الإضراب يتواصل رغم الزيادة في أجور عمال "الجوية الجزائرية" فوضى وغضب في المطارات ن· أيمن عاش مطار الجزائر الدولي، بالعاصمة، والعديد من مطارات القطر الوطني، في اليومين الماضيين، حالة من الاضطراب والفوضى، والغضب الذي ألّم بالمسافرين الذين وجدوا أنفسهم رهينة (حرب باردة) تدور رحاها بين عمال شركة الخطوط الجوية الجزائرية وإدارة هذه المؤسسة، التي تخسر المزيد من زبائنها بسبب مثل هذه الممارسات، علما أن عمال الشركة استفادوا من زيادة هامة في الأجور لم تضع حدا لإضرابهم· وشهدت رحلات الخطوط الجوية الجزائرية أمس الثلاثاء اضطرابا شديدا بسبب الإضراب الذي شنه مستخدمو الطيران التجاري للشركة، وهو الاضطراب الذي أدخل آلاف المسافرين في حالة من الغضب والحيرة· ففي مطار هواري بومدين الدولي، وفي ظرف ساعتين حطت طائرتان قادمتان من كل من ليون وافينيون بفرنسا وعلى متنهما أعضاء من الجالية الجزائرية، حيث كانت علامات الفرحة بادية على وجوههم بعد كل ما عانوه قبل الركوب إثر هذا الإضراب· أما بخصوص الرحلات انطلاقا من الجزائر فقد تمت عمليات التسجيل في نوع من القوصي، حيث لم يتمكن مستخدمو الطيران على الأرض للخطوط الجوية الجزائرية من تهدئة المسافرين الذين (احتجوا على غياب الاتصال) و(لامبالاة) مسؤولي الشركة· وكانت النقابة الوطنية لمستخدمي الطيران التجاري الجزائري (المضيفين والمضيفات ورؤساء المقصورات ورؤساء المقصورات الرئيسيون) قد شنوا يوم الإثنين إضرابا ليوم واحد من أجل تثمين حقوقهم الاجتماعية والمهنية، وهم يطالبون بقانون أساسي خاص لمستخدمي الطيران على غرار المستخدمين التقنيين للطيران (الطيارين ومساعديهم) فضلا عن تثمين بنسبة 100 بالمائة لأجورهم وحقوقهم الاجتماعية والمهنية· وكان الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية السيد محمد صالح بولطيف قد أكد التزامه برفع أجور كامل مستخدمي الشركة الوطنية بنسبة 20 بالمائة مع تجديد استعداده (للحوار) مع العمال· واعتبر في هذا الصدد أن الوضعية المالية الحالية للشركة لا تسمح بتلبية جميع المطالب المعبر عنها من قبل المستخدمين لاسيما تلك المطالبة بزيادة في الأجور بنسبة 106 بالمائة· وفي ذات الصدد، اعتبر السيد بولطيف هذه الحركة (بغير القانونية)، إلا أنه أكد التزامه برفع أجور مجموع مستخدمي الشركة بنسبة 20 بالمائة· وأوضح خليفة المدير (الراحل) بوعبد الله في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أن الوضعية المالية الحالية للشركة لا تسمح بتلبية جميع المطالب المعبر عنها من قبل المستخدمين سيما تلك المطالبة بزيادة في الأجور بنسبة 106 بالمائة· كما أعرب السيد بولطيف بذات المناسبة عن استعداده (للحوار والتشاور) من أجل إيجاد حل لهذا النزاع، معربا عن أسفه لهذه الاضطرابات، متمنيا إيجاد حل سريع لهذا النزاع، ومضيفا أن كل زيادة في الأجور (لا يمكن تطبيقها على فئة دون الأخرى)، ومصرحا: (إنني لا يمكن أن أسمح لنفسي بتطبيق زيادات إلا على أساس الإمكانيات المالية للشركة)· كما اقترح ذات المسؤول تحسين ظروف عمل مستخدمي مؤسسته سيما موظفي الطيران ملتزما بهذه المناسبة بإنجاز جناح عملياتي· في ذات السياق، جدد السيد بولطيف التزامه بإعادة فتح ملف نظام أجور عمال المؤسسة بهدف المضي نحو تصنيف أجور مختلف مهن الشركة، كما هو معمول به على مستوى الشركات الدولية· وأضاف بأنه (سيبذل قصارى جهده) من أجل إيجاد أرضية تفاهم لهذا النزاع والتوصل إلى (عدالة في الأجور)، في إطار (نظام تصنيف متجانس يؤدي إلى خلق مناخ للتغيير الايجابي للشركة)· كما أشار الرئيس المدير العام للخطوط الجوية الجزائرية أنه على الرغم من أن هذا الإضراب قد قام به مستخدمو الطيران التجاري وليس النقابة، إلا أن إدارة المؤسسة (تواصل الحوار مع المستخدمين وذلك في مصلحة المؤسسة)· وتأسف في ذات المناسبة للخسائر المالية التي ترتبت عن هذا الإضراب، وذلك الذي تم في 15 جوان الفارط، داعيا مرة أخرى إلى (الحكمة والتعقل)·