في ندوة ناقشوا فيها الوثيقة التي أصدرها حول مستقبل مصر مثقفون مصريون: لجأنا للأزهر لأنه المدافع عن وسطية الإسلام "تصورنا أن الأزهر الشريف هو الملاذ الذي يمكن أن نحتمي به من المخاوف والشكوك التي تنتابنا تجاه المستقبل، فمصر الآن تستقبل سقفا عاليا من الحرية، وكثير من الجماعات لم تكن مدربة بالشكل الكافي لاستقبال مثل هذه الحرية، فأفزعت المجتمع بتصوراتها أو توهماتها التي تقدمها باسم الاسلام، كما أن الأزهر مؤسسة رعت الحركة الوطنية المصرية، وحافظت على الصيغة الوسطية للاسلام"، هكذا فسّر الناقد الدكتور صلاح فضل، سبب استجابة مجموعة من المثقفين المصريين من بينهم "جمال الغيطاني وجابر عصفور وبهاء طاهر وسمير مرقص وجلال أمين ويوسف القعيد" لدعوة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بالاشتراك مع عدد من علماء الأزهر لوضع وثيقة حول مستقبل مصر صدرت بالفعل منذ أيام· وقال في الندوة التي عقدتها مكتبة الاسكندرية لمناقشة الوثيقة: "نحن سعداء لأن وجهة نظر العلماء المستنيرة والعميقة في الدين التقت مع وجهة نظر مجموعة من المثقفين"، وأكد أن مشيخة الأزهر كانت مخترقة في الفترة الماضية، وتمارس عليها ضغوط من الخارج لتغيير وجه الفكر الاسلامي المستنير· وتعجب رئيس مجلس ادارة مؤسسة دار "الهلال" حلمي النمنم ممن أسماهم ب"الممتعضين" من الوثيقة، وأوضح لماذا أصر المشتركون فيها على صيغة الدولة الوطنية، قائلا: الدولة الوطنية تعلو على الطرفين الذي ينادي كل منهما بدولة مدنية قد يكون رأسها في واشنطن وتصادق اسرائيل، والطرف الثاني الذي ينادي بدولة دينية قد تكون مرجعيتها طهران· وقال أستاذ الشريعة الاسلامية بجامعة الاسكندرية الدكتور محمد كمال الدين امام: الوثيقة تعبير مهم عن التعاون المطلوب بين المثقفين والأزهر والذي ظللنا نبحث عنه طوال الخمسين عاما الماضية - ولا نراه - وهي تعبير عن حقيقة مصر"، ونفى أن يكون الأزهر قد سعى من ورائها لممارسة دور سياسي وقال: لقد صدرت عنه بصفته الرمزية وليس كمؤسسة تتمتع بسلطات ما، وقد فتحت الباب لحرية ممارسة الشعائر الدينية في الأديان السماوية· وأكد الكاتب الصحافي قطب العربي أن الوثيقة أخرجتنا من وحل الاستقطاب الذي كنا نعيش فيه خلال الأسابيع الماضية، وأنها صيغت بعيدا عن الاحتقان، وأن الذين اشتركوا فيها غير منغمسين في الصراعات الحزبية القائمة· يذكر أن الوثيقة تضم 11 محورا تحدد شكل الدولة المصرية منها: دعم تأسيس الدولة الوطنية الدستورية الديموقراطية الحديثة، واعتماد نظام الانتخاب الحر المباشر، والالتزام بمنظومة الحريات الأساسية في الفكر والرأي، والالتزام بالمواثيق الدولية المتوافقة مع التقاليد السمحة للثقافة الاسلامية والعربية، وبناء علاقات مصر بأشقائها العرب ومحيطها الاسلامي ودائرتها الأفريقية والعالمية ومناصرة الحق الفلسطيني، وتأييد مشروع استقلال مؤسسة الأزهر، واعتبار الأزهر الجهة المختصة التي يرجع اليها في شؤون الاسلام وعلومه وتراثه واجتهاداته الفقهية والفكرية الحديثة، وقد شارك في اعدادها 22 مثقفا وكاتبا بينهم 3 أقباط و9 من العلماء·