إلى 10 آلاف نسمة، حيث تشهد اليوم ازدهارا في شتى القطاعات الحيوية، أهمها التهيئة العمرانية والسكن وذلك بفعل تضافر مجهودات السلطات المحلية للرقي بهذه البلدية ذات الطابع الريفي، حيث خصصت مبالغ ضخمة لتجسيد مختلف المشاريع التي أنجز عدد منها، فيما يبقى الجزء الآخر في طور الإنجاز والدراسة. خصصت السلطات المحلية لبلدية قدارة، التي تبعد بحوالي 43 كلم عن الولاية، غلافا ماليا معتبرا فاق11 مليار سنتيم، وذلك لربط كل من حيي ''أنسا''و''أمسطاس''، حيث كان سكانهما يواجهون مشاكل بيئية، أُصيب جراءها العديد من الأطفال بأمراض الحساسية ناهيك عن الأمراض الجلدية المختلفة، الأمر الذي جعلهم مجبرين على تحمل أعباء إضافية لكراء شاحنات التفريغ كلما اقتضت الضرورة. كما خصصت البلدية مبلغا آخر بقيمة 200 مليون سنتيم لربط وسط البلدية بقنوات الصرف الصحي، وهو مشروع في طور الإنجاز، حسبما أكده رئيس بلدية قدارة السيد قروابي بوعلام في تصريح ل ''المساء'' . إعادة تهيئة طرقات ومسالك البلدية استفادت بلدية قدارة من عملية تهيئة خصت بها الطرقات، وحسب رئيس البلدية، فقد تم تخصيص غلاف مالي بقيمة 3 مليار سنتيم لإعادة تهيئة طريق''أنسا''و''بن حشلاف''، والذي سينطلق في الآجال القليلة القادمة، مشيرا إلى مشروع قطاعي يتمثل في تعبيد الطريق الرابط بين قدارة وتيجلابين على مسافة 3 كلم. كما أشار قروابي إلى مشاريع التحسين الحضاري التي خصصت لها مبالغ ضخمة، حيث حظي وسط البلدية باهتمام مديرية البناء والتعمير، حيث خصصت 5 مليار سنتيم للتحسين الحضري، ضف إلى دراسة مشروعي التحسين الحضاري بكل من التجمع الثانوي ببن حشلاف وإيشوبار والذي كلف الخزينة 10 مليار سنتيم. ورغم الإنجازات التي عرفها القطاع بالمنطقة، إلا أنها تبقى نقاطا سوداء تنغص حياة المواطنين حسب قولهم وذلك بسبب اهتراء مقاطع من الطريق الوطني رقم ,29 مما يصعب حركة المرور. كما ناشد السكانُ وزيرَ الأشغال العمومية بإنجاز طريق إجتنابي للدخول إلى الطريق السيار شرق-غرب، مشيرين أنهم يقطعون مسافات طويلة للوصول لأقرب نقطة سواء باتجاه خميس الخشنة أو الأخضرية. السلطات المحلية تجد حلولا لأزمة الماء الشروب رغم طابعها الجبلي وموقعها الشبه نائي، إلا أن 80 بالمائة من قرى ومداشر البلدية تزود على مدار4 أيام في الأسبوع، ولمدة 8 ساعات في اليوم بالماء الصالح للشرب، وفي هذا السياق، فقد كشف رئيس البلدية أنه تم تزويد البلدية بالماء الصالح للشرب من محطة تصفية المياه بالخروبة، مشيرا أن البلدية استفادت نهاية العام المنصرم من إنجاز مشروع محطة ضخ المياه بوسط قدارة بتكلفة 600 مليون سنتيم، وخزان بسعة 300 متر مكعب بقيمة 800 مليون سنتيم، كاشفا على مشروع آخر قيد الدراسة ستستفيد منه البلدية وذلك في إطار المخطط الخماسي (2010-2014)، وهو مشروع إنجاز شبكة المياه الصالحة للشرب بقرى ''الحدورة، بحارة، وأنسا''، كلف البلدية مليار و300 مليون سنتيم. ورغم هذه المشاريع والمبالغ الضخمة التي استفاد منها قطاع الري بالبلدية، إلا أنه تبقى أحياء ''زقاغة'' و''أولاد زيان'' الواقعتين بالحدود مع ولاية البويرة تنتظر اِلتفاتة السلطات المعنية بتزويدهم بالماء الصالح للشرب والذي أصبح مطلبهم الأساسي. 377 إعانة ريفية وأزيد من 150 مسكنا ريفيا وفيما يبقى انتشار البيوت القصديرية من أهم المشاكل التي لا تزال تشكل عبئا ثقيلا على كاهل بلدية قدارة، والتي بلغ عددها 300 بيت هش، كشف رئيس البلدية عن استفادة السكان من 377 إعانة ريفية لبناء السكن الريفي وذلك تطبيقا لقرارات رئيس الجمهورية، قصد الحفاظ على طابع العمران الريفي، فقد برمجت البلدية مشروع بناء 100 مسكن إجتماعي، هو قيد الدراسة لامتصاص ظاهرة مشكل السكن من خلال القضاء على البيوت الهشة والقصديرية، إضافة إلى 50 مسكنا أخر قدمت دراسته من قبل ديوان الترقية والتسيير العقاري، وكذا 30 مسكنا إجتماعي انطلقت الأشغال به منذ سنة 2003 ولم يستكمل لحد الساعة. نقائص بقطاعي التربية والصحة تعد بلدية قدارة من بين أهم بلديات الولاية، حيث تم اختيارها كبلدية نموذجية لتطبيق برنامج التنمية الريفية المندمجة، إلا أنها مازالت تواجه مشاكل تنمية، ويبقى أكبر مشكل يظل السكان يطالبون بحله هو إنجاز ثانوية، وعدت السلطات المعنية بالتكفل بها منذ سنة ,2009 ولكن المشروع بقي مجرد كلام على لسان المسؤولين حسب تعبير رئيس البلدية مشيرا أن أبناء المنطقة يقطعون مسافة 16 كلم للوصول إلى أقرب ثانوية ببودواو، مضيفا أن عناء السفر الطويل أثر سلبا على مردودهم الدراسي، وكحل مؤقت تكفلت البلدية بوضع 7 حافلات مدرسية لتخفيف المتاعب. وفي سياق متصل، كشف السيد قروابي عن عملية تهيئة مست إبتدائية بودغالن الواقعة بالجهة الغربية للبلدية وذلك بتوسيع الأقسام وإنجاز مطعم يوفر 100 وجبة في اليوم، مضيفا أن العملية كلفت خزينة البلدية مليار و800 مليون سنتيم . أما فيما يخص المرافق الشبانية والترفيهية، فقد أكد محدثنا على عملية تسجيل مشروع إنجاز ملحقة لمركز التكوين المهني والتمهين بوسط البلدية، وللإشارة، فان البلدية تنعدم فيها جل المرافق الشبانية حيث أن الملعب البلدي متهرئ كلية. قطاع الصحة هو الأخر يفتقد للإهتمام والرعاية من قبل السلطات الوصية، حيث تتوفر البلدية على مركز صحي وحيد بوسط البلدية بخدمات دون المستوى المطلوب ل10 ألاف نسمة، حيث يعمل أربع ساعات في اليوم بطاقم طبي يحتوي على ''طبيب، جراح أسنان، وممرضتين''، وفي هذا المقام يطالب السكان بضرورة توسيع المركز وتوفير طاقم طبي يستوعب للكثافة السكانية بالمنطقة، إضافة إلى تمديد ساعات العمل، مشيرين أنه غالبا ما تقع فيها حوادث مختلفة، وعندما يلجأون للمركز، يجدونه مغلقا، مما يتسبب في تفاقم حالة المصاب حتى بلوغ أول مستشفى ببومرداس أو الرويبة، مشيرين في هذا السياق إلى وجود قاعة للعلاج بقرية بولزازن التي تعمل بها ممرضة وحيدة، إضافة إلى قاعة علاج بقرية زوقاغة، وهما مقفلتان منذ سنة .1997 انعدام غاز المدينة والإنارة يزيدان من معاناة سكان قدارة عبرت عشرات العائلات التي تحدثت إليهم ''المساء'' ببلدية قدارة، عن اليومية مع قارورات غاز البوتان الذي تشهد ارتفاعا في الأسعار يصل إلى 300 دج للقارورة، والتي لا تلبي حاجة 5 أيام على الأكثر خاصة في فصل الشتاء أين يكثر الطلب والحاجة إلى هذه المادة الحيوية، بسبب التدفئة خاصة أمام الطابع الجبلي للبلدية، أين تشتد البرودة، ناهيك عن الطهي وغيرها، مضيفين أنه يقل توفر هذه المادة بالمحلات، إضافة إلى ثقلها الذي أحنى ظهورهم. من جهته، لم ينف السيد قروابي بوعلام انعدام غاز المدينة بكل قرى ومداشر البلدية، مؤكدا في هذا السياق أن مصالح سونلغاز ببومرداس تقوم حاليا بدراسة مشروع نقل شبكة الغاز من برحمون نحو قدارة على مسافة 24 كلم، وعن الإنارة العمومية، أضاف متحدث أنها تغطي نسبة 70 بالمائة من قرى ومداشر البلدية، مناشدا السلطات العليا بضرورة توفيرها بنسبة مائة بالمائة وذلك نظرا لخطورة المنطقة باعتبارها جبلية والتي عانت من ويلات الإرهاب إبان العشرية السوداء. المحاجر نعمة ونقمة على المنطقة رغم الطابع الجبلي لبلدية قدارة، إلا أنها استطاعت أن تفتك المرتبة الأولى من خلال توفرها على ثماني محاجر وفرت مناصب شغل هامة وخففت من البطالة بالمنطقة، وجعلتها قطبا صناعيا هائلا خلق مشاريع واستثمارات ضخمة، كما عرف بالمنطقة، إلا أن هذه المحاجر تهدد بأخطار أخرى أهمها الأخطار الصحية، نتيجة الغبار المتطاير بكميات كبيرة، ما أدى إلى انتشار الأمراض الجلدية والحساسية والأمراض التنفسية بصورة خطيرة في المنطقة، ناهيك عن تشقق جدران المنازل بفعل التفجيرات اليومية وتضرر الطرق بسبب الحمولات الثقيلة. و على صعيد أخر، فقد كشف رئيس بلدية قدارة في حوار خص به ''المساء''، عن مشاريع هامة استفادت منها البلدية في إطار برنامج التنمية للخماسي 2010-2014 تتمثل في مركز ثقافي، قاعة سينما، نزل للشباب، مركز رياضي جواري، مركز توجيه واستقبال السواح، خاصة وأن سد قدارة يعتبر مكسبا سياحيا ضخما بالإضافة إلى ثلاث ملحقات إدارية، 150 مسكنا إيجاريا اجتماعيا، ومقرا للأمن الحضري.