كلّ الأنظار مشدودة هذه الأياّم، سواء بداخل الجزائر أو خارجها، نحو المقابلة الفاصلة والحاسمة التي ستجمع »الخُضر« بالمنتخب الأمريكي غدا الأربعاء لحساب الجولة الثالثة والأخيرة من الدور الأوّل لنهائيات كأس العالم التي تجرى وقائعها بجنوب إفريقيا، على أمل أن يقهر أشبال سعدان أكبر قوّة في العالم على جميع الأصعدة من أجل الإطاحة به مثل نظيره المنتخب الإنجليزي الذي قهره »الخُضر« بالأداء وفرّضوا عليه التعادل في مباراة الجمعة الماضية لردّ ولو شيء قليل من الاعتبار للعرب عامّة وأبناء فلسطين بصفة خاصّة الذين يعذّبون ويشرّدون بطرق وحشية على يد الصهاينة المدعّمين من قِبل الأب الرّوحي لهم وهي أمريكا. »وان تو ثري فيفا لالجيري«، »وان تو ثري معاك يا غزّة« هي العبارات التي لايزال يردّدها أنصار المنتخب الوطني منذ انطلاق تصفيات المونديال بجنوب إفريقيا وكلّهم أمل في رفقاء مجيد بوڤرة أن يثأروا للعرب والمسلمين ولأبناء غزّة بفوزهم العريض لقهر أكبر دولة تدعّم الكيان الصهيوني الغاشم، والتي تعتبر الأب الرّوحي لها الذي يقف بجانبها ويساندها حتى في أبخس تصرّفاتها، لا لشيء سوى لأنها الابن المدلّل لأمريكا تلك القوّة العالمية التي لا تستطيع الخطابات السياسية لمختلف الدول التجرّؤ على مخاطبتها أو الوقوف في وجه جبروتها. لكن الشارع العربي والإسلامي وخاصّة الجزائري ينتظر أن تفعل الساحرة المستديرة فعلتها والوقوف الندّ للندّ مع المنتخب الأمريكي في معركة حقيقية لا تختلف عن سابقتها التي وقفت مع الإنجليز يوم الجمعة الماضية، والتي تبقى في التاريخ بعدما كانت الغلبة للزفناك رغم التعادل السلبي بينهم، إلا أن المهارات والقوّة الدفاعية والتألّق كانوا لصالح المنتخب الجزائري الذي دافع عن الألوان الوطنية بكلّ فخر واعتزاز وتألّق أمام اكبر الدول العالمية المرشّحة لنيل الرتب الأولى، وهو اليوم أكثر مطالبة من الجماهير العربية والإسلامية بتشريفهم والوقوف الندّ للندّ مع الأمريكان لإعادة الاعتبار لهم والقول للعالم إن كرة القدم يمكن لها أن تغيّر العديد من الأمور التي تعدّ اليوم أكثر من مطلب من »الخُضر« أن يتمتّعوا بروح قتالية فوق الميدان للدفاع عن العرب والمسلمين كافّة للفوز على غريمتهم أمريكا ذلك البلد المعتدي على حقوق البشر في أنحاء المعمورة والفلسطينيين خاصّة. وعليه، وجب على أشبال سعدان أن يحاربوا بأقصى ما لديهم وزن يتحلّوا بروح قتالية في الميدان حتى يكون بإمكانهم حسب مطالب الشارع الإسلامي والجزائري بالخصوص، مشاهدة العديد من الأفلام والأشرطة والفيديوهات التي تتحدّث عن الاضطهاد المطبّق في حقّ المسلمين الأبرياء عبر المعمورة وفلسطين خاصّة، أين يكون المتسبّب فيها الرّقم واحد أمريكا وابنها المدلّل الكيان الصهيوني، تلك القوّة العالمية التي يجب أن تقهر بالتدريج على أن تكون لعبة الأقدام أولى من يزعزع كيان وكبرياء أمريكا بعد أن تهتزّ شباكهم في العديد من المرّات من طرف »محاربي الصحراء« كي لا يتمكّن مدرّب الحكّام المصري أن يجد ثغرات يطعن بها منتخب »الخُضر«، خاصة وأن الصغير قبل الكبير يدرك جيّدا العلاقة الشجية والوطيدة التي تربط البلدين.