مصر والسودان وإثيوبيا تتبادل الاتهامات فشل جديد للمفاوضات حول سد النهضة انتهت جولة اجتماعات سد النهضة في كينشاسا بدون تقدم واتهمت مصر والسودان إثيوبيا بالتعنت بينما قال مصدر إثيوبي إن البلدين طرحا بنودا خارج الأجندة التفاوضية في حين دعت الأممالمتحدة الأطراف إلى التوصل لحل وسط. ق.د/وكالات تبادلت إثيوبيا والسودان ومصر الاتهامات بشأن الفشل في التوصل إلى صيغة توافقية حول مفاوضات سد النهضة بسبب التباعد في المواقف والأجندة الوطنية. ويرى مراقبون أن مواقف البلدان الثلاثة باتت محكومة بخمسة مسارات تتداخل فيها عوامل فنية وجيوسياسية وأمنية وداخلية وخارجية تحدد خارطة الطريق التي يمكن أن يسلكها الملف خلال الفترة المقبلة. واختتمت في العاصمة الكونغولية كنشاسا الثلاثاء جولة جديدة من المفاوضات دون التوصل إلى أي نتيجة تحرك الملف المعقد الذي ظلت البلدان الثلاثة تتفاوض عليه منذ 2011. *تمديد عقيم وانتهت المفاوضات بلا حل وذلك بعد تمديدها يوما إضافيا بناء على مساعي الدولة المضيفة جمهورية الكونغو الديمقراطية التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي إثر فشل وفود مصر والسودان وإثيوبيا في التوصل إلى اتفاق برعاية الاتحاد الإفريقي. وأضافت المصادر أن كينشاسا قدمت الدعوة للوفود بالعودة للتفاوض بعد شهر لكن لم يعلن حتى الآن عن موعد لاستئناف التفاوض. وفي نهاية المفاوضات عقد وزير الخارجية الكونغولي مؤتمرا صحفيا قال فيه إن الرئيس فيليكس تشيسيكيدي يعمل على بلورة خطة طريق للمفاوضات بناء على ما تم تداوله من مشاورات صباح الثلاثاء بين وفود الدول الثلاث مؤكدا أنه سيتم الإعلان عن ذلك خلال أيام. *الموقف المصري وقالت الخارجية المصرية في بيان إن جولة المحادثات في كينشاسا انتهت بدون تحقيق تقدم وبدون أن تفضي إلى اتفاق بشأن إعادة إطلاق المفاوضات. وأوضح البيان أن الوفد المصري شارك بنية استئناف المفاوضات لكن إثيوبيا تعنتت ورفضت العودة مما يثبت غياب الإرادة السياسية لدى إثيوبيا وسعيها للتسويف من خلال الاكتفاء بآلية تفاوضية شكلية وغير مجدية وفق تعبير البيان. وأضافت الخارجية المصرية أن إثيوبيا رفضت كل المقترحات والبدائل التي طرحتها مصر وأيدها السودان لدفع التفاوض كما رفضت مقترح السودان الذي أيدته القاهرة لتشكيل رباعية للوساطة. واعتبر البيان أن اجتماعات كينشاسا التي انطلقت السبت لم تحقق تقدما ولم تفض إلى اتفاق بشأن إعادة إطلاق مفاوضات سد النهضة. أما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فقال خلال مشاركته في اجتماع عبر الفيديو نظمه بنك التنمية الإفريقي إن أزمة الشح المائي تتزايد بشكل يهدد مستقبل الشعوب لا سيما في ظل إصرار بعض الأطراف على إقامة مشروعات عملاقة لاستغلال الأنهار الدولية بشكل غير مدروس ودون مراعاة لأهمية الحفاظ على سلامة واستدامة الموارد المائية الدولية . *الموقف السوداني من جهة أخرى قالت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي جئنا بحثا عن منهج جديد للتفاوض والتعبئة الثانية لسد النهضة تشكل تهديدا لنا . وأضافت أن الموقف الإثيوبي بفرض سياسة الأمر الواقع يخرق القانون الدولي معتبرة أنه يجب وضع مصلحة 250 مليون نسمة يعيشون في الدول الثلاث في الاعتبار. وتابعت الوزيرة السودانية نأمل من الرئيس الكونغولي أن يضع حدا لهذه المفاوضات التي لا تنتهي . وطالب رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان بأن يكون لبلاده دور في تشغيل وإدارة سد النهضة لأنه يؤثر على أمن السودان حسب وصفه. وبدورها قالت وزارة الري السودانية في بيان إن المباحثات لم تحرز تقدما بسبب التعنت الإثيوبي معتبرة أن هذا التعنت يحتم التفكير بكل الخيارات الممكنة لحماية حقوق السودان بما يكفله القانون الدولي حسب تعبيرها. كما قالت الوزارة أكدنا خلال الاجتماع على خطورة الإجراءات الأحادية لما ستلحقه من أضرار فادحة بالسودان .
وأضاف البيان أن إثيوبيا رفضت كل الخيارات البديلة بشأن منح دور للوساطة الرباعية لتسهيل التفاوض وأنها أصرت على التفاوض بنفس النهج القديم الذي اعتمدته منذ جوان 2020 بدون جدوى. *الموقف الإثيوبي من ناحية أخرى قال مصدر إثيوبي مشارك في المفاوضات للجزيرة إن المفاوضات تعثرت بسبب طرح مصر والسودان مقترحات وبنودا خارج مقترحات الأجندة التفاوضية التي طرحتها الوساطة الإفريقية. وأشار المصدر إلى أن الجانب السوداني اقترح تأجيل التعبئة الثانية ورفع مستوى المراقبين وهي المقترحات التي لم تكن ضمن الأجندة. ووفق المصدر فإن أجندة الوساطة تبحث في منهجية التفاوض وتأجيل القضايا الخلافية إلى ما بعد التعبئة الثانية والاتفاق الجزئي للتعبئة الثانية وتحديد سقف زمني لعملية التفاوض. وأضاف المصدر الإثيوبي أن الأجندة لم تناقش أصلا بل تمت مناقشة مقترحات جديدة متهما مصر والسودان بإفشال جهود الاتحاد الإفريقي بطرح مقترحات تعجيزية . وفي أحدث التطورات قالت الخارجية الإثيوبية في بيان إن أديس أبابا مستعدة لتسهيل تبادل البيانات والمعلومات مع مصر والسودان بشأن تعبئة السد مضيفة لا يمكن أن نشارك في اتفاق يحرمنا من حقوقنا المشروعة الحالية والمستقبلية في نهر النيل . *مواقف دولية وفي هذا السياق كشفت الخارجية الأمريكية أن وفدا أمريكيا سافر إلى المنطقة للتواصل مع عدد من الشركاء بشأن القضايا المتعلقة بسد النهضة مضيفة أن الوفد شدد على نهج واشنطن الحيادي تجاه الملف. وقالت الخارجية الأمريكية إن واشنطن تواصل دعم الجهود التعاونية والبناءة من جانب إثيوبيا ومصر والسودان للتوصل إلى اتفاق بشأن سد النهضة. وأشارت الخارجية الأمريكية إلى أن الوفد استمع لجميع الأطراف المعنية بما في ذلك الرئاسة الكونغولية للاتحاد الإفريقي بشأن أفضل السبل التي يمكن للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أن يدعما بها الجهود لإيجاد سبيل لتحقيق التقدم. وفي مؤتمر صحفي عقده ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة دعا الأطراف إلى مواصلة التعاون والتوصل لحل وسط لتسوية الملف. وفي معرض حديثه للصحفيين عن موقف الأمين العام أنطونيو غوتيريش من مفاوضات كينشاسا تابع المتحدث قائلا نحن من جانبنا مستمرون في حث الأطراف على مواصلة بذل الجهد لاتخاذ خطوات ملموسة للتوصل إلى اتفاق . وأضاف دوجاريك أن مبادرة تشيسيكيدي بعقد المفاوضات أمر مرحب به مع إعادة تأكيد المنظمة الدولية على جاهزيتها لدعم هذه الجهود بالشكل الذي ترتضيه الأطراف.